لماذا لا توجد معارضة شعبية فى إسرائيل؟

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأحد 19 مارس 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

إن الفترة التى نعيشها تبدو فى نظر كثيرين فترة تهديد للديمقراطية الإسرائيلية، من حيث المساس بحقوق الفرد وبالأقليات من دون خجل ومن دون المحافظة حتى على المظاهر. وثمة سمة أخرى تطبع هذه الفترة. ففى مواجهة هذه التوجهات لا توجد معارضة شعبية ولا تعبئة لاحتجاج حقيقى.
يوجد فى إسرائيل عدم ارتياح واسع النطاق حيال تحركات السلطة. وتدل استطلاعات الرأى على أن اليمين الواثق من نفسه يحتفظ بأغلبية يمكن كبح جموحها، لكن لا وجود لاحتجاج حقيقى. قبل بضع سنوات فقط جرى هنا احتجاج اجتماعى شمل مئات الآلاف، وقد نشأ من نواة مناضلة وصاحبة عقيدة. يومها ذعر نتنياهو من أن تشكل دفنى ليف وستيف شابيرا [من قادة الاحتجاج] سببا لتآكل سلطته، ودخل فى حالة دفاع عن النفس وشكل لجنة تراختنبرغ [لمناقشة حل أزمة المساكن] وميع الاحتجاج.
اليوم يتحدث نفتالى بينت علنا عن ضم الضفة الغربية، ولا يختلف رأى تسيبى حوتوفلى وزئيف إلكين [من الليكود] عن رأيه. لكن على الرغم من وجود أغلبية فى الدولة تعارض ضم المناطق من دون اتفاق، لم يؤد هذا الكلام إلى أى معارضة شعبية. لقد انطفأ شىء ما عند المعارضين. ربما هم يأملون فى أن ينهى الجهاز القضائى حكم نتنياهو (إذا حوكم وأدين بسبب قضايا الفساد التى يجرى معه حاليا تحقيق بشأنها).
لكن ماذا سيجرى إذا سقط حكم نتنياهو؟ هل ستوضع جميع قوانين تسوية أوضاع البؤر الاستيطانية غير القانونية والنهب قيد الحفظ؟ وهل سيختفى المساس بوسائل الإعلام العامة؟ وهل ستلجم نظريات الضم؟ وهل هذا كله موجود بسبب نتنياهو؟ هناك أسباب كثيرة للتظاهر لأن زعماء السلطة يقومون باستفزازات متعمدة فى كل يوم تقريبا.
تتطلب المعارضة اختيار موضوعات تعبر عن تطلعات كثيرين، وهى لن تأتى من الأحزاب الموجودة. لا يريد يائير لبيد تعكير مهنته بانفجارات غضب ضد السلطة، الأمر الذى سيفرض عليه اتخاذ موقف. وحتى فى حزب العمل هم يبحثون عن قنوات دعم انتخابى وليس لديهم الوقت للاهتمام بقيام معارضة شعبية. ولست مقتنعا بأنهم حتى لو رغبوا بذلك، يستطيعون تنظيم معارضة واسعة النطاق.
الاحتجاج هو خروج إلى الشوارع وإقناع جارك بأن هناك حالة طوارئ حقيقية تتعرض لها الديمقراطية وحرية الصحافة. وتحتاج نواة الاحتجاج إلى مجرد عود ثقاب كى يفهم الحاخام ليفنشتاين أنه بالنسبة إلى عامة الجمهور آت من العصر الحجرى؛ وكى يفهم بينت أن أفكاره الخطرة تستحق الازدراء وليس التربيت على الكتف. وربما يعيد الاحتجاج الحيوية إلى العروق، وربما سنحظى حينها بتظاهرات مثل تلك التى هزت الساحات فى الماضى فى شتى أنحاء إسرائيل.

عوزى برعام

عضو كنيست سابق
هاآرتس
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved