هل استعد السيسى للتحدى الحقيقى؟

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الخميس 19 يونيو 2014 - 4:45 ص بتوقيت القاهرة

كتب مايكل روبين على الموقع الإلكترونى لمعهد أمريكان انتربرايز مقالا يتحدث عن فوز السيسى فى الانتخابات الرئاسية المصرية. جاء فيه: أدى عبد الفتاح السيسى، اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية، بعد فوزه بأغلبية ساحقة فى الانتخابات التى عقدت فى أواخر الشهر الماضى. وعندما كان السيسى يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، قاد انقلاب يوليو 2013، الذى أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسى.

وأشار الكاتب إلى أن مواقف العديد من المحللين والدبلوماسيين الغربيين مازالت متناقضة فى أحسن الأحوال حول الانقلاب. وبينما تولى مرسى الحكم عبر انتخاب ديمقراطى، إلا أنه ازدرى الديمقراطية التى أوصلته للسلطة بمجرد توليه المنصب. ويرى محللون وأكاديميون أنه كان ينبغى على المصريين بدلا من إطاحة مرسى، أن يتركوه يشنق نفسه بحبل من صنع يده، ومن ثم الإطاحة به فى الجولة المقبلة من الانتخابات. وفى حين يبدو هذا الرأى جيدا من الناحية النظرية، إلا أنه ينبئ عن سوء فهم جوهر الفكر الإخوانى: فعندما تأتى الشرعية من الله وليس الشعب، ويعتقد الإخوان المسلمون أنهم يحتكرون الله، فلن يكون لديهم وازع يردعهم عن التضحية بالانتخابات مستقبلا من أجل السلطة. ومع تأكد فوز السيسى بالرئاسة، على الرغم من ضعف الإقبال على الانتخابات عما كان متوقعا، صارت هذه الانتخابات مشروعة، من ثم سوف تؤدى أى محاولة من مسئولين غربيين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى نتائج عكسية. فها قد انتهى مرسى، وأصبح السيسى فى السلطة، كما أن مصر بلد مهم للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.

•••

وأضاف روبين؛ ليس من المعروف ما إذا كان السيسى قادرا على مواجهة التحدى. فقد كانت إطاحة مرسى والفوز فى الانتخابات الجزء الأسهل من هذا التحدى. بينما يعتبر إصلاح الأحوال فى مصر، الجزء الصعب. وليست المشكلة سياسية، بل اقتصادية. فقد كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك، يترأس نظاما ديكتاتوريا فاسدا. وكان الاقتصاد المصرى يحقق نموا ملفتا للنظر، ولكن لم يكن يستفيد منه سوى القريبين من مبارك أو المؤسسة العسكرية. وكانت مصر رمزا لرأسمالية المحسوبية، حيث يرتفع مستوى التفاوت فى الدخل، والأهم من ذلك اتساع الفجوة بين فرص الترقى الاجتماعى. وظل الدعم الذى يقدره البعض بنحو 90 فى المائة من عجز الموازنة المصرية مشكلة مستعصية على الحل.

•••

يرى روبين أنه يمكن لحلفاء مصر فى الخليج تأخير مصيرها المحتوم عبر مليارات الدولارات من المساعدات ولكن ما لم تعالج مصر مشكلاتها الهيكلية، فسيكون الأمر مجرد تبديد للأموال بلا طائل. غير أن السيسى ذكى ويعلم أن الدعم التى يتوقعه المصريون لا يمكن استمراره. ولن تؤدى تكلفة أى تورط، سرى أو غير ذلك، للحفاظ على التجمعات المناهضة للإسلاميين فى ليبيا، إلا إلى زيادة الضغوط. غير أن التساؤل هنا يتعلق بالصفقة التى أبرمها السيسى، مع النخبة العسكرية ووسطاء السلطة، للبقاء فى السلطة. فإذا كان مؤيدوه يتوقعون نفس المزايا والامتيازات التى كانوا يتمتعون بها فى ظل حكم مبارك، فسوف يتكرر التاريخ، ويمكن أن ينقلب الشعب المصرى، على السيسى فقط بنفس سرعة انقلابه على أسلافه.

واختتم الكاتب مقاله بقوله «لقد انتهى شهر العسل بالنسبة للسيسى». ولا يمثل تنصيبه بداية النهاية للربيع العربى، وإنما نهاية البداية. وسوف يتحدد خلال أسابيع أو ربما أشهر، وليس سنوات، ما إذا كان قادرا على تنفيذ الإصلاحات اللازمة. غير أن دعمه فى هذا الوقت المضطرب، فى غاية الأهمية بالنسبة لواشنطن. وليست مصر أكبر من أن تفشل، وسيكون لفشل السيسى أصداء هائلة تماثل انهيار إيران فى عام 1979.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved