ودارت عجلة السياسة
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الثلاثاء 19 فبراير 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
أخيرا دارت عجلة التسوية السياسية بين جماعة الإخوان والمعارضة خصوصا جبهة الإنقاذ، ونتمنى ان تقود إلى انفراج حقيقى وليس لاستهلاك وشراء الوقت.
كثيرون يستحقون الشكر والتحية لدورهم الخفى فى جلوس الفرقاء معا من أجل تخفيف الاحتقان والبدء فى مفاوضات سياسية جادة توقف التفاوض بالحجارة والمولوتوف والشماريخ.
لقاء سعد الكتاتنى مع محمد البرادعى والسيد البدوى لم يكن اللقاء الأول بين الإخوان والإنقاذ، بل سبقته لقاءات لكنها كانت سرية ــ وآخرها كان الاسبوع الماضى كما كشف عمرو موسى ــ إضافة إلى اتصالات تليفونية تجاوز بعضها الساعة الكاملة، لكنها جميعا تكسرت على صخرة الشكوك المتبادلة أولا، ورغبة كل طرف فى الحصول على أكبر مكاسب ممكنة وتقديم أقل قدر ممكن من التنازلات.
الآن هل مجرد عقد اللقاء الذى تم فى بيت الدكتور محمد البرادعى يعنى ان المشكلة قد انتهت والثقة قد عادت وكأن شيئا لم يكن؟!.
الإجابة هى لا نافية، فربما تتعثر الأمور مرة أخرى، لكن هناك احتمالا كبيرا أن تتم تسويات جزئية بين الإخوان من جهة وبعض أطراف جبهة الإنقاذ من جهة أخرى.
ما يعزز هذا الاحتمال ليس نظرية المؤامرة، ولكن لأن السبب هو أن تحليل قادة الانقاذ للمشكلة ليس متحدا، وبعضهم ذهب بالفعل إلى القصر الرئاسى، وإلى لقاءات لم يعلن عنها مع قادة فى الإخوان، لكن هذه المحاولات تعثرت لأن بعض «الصقور» داخل جبهة الإنقاذ تمكنوا من اقناعهم بتأجيل التنازل حتى يلوح فى الأفق إمكانية للحصول على مكاسب سياسية.
المهم جلس الطرفان فى النهاية وأحد الاحتمالات المتوقعة ان يمارس الاخوان لعبة العصا والجزرة مع الإنقاذ ويحاولون أيضا تفريق شملهم قبل الانتخابات النيابية.
إذا فعل الإخوان ذلك والمؤكد أنهم سيفعلون فهذا لعب سياسى مشروع، ويتوقف الأمر على مدى «اندلاق» قادة الإنقاذ على الحلول الإخوانية.
قلة من قادة المعارضة مستعد لأن «يبيع القضية» بأى منصب كبير، وبعضهم مستعد للبيع من أجل منصب وزير وآخر من اجل المحافظة على تجارته الخاصة، لكن للموضوعية فإن غالبيتهم لهم مواقف مبدئية هدفها إقامة دولة وطنية ديمقراطية.
فى ظنى أن الهدف الجوهرى للإخوان هو الحصول على ختم قادة جبهة الإنقاذ أو غالبيتهم من أجل تسوية سياسية تنتهى بلقطة جماعية فى القصر الجمهورى يجرى تسويقها فى الخارج ويتم وضعها فى داخل ملف الحصول على قرض صندوق النقد الدولى أولا، ثم إعادة بعض الشرعية التى فقدها النظام فى الأسابيع الأخيرة ثانيا.
بعد ذلك ــ ثالثا ــ فإن الهدف الأساسى سيكون الذهاب إلى الانتخابات النيابية ــ اذا جرت فى موعدها ــ التى يعتقد الإخوان أنهم سوف يكسبونها لا محالة وخلفهم السلفيون، ومن الممكن أن يتفقوا مع بعض القوى المدنية على تحالفات محددة أو حتى بعض التنسيق الانتخابى.
فى السياسة لا توجد حلول مثالية كاملة، بل هناك أفضل تسوية متاحة فى اللحظة الراهنة، وإذا كانت أهداف الإخوان والرئاسة واضحة، فما هى أهداف جبهة الإنقاذ، والأهم كيف يمكنهم تحقيقها فى ظل موازين القوى الحالية؟!.