اعتذار لفقراء مصر

أحمد عبدربه
أحمد عبدربه

آخر تحديث: السبت 19 مايو 2018 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

هل حقا لا يوجد فقراء فى مصر كما قال أحدهم؟ بالقطع لا.الأكيد أن هناك فقراء فى مصر وهذا مثبت ليس فقط بالأرقام ولكن أى زيارة لأى قرية أو حتى مكان ناءٍ بالقرب من القاهرة أو حتى فى قلب القاهرة، ستكشف بسهولة عن عدد الفقراء المتعففين. وبغض النظر عن حجم الضرر الذى قد يصيب هذه المنظمات من جراء هذا الكلام وهو ما يتطلب اعتذارا واضحا وصريحا بلا مواربة أو تجميل من هذا القائل ومننا جميعا لفقراء مصر على هذه الظروف الصعبة التى يمرون بها ويتنكر آخرون لها ويقابلها آخرون باستهتار وبلادة سياسية منقطعة النظير.

منذ فترة وأنا أتابع نشاطا خيريا محترما يقوم به الصديق العزيز الصحفى هيثم التابعى ومعه مجموعة من الشباب الرائع تحت اسم «أبواب الخير»، وكنت أتحين الفرصة حتى يمكننى الكلام عنها وربما هذه فرصة مناسبة للاعتذار لفقراء مصر وحث الناس على مساعدتهم واحترام تعففهم فى نفس الوقت، أترككم مع السطور القادمة لرسالة كتبها الصديق العزيز هيثم التابعى عن فكرة «أبواب الخير»، بناء على طلبى:
***
فى البداية كانت محاولة واجتهاد ذاتى فى أغسطس ٢٠١٣ لمساعدة أسرة مصرية بسيطة توفى عائلها فجأة وترك أما وطفلين بلا دخل كافٍ. بجهود ذاتية وفرنا مبلغا بسيطا كمصاريف «شهرية» للأسرة ثم بالوقت توالت الحالات حتى بلغت نحو مائة.
فكرتنا ببساطة هى فتح «أبواب الخير» للجميع بلا استثناء، فتحها للمتبرع بماله أو بوقته أو بجهده. فتحها لمتبرع يبحث عن أسرة بسيطة يتكفل بها مباشرة أو لمن لا يريد أن يظهر فى الصورة فيتكفل من موقعه، من خلالنا، بأسرة بسيطة مطحونة فى قرية فقيرة فى المنيا. فتحها لشاب بسيط لا يستطيع أن يقدم سوى وقته أو مجهوده.. لذا كان اسمنا «أبواب الخير» للجميع. سواء كان تبرعك خمسين جنيها أو ألفا، سواء كنت ملتزما بساعة أو بخمس. المهم أننا نفتح لك بابا للخير.
مبادئنا واضحة للغاية، حفظ كرامة الناس، الحفاظ على سترهم وخصوصيتهم. نتبع نهجا أساسيا صارما؛ لا ننشر صورا للحالات تحت أى ظرف، ولا أسماءهم ولا ننشر صورا لمتطوعينا أثناء عملهم. هدفنا الرئيسى العمل على قضاء حوائج الناس مع حفظ كرامتهم وماء وجههم. ليس منطقيا أن تساعد مسكينا يقاوم البرد بملابس ثقيلة ثم تعريه أمام المجتمع بنشر صوره. ليس منطقيا أن تساعد عروسة يتيمة أو فقيرة بتوفير متطلبات جهازها البسيط ثم تفضحها أمام الجميع وتهتك سترها وفرحتها. هدفنا نكون مفيدين للناس، وندى أمل لهم ببكرة أفضل، مساعدة بسيطة ممكن تحسس إنسان مهمش بآدميته أو شخص بينازعه الخير والشر بأن الخير موجود فنمنع تحويل إنسان صالح لمجرم.
أسلوبنا لا يتغير، نعتمد أسلوبا دقيقا فى التحقق والتأكد من الحالات. نزور كل أسرة محتاجة، نتأكد من جدية الاحتياج والعوز. لا نلهث وراء «بوستات» على مواقع التواصل الاجتماعى بل نستهدف أسرا متعففة أبوابها مغلقة. لا مساعدة دون زيارة، ولا صرف لأدوية دون روشتة، ولا مساعدة فى عملية جراحية يجمع لها أموال طائلة، ببساطة نحيل المريض المحتاج للأطباء المختصين الذين نتعامل معهم ويقررون هم وغالبيتهم يجرون عمليات جراحية بأجور رمزية.
***
أبوابنا متنوعة، خصصنا بابا كاملا لـ:
أولا: للفقراء والمساكين، يعمل على توفير شهريات للأسر الفقيرة ومساعدة توفير حياة كريمة لهم. نعمل على توفير أجهزة كهربائية وأثاث لمن يخلو بيته منها.
ثانيا: باب للأيتام والمسنين، نرعى فيه ديار أيتام ومسنين. نوفر لهم شهريا مستلزماتهم الغذائية وما يستجد من احتياجات كملابس للنزلاء واحتياجات أساسية للمعيشة مثلا.
ثالثا: باب للحلال (العرائس) نعمل فيه على تيسير شراء أجهزة كهربائية وخلافه للعرائس الفقيرات واليتيمات. أسر كثيرة تستدين حتى تستطيع توفير ستر بناتها. وهنا نحن نوفر أبسط البسيط من الأجهزة وخلافه ونتفادى دائما الأسر التى تبالغ فى الطلبات.
رابعا: باب الأخوة من المواطنين السوريين، عملنا من خلاله على فرش بيوت أهلنا السوريين البسطاء القادمين لمصر خصوصا ممن ظلوا شهورا ينامون على البلاط لعدم تمكنهم من فرش بيوتهم.
خامسا: باب للشفاء، يعمل على توفير أدوية شهرية لنحو ٥٠ أسرة ويتكفل بإجراء عمليات للأسر الفقيرة والمسكينة.
سادسا: باب للتعليم، من خلاله ندعم تعليم الأطفال المعرضين لعدم استكمال تعليمهم بسبب قلة حيلة ذويهم.
سابعا: باب للرزق، من خلاله نقيم مشاريع لكسب الرزق للأرامل أو المتعافين من السرطان أو أصحاب الأمراض المزمنة غير القادرين على العمل. أكشاك أو ثلاجات بيع مشروبات مثلجة أو شراء عدة شغل لكهربائى أو فنى دش ضيق الحال. المهم أن نفتح بابا للرزق الحلال. نعمل أيضا على مشاريع موسمية مثل موسم الشتاء، موسم الأضحى، موسم دخول المدارس وموسم رمضان.
فى رمضان مثلا، قررنا منذ أربع سنوات أن تكون شنطتنا للشهر الكريم معتمدة أساسا على اللحم. عماد الشنطة ٢ كيلو لحمة، ببساطة لأنها سلعة نادرة تدخل آلاف البيوت نادرا. فرحة الناس باللحم سنويا لا توصف. مع احترامنا للجميع فالفقراء قادرون على توفير الأرز والمكرونة والعدس وخلافه، بل هو غذاؤهم اليومى، أما اللحم فهو سلعة نادرة تسعد القلوب. هذا العام وزعنا أكثر من ١٢٥٠ كيلو لحم فى ٦ محافظات. ووزعنا معها نحو ١٠٠٠ شنطة جافة.
***
الفكرة قائم عليها شباب متطوع، وتطورت من ثلاثة أصدقاء يرعون أسرتين لمجموعة أصدقاء يرعون عشرات الأسر فى عدة محافظات. الهدف هو ستر الناس. لا هدف سياسيا أو دينيا لنا على الإطلاق، نساعد دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق. بالنسبة لنا الإنسان يأتى أولا.
الأهم أننا نحب دوما أن ندل الناس على عمل الخير، ليس ضروريا أن يمر من خلالنا. فكرتنا ببساطة أنه إذ ما تكفلت كل مجموعة مستورة أو ميسورة بفقير أو محتاج فى محيطها فإننا لن نحتاج لأبواب الخير من الأساس.
المؤسسة تحت الإنشاء لذا فحسابها لا يزال خارج العمل. لكن يمكن متابعة صفحتنا على فيسبوك ومتابعة الإجراءات القانونية لإشهار المؤسسة https://m.facebook.com/abwaaab/

كلمة أخيرة.. افتح أبواب الخير حواليك ولغيرك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved