صندوق دعم الرياضة المصرية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 20 فبراير 2018 - 9:25 م
بتوقيت القاهرة
** كان الإعلان عن تأسيس صندوق دعم الرياضة المصرية خطوة كبيرة إلى الأمام، فالرياضة صناعة، والصناعة دون علوم وتكنولوجيا لا يمكن أن تتطور وتتقدم، ونحن أمام مشروع قومى حقيقى، فالرياضة قوة ناعمة، والتقدم فيها وعلى المستويات الدولية والعالمية صورة حضارية، تعادل صناعات مهمة فى دول كبرى، وما فعلته إنجازات أبطال العدو فى جامايكا وأبطال الملاكمة لكوبا، ونجوم البرازيل فى كرة القدم لبلادهم يفوق الوصف، وما يفعله محمد صلاح من دعاية لاسم مصر وحضارتها وتاريخها، ودفعه لجماهير ناديه ليفربول بالغناء له أمر غير مسبوق ويساوى ملايين الدولارات.
** الرياضة نشاط إنسانى مهم للغاية، فالشعوب لا تخرج إلى الشوارع بالملايين سوى لأمرين، الأول هو تغيير أو تأييد واقع سياسى، والثانى هو تحقيق انتصارات رياضية، وهذا يسرى على كل الشعوب من اليابان وكوريا إلى أمريكا وإنجلترا وفرنسا.. وأذكركم أن علاقة الألمان بعلم بلادهم عادت قوية فى 2006 حين نظموا المونديال وحصلوا على المركز الثالث..
** إذن أهمية الرياضة لا تناقش، والاهتمام بها يستحق بذل أقصى جهد، وكل محاولة ممكنة، ومن تلك المحاولات المهمة تأسيس هذا الصندوق الذى يهدف إلى جمع مليار جنيه تبرعات ومساهمات شركات وأفراد خلال سنوات قليلة، للإنفاق على الرياضيين الواعدين، وهذا سوف يمضى بخطوات دقيقة ومحسوبة، فالدولة مسئولة عن عمليات الانتقاء فى المحافظات (والانتقاء عملية دقيقة ومهمة ويعنى بها توجيه الطفل إلى ممارسة الرياضة التى تتناسب مع قدراته الجينية والبدنية والتشريحية)، والأندية ومراكز الشباب هى القاعدة التى تصنع المواهب وتعرضها باعتبار أن أنشطة الرياضة فى الأندية والمراكز أكبر صالة عرض للمهارات وللمواهب الآن، ويعقب ذلك دور الاتحادات فى تنمية تلك المهارات، ثم دور المنتخبات الوطنية، وهنا يعمل الصندوق ويتدخل، برعاية ودعم الأبطال الواعدين..
** هناك خبراء يستعين بهم الصندوق، وقد تم تحديد 9 لعبات فردية مصرية تعد بمثابة الأولى بالرعاية ومعها لعبة جماعية واحدة هى كرة اليد، واللعبات الفردية هى النزالية ورفع الأثقال، وقد حققت مصر فيها إنجازات كبيرة، وتضاف إليها السباحة بالتطور الكبير الذى حققته فى السنوات الأخيرة..
** بنك مصر هو مؤسس هذا الصندوق، ومعه شركة بولتون المتخصصة، وشركات أخرى متبرعة بأدوارها المالية والقانونية، والصندوق برعاية ودعم رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وهو رجل رياضى ومن ممارسى الإسكواش، وكذلك وزارة الشباب والرياضة ووزارة الاستثمار. ووزارة الإنتاج الحربى، وتأسيس الصندوق هو ترسيخ للدور الوطنى الرائد لبنك مصرالذى أسسه طلعت حرب من أجل المصريين، وقد تأسس فى 13 إبريل 1920.. ومن المصادفات التاريخية أن مؤسس البنك طلعب حرب كان له دوره الوطنى الرياضى.. فعندما تأسس النادى الأهلى فى عام 1907 كشركة مساهمة كان الهدف جمع خمسة آلاف جنيه، لكن عندما طرحت الأسهم للاكتتاب تم الاكتتاب فى 633 حصة فقط، وجمع مبلغ 3165 جنيهًا على مدى قرابة العام، ولم يكن ذلك كافيا، وهو ما دفع النادى إلى الاقتراض، فتم عمل قرض قدره ألفا جنيه من البنك الأهلى فى مارس سنة 1908 بضمان عمر سلطان بك، وإدريس راغب بك، وطلعت حرب بك وفى 6 فبراير 1918 دفع طلعت حرب 100 جنيه لكى يبقى الدين المستحق للبنك الأهلى لدى النادى مبلغ ألف جنيه فقط حسب طلب المستشار المالى وهناك وثيقة فى النادى الأهلى وهى عبارة عن خطاب بخط يد طلعت حرب وتوقيعه يؤكد فيه التزامه بدفع المائة جنيه.. لعل بنك مصر يحصل على صورة منها ويودعها فى خزينة صندوق دعم الرياضة المصرية..