استغاثة قرية

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 19 أكتوبر 2022 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

تعيش قرية كفر سعد التابعة لمركز بنها فى محافظة القليوبية مأساة إنسانية كبيرة بسبب احتجاز 37 من شبابها فى مركز إيواء المهاجرين بمدينة زليطة الليبية بعد فشلهم فى محاولة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.
فهذا الرقم الكبير للشباب المحتجزين لم يترك أسرة ولا بيتا فى القرية إلا وفيه مأساة لا يرون لها نهاية إلا بتدخل كريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لا يتأخر عن أى مواطن فى أزمة، لكى يأمر الأجهزة المعنية بالتحرك من أجل إعادة هؤلاء الشباب إلى الوطن كما يفعل دائما الرئيس منذ توليه حكم مصر فى أى مناسبة يواجه فيها أى مواطن أزمة سواء داخل مصر أو خارجها.
ففى أحد أيام شهر أغسطس الماضى استيقظت أسر غالبية هؤلاء الشباب على من يخبرهم بسفر اولادهم إلى ليبيا فى طريقهم إلى إيطاليا دون أن يكون لدى هذه الأسر أى علم مسبق بما نوى عليه هؤلاء الشباب قبل أن يبلغهم وسيط أهاليهم بوصول أبنائهم إلى ليبيا فى طريقهم إلى إيطاليا ويطالبهم بمبلغ 65 ألف جنيه عن كل شاب، وضرورة دفع نحو 25 ألف جنيه كمقدم، وتجهيز باقى المبلغ خلال أيام وقبل أن يركب الشباب «قارب الموت» المتجه إلى إيطاليا بطريقة غير مشروعة.
ولم يكن لدى غالبية هذه الأسر آلاف الجنيهات المطلوبة بالتأكيد فاستدانت بإيصالات الأمانة أو رهنت البيوت، أو باعت ما قد يكون صالحا للبيع لديها لتوفير هذه الأموال التى أخذها الوسيط قبل نهاية الشهر.
ثم انقطعت الاتصالات بين الشباب وأسرهم لأسابيع عديدة حتى تلقت إحدى الأسر اتصالا تليفونيا من ابنها يخبرها فيها بوجوده ومعه كل شباب القرية فى مركز الاحتجاز بمدينة زليطة بعد أن كادوا يغرقون فى مياه البحر المتوسط فى بداية الرحلة الفاشلة إلى إيطاليا.
أسر الشباب أصبحت بين نار احتجاز أبنائهم فى بلاد غير بلادهم ولا تعرف لهم مصيرا، وبين الديون التى تراكمت عليها ولا تعرف سبيلا لسدادها بعد فشل محاولة وصول الأبناء إلى إيطاليا.
والآن مضى على وجود هؤلاء الشباب فى مركز الاحتجاز الليبى قرابة الشهرين، سمحت خلالها سلطات الاحتجاز فى ليبيا لهم بالتواصل مع ذويهم وإخبارهم بوجودهم رهن الاحتجاز وبضرورة تحرك وزارة الخارجية المصرية وأجهزتها ذات الصلة من أجل إصدار الأوراق الثبوتية المطلوبة لكى يعودوا إلى مصر، على حد قول هؤلاء الشباب فى رسائل الفيديو المصورة التى أرسلوها إلى ذويهم من محبسهم فى ليبيا.
ولم يعد أمام أهالى الشباب المحبوسين لإنهاء هذه المأساة إلا تدخل الرئيس السيسى كما عودنا دائما فى كل أزمة لكى يوجه الأجهزة المعنية بسرعة التحرك من أجل إعادة هؤلاء الشباب إلى مصر فى أقرب وقت وإنهاء معاناة عشرات الآباء والأمهات والزوجات والأبناء الذين يمضون ليلهم ونهارهم فى انتظار عودة الأبناء من الرحلة المجهولة. فالرئيس السيسى ومن ورائه الدولة المصرية ككل، لا يتخلى عن أى ابن من أبناء مصر سواء داخل البلاد أو خارجها، ويحرص كل الحرص على ضمان سلامة المواطنين وأمنهم حتى لو كانوا قد ساروا فى طريق خطأ، كما هو حال هؤلاء الشباب الذين دفعتهم الرغبة فى حياة أفضل للسير فى طريق المجهول.

أشرف البربرى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved