على إسرائيل المشاركة فى الحرب على داعش

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 19 نوفمبر 2015 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

إنه 11 سبتمبر داعشى. صحيح مع عدد أقل من القتلى والمصابين لحسن الحظ، لكنه من ناحية النتيجة ــ الصدمة الشديدة ورمزية الهجوم والتخطيط والتنفيذ الدقيقين، والابتكار والقدرة على التنفيذ ــ فإن ما حصل هو 11سبتمبر.

فى الأشهر الأخيرة تبرهن داعش على أن تقدير رئيس السى آى إى السابق الجنرال دافيد بترايوس قبل نصف عام، بأن الخطر الأكبر على الغرب اليوم ليس إيران وإنما هو داعش. فإيران دولة، وللنظام مواطنون ومواطنات هو ملزم بالاهتمام بهم بينما لا تتحمل داعش مسئولية أحد. وحتى مفهوم «الردع العسكرى» يبدو من دون معنى بالنسبة لهذا التنظيم.

لكن هذا لا يعنى أنه يجب عدم مواجهة داعش بالوسائل العسكرية. بالتأكيد يجب فعل ذلك، كما يجب اتخاذ القرار الصعب بشن معركة برية من أجل استرجاع خزانات النفط التى يسيطر التنظيم عليها وتشكل المصدر الأساسى لقوته الاقتصادية، ومن أجل تحرير المدن والقرى التى احتلها حيث يحتفظ بالنساء سبايا، ويفرض على الرجال القتال إلى جانب رجاله.

بيد أن القوة الكبيرة للتنظيم يستمدها من قدرته المدهشة على التجنيد. وهذه القدرة تنبع من الاستخدام الذكى والمتطور لشبكة الإنترنت عامة، ووسائل التواصل الاجتماعى خاصة.

***

يتعين على العالم الغربى أن يفهم أن وسائل التواصل الاجتماعى هى ساحة قتال مركزية بالنسبة لداعش، وهناك يجب أن يدور جزء مركزى من الحرب ضده. فكل حرب هى أيضا حرب على الوعى، وفى هذه الحرب تحديدا الوعى مركب مهم بصورة خاصة. لا يمكن تغيير الوعى بالوسائل العسكرية فقط، إنما يمكن تغييره بالوسائل السياسية ــ وفى هذه الحال من خلال العمل المكثف فى ساحة القتال على الشبكة.

إن المطلوب هنا تفكير حديث ومبتكر فى ما يتعلق بطريقة التصرف على الشبكة. ويجب على دول الغرب أن تفهم أن المقصود ليس بتاتا «برنامجا» بل أسلحة أغلبيتها موجودة بين أيدينا. فالأكيد أنه ليس العالم الإسلامى هو الذى اخترع اليوتيوب وفيسبوك، وجزء كبير من الخدمات على الشبكة ليست متوافرة لديه بل موجودة لدى العالم الغربى.

ومن أجل إدارة هذه المعركة يتعين على الغرب تشكيل ائتلاف كبير قوى ومنظم. ويجب أن يضم إليه دولاً عربية تتخوف من داعش وتريد القضاء عليه ربما أكثر مما نريده.

كما يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا بأن تصبح جزءا من هذا الائتلاف. ومن أجل هذا الغرض لا يكفى التحذير من الأخطار، التى يمثلها داعش والتعاون الاستخباراتى، بل يجب على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت تريد حدودا ودولة يمكن أن تتحول إلى مركب فى الائتلاف ضد داعش أو أنها تريد العيش من دون حدود إلى جانب مستنبت للإرهاب الداعشى. يكرر الشاباك التأكيد على أن مصدر الإرهاب الفلسطينى هو اليأس والإحباط على المستويين الشخصى والوطنى. وإذا لم نتقدم نحو تسوية تساهم فى حل المشكلة الفلسطينية، فإن اليأس والإحباط سيساعدان الإرهاب الداعشى من وراء الحدود.

اليوم أكثر من أى وقت مضى يحول داعش التسوية مع الفلسطينيين إلى عنصر استراتيجى مهم فى أمن إسرائيل وأمن مواطنيها. وكى نكون جزءا من الحرب ضد داعش، ومن العالم الغربى، ومن هذا الائتلاف، يتعين على إسرائيل المضى قدما نحو تسوية سياسية مع الفلسطينيين.

هآرتس
ميراف ميخائيلى- رئيسة كتلة «المعسكر الصهيونى» فى الكنيست
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved