لقاحات تحت مشروطية الطوارئ العاجلة!

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 19 ديسمبر 2020 - 2:41 م بتوقيت القاهرة

يقف العلم على أعتاب لحظة فارقة فى تاريخ البشرية، فما يحدث الآن فى ظل جائحة كورونا يجعل أشد المتمسكين بقيم العلم فى حيرة من تكرار صور تتهدده وتشى برغبة خفية فى أن الإنسان قد يستخدمه ضد الإنسانية وأن الإعلام العالمى ضالع فى تلك المهمة الخطرة.
عرف العالم قدر العلم فى حمايته من شرور المرض حينما أفلح العلم للمرة الأولى فى هزيمة مرض الجدرى بضربة قاضية كانت اللقاح الذى ابتكره إدوارد جينر والذى أنهى به وجود هذا المرض اللعين الذى كان يقتل من يقتل ولا يترك الإنسان إلا وقد شوه جلده وملامحه. منذ ذلك التاريخ وتحضير الأمصال واللقاحات صناعة إنسانية طبية تعتمد على العلم والبحث هدفها الأعلى وقاية الإنسان من أخطار الطبيعة الفتاكة من فيروسات وباكتيريا وغيرها حتى وصلنا إلى عام ٢٠٢٠وداهمتنا جائحة كورونا.
نحن لا نناقش اليوم ما إذا كانت حقيقة أو وهما ولا حتى من صاغها أو تسبب فيها فرغم أن تلك أسئلة خطيرة ومهمة تستحق محاكمة إنسانية عادلة عالمية إلا أننا قد تخطينا تلك المرحلة دون ما حول لنا أو قوة، لكننا على ثقة فى عدالة وإن جاءت متأخرة إلا أنه لا مناص منها بإذن الله.
عدوى كوفيد ـ ١٩ واقع الآن: حقيقة لا تقبل الشك انتشرت كالنار فى الهشيم ترتب عليها حقيقة أخرى يجب أن نواجهها الآن بلا تردد فى شجاعة: اللقاح الواقى فى وجود جميع الإجراءات الاحترازية التى تحد من انتشار العدوى.
تحت التجارب الآن عشرات من اللقاحات التى يعمل على تصنيعها علماء من جميع البلاد فالهم واحد والمصير واحد.
حتى الآن لم تجز منظمة الصحة العالمية أيا من اللقاحات التى أعلن عن تمام تصنيعها وبدأت أكبر حملة تطعيم فى التاريخ للإنسان فى كل مكان.
لكن عن اللقاح الصينى والذى تنتجه شركات سينوفاك وسينوفارم الذى أطلق عليه «كورونا فاك» اختارته الدول العربية ومنها مصر والذى يعتمد على حقن أجزاء ميتة من الفيروس وهو أسلوب معروف وتم استخدامه من قبل فى تحضير لقاحات كثيرة فعالة. أيضا لقاح أكسفورد استرازينكا الذى يستخدم ذات التقنية والروسى سبوتنك.
لكن وللمرة لأولى وبتقنية عبقرية تستخدم الأحماض النووية «RNA» ظهر لقاح فايزر بالتعاون مع بيونتك الألمانية الذى أجازته وكالة الغذاء والدواء الأمريكية فى ظروف استثنائىة وبدأ استخدامه على نطاق واسع فى الولايات المتحدة وبريطانيا التى دعمته بحماية مطلقة من القانون إذا ما ننتج عنه أى مضاعفات إلى حد الوفاة!.. بينما لم يتحدد بعد ما إذا كانت ستلجأ للقاح الذى طورته أكسفورد البريطانية.
لقاح فايزر ومودرنا يتبنى تلك التقنية التى قد تستخدم أيضا فى علاج الأمراض الوراثية..! لكن حتى اللحظة ليس هناك ما يدعم أن تلك اللقاحات على المدى البعيد لن تؤثر على الصفات الوراثية للإنسان أو يتسبب عنها أمراض أخرى!
كل اللقاحات التى أعلن عنها حتى الآن يتم استخدالمها تحت «مشروطية الطوارئ العاجلة» أى أن الإجراءات التى يجب أن تتم لضمان أنها مأمونة الجانب وأنها بالفعل وقائية لم تتم بصورة تحقق لها أقصى اشتراطات الأمان التى يحرص عليها العلم فى صور مختلفة.
الحقيقة الأخيرة التى يجب الالتفات جيدا إليها الآن هى أن صناعة اللقاح قد تحولت إلى صناعة مشبوهة لا تقل خطورة عن صناعة السلاح. من يضمن لنا صحة كل تلك الأخبار التى تنهمر وتسيل عن كفاءة تلك اللقاحات؟ من سيضمن عدالة توزيع تلك اللقاحات ووصولها للإنسان فى البلاد التى طالما نعتها الغرب بصفة «النامية» التى تحجب الصفة الحقيقية أو الفقر الذى يخشاه السادة ويتجنبون الحديث عن أسبابه.
لنا الله من قبل ومن بعد فيمن يصوغون العلم الآن فى صور تبعد كثيرا عن جوهره.. ولا تخدم إلا مصلحة التمايز بين عالم وآخر فى لحظة بالفعل فارقة فى تاريخ البشرية، ليس لها من دون الله كاشفة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved