كيف سيتأثر الاقتصاد المصرى بفيروس كورونا؟ فرص وتحديات

أحمد شكري رشاد
أحمد شكري رشاد

آخر تحديث: الخميس 20 فبراير 2020 - 8:10 م بتوقيت القاهرة


حسب أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية بتاريخ 18 فبراير، ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد إلى 73 ألف حالة مؤكدة مقارنة بـ20 ألف حالة فى بداية شهر فبراير. تتركز الإصابات فى الصين بنحو 72 ألف بينما 804 حالات تتوزع فى 25 دولة مختلفة. وقد تم اكتشاف حالة وحيدة فى مصر. وقد رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى المخاطر للمرض من متوسط إلى مرتفع على مستوى العالم. وقد قررت روسيا حظر دخول الصينيين إلى أراضيها.
وعلى صعيد الاقتصاد العالمى، فقد تأثرت أسواق المال وأسعار النفط سلبا بعد إعلان الفيروس الجديد حيث انخفضت مؤشرات أسواق المال بنسبة 3% بعد الأسبوع الأول من إعلان المرض وانخفض سعر البترول بـ3 دولار للبرميل نتيجة الآثار السلبية المتوقعة على الطلب الدولى. كما خفض صندوق النقد الدولى توقعات النمو للاقتصاد العالمى بنسبة نصف بالمائة وللاقتصاد الصينى الذى يمثل نحو 10% من الاقتصاد العالمى بنسبة 1.2% واقتصاديات الدول الآسيوية بنسبة 0.4% ودول الاتحاد الأوروبى وأمريكا بنسبة 0.1%. كما متوقع أن يتأثر قطاع السياحة بشدة حول العالم حيث تصدر الصين أكثر من 150 مليون سائح سنويا إلى دول العالم. وبلغ إجمالى إنفاق السياح الصينين حول العالم إلى أكثر من 250 مليار دولار سنويا. وبالتالى فمن المتوقع أن يتأثر قطاع السياحة فى تايلاند وماليزيا واليابان بشدة من جراء الفيروس.
أما فى مصر، فقد علقت مصر للطيران رحلاتها الجوية للصين سواء المتجهة أو القادمة. تشير أرقام الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بأن السياحة الصينية تمثل نسبة صغيرة من إجمالى عدد السائحين فى مصر حيث بلغت السياحة الصينية فى مصر نحو 250 ألف سائح من إجمالى 12 مليون سائح سنويا ما يعادل 20 ألف سائح صينى شهرى فى المتوسط. فإذا تم احتواء المرض بنهاية الربع الأول من العام فقد تخسر مصر نحو 60 ألف سائح وبلغ متوسط إنفاق السائح فى مصر نحو 1200 دولار فى رحلة فهذا يعنى خسارة نحو 70 مليون دولار من إجمالى 8.6 مليار دولار عائدات السياحة المصرية حسب أرقام البنك الدولى المنشورة. أما إذا تم احتواء المرض بنهاية النصف الأول من العام يعنى فقدان نحو 125 ألف سائح صينى وفقدان 140 مليون دولار سواء على مستوى الفنادق أو الطيران أو الانفاق على الترفيه. وتعتبر هذه أرقام ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى التى تحتل فيها السياحة الصينية المرتبة الأولى مثل دول آسيا ودول أوروبا. وبناء عليه فإن تأثير الفيروس على قطاع السياحة سوف يكون محدودا نسبيا لصغر حجم السياحة الصينية فى مصر حيث تأتى السياحة الأوروبية فى المركز الأول. أما على صعيد التجارة الدولية، فتعتبر الصين شريكا تجاريا هاما لكل دول العالم بما فيهم مصر. تشير الأرقام القادمة من الصين أن الصين تعمل حاليا بنصف طاقتها الإنتاجية مما قد يعنى شح فى بعض المنتجات الصينية ومستلزمات الإنتاج وارتفاع فى أسعارها ومن ثم بعض انعكاسات على معدل التضخم. ومن ثم فإن قرار لجنة السياسة النقدية الأخير بالبنك المركزى المصرى بالحفاظ على مستويات الفائدة لكبح تضخم الأسعار يعتبر قرارا حكيما فى هذا التوقيت. ولكن مع الأزمات تأتى أيضا الفرص، فأمام المصنعين والمصدريين المصريين فرصة للاقتناص فمع تخفيف ضغط المنافسة القادم من الصين سواء على مستوى السوق المصرية أو على مستوى الأسواق الدولية سوف يكون أمام المصنعين المصريين فرصة لسد الفجوة فى السوق وزيادة الإنتاج على المستوى المحلى أو على مستوى التصدير. وأرجو أن يستغل المصنعين والتجار الفرصة فى زيادة الإنتاج والتوظيف وسد الفجوة فى السوق وليس فى رفع الأسعار.
خبير اقتصادى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved