نقابة السينمائيين أكبر من الكرسى

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 19 مارس 2011 - 5:38 م بتوقيت القاهرة

 ما الذى يريده السينمائيون من نقابتهم؟ هل الإطاحة بمن يجلسون على كراسى النقيب ومجلس الإدارة واستبدالهم بشخوص آخرين هو ما سيعيد البريق للنقابة ويوقظها من غفوتها التى امتدت سنواتا؟؟

كنا وفى كل مرة نسمع فيها ان هناك سينمائيا ثائرا ويعلن أن بحوزته افكارا ورؤى وبرامج اصلاح وتهذيب ولكنه يحتاج الفرصة لتنفيذها وخروجها إلى النور، وأن هذه الفرصة لن تأتى إلا وهو موجود إما على كرسى النقيب أو إحدى مقاعد مجلس الإدارة، وبالفعل يأخذ الفرصة لكن سرعان ما تذهب الأفكار والرؤى والأحلام فى مهب الريح، وتبدو وكأن الأفكار ولدت معطوبة، وأن الأحلام كانت مجرد أوهام، والرؤى كانت تقتصر على مجرد أحداث زوبعه وشو.

أيها السينمائيون المنقلبون أتمنى هذه المرة من كل قلبى أن يكون من بينكم ثوار حقيقيون يؤمنون بتغيير حقيقى، ولديهم أجندة خاصة للمشهد السينمائى المصرى خلال المرحلة المقبلة.

وأن يشعروا أولا بأن هناك فيروسا فى قلب السينما المصريه وصناعها نال من قيمتها وينخر فى تاريخها.

أيها السينمائيون الثوار لقد غبتم عن مشهد الإصلاح والخلاص بمحض إرادتكم، كنتم تتعاملون مع قضايا السينما ومشاكلها على أنها لا تخصكم، كان المهم لديكم هو أنه طالما أموركم تسير فليست هناك مشكلة، وأتحدى أن يكون هناك من نجوم المشهد السابق أو حتى الحالى كانت تشغله أمور النقابة أو إلى مدى تسير حركة السينما المصرية، وكيف يمكن أن يعود الفيلم المصرى الى مكانه الطبيعى فى السوق الخارجية، وكيف نوقف زحف احتكار النجوم ودور العرض والتوزيع، كيف نمنح أملا لصناع السينما الجدد من ممثلين ومخرجين ومؤلفين شباب، وخروج أحلامهم التى صنعوها من جيوبهم الخاصة إلى النور.

ربما يقول البعض إن هذا ليس دور نقابة السينمائيين.. وأقول إذا لماذا كل هذا الصراع على كراسيها؟

هل المعركة من أجل أهداف لا نعلمها؟.. إن مجلس تسيير الأعمال الجديد الذى يقوده المخرج المخضرم محمد فاضل عليه أولا إثبات أن ثورته هو ورفاقه الحقيقية لن تقف عند الخلاص من العوائق والشوائب القديمة التى كانت تحجب النور عن كيان موحد للسينمائيين، بل عليه أن يعيد تصوير المشهد مرة أخرى، ذلك المشهد الذى جلس فيه رفاقه من كبار المخرجين فى بيوتهم، والذين رفضوا أن يتسولوا العمل، أو يتنازلوا لمسايرة لغة السوق.. هؤلاء المخرجون الذين كان يمكنهم الثبات على تيار سينمائى مصرى قوى.. ذلك المشهد الذى ضم ايضا مديرى تصوير ومهندسى ديكور ومنتيرين كبارا شاغلهم الوحيد الجلوس على المقاهى ومناشدة اطلال الماضى.. المشهد الذى ترك مساحة كبيرة منه لطغاة الانتاج والتوزيع ودور العرض،..المشهد الذى ترك ثلاثة أو أربعة أسماء ليكونوا فرسان الشاشة ولم يتركوا متنفسا حقيقيا لأى فارس ماهر آخر.

يا ثوار النقابة الجدد إن الساحة مهيئة أمامكم بأفكار شباب المستقلين الذين لن يفرطوا فى أحلامهم، فحوطوا عليهم وراعوهم قبل أن تيأس النوايا وتحبط الآمال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved