خطة رئيس الأركان الإسرائيلى

مواقع عربية
مواقع عربية

آخر تحديث: الخميس 20 فبراير 2020 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع 180 تحليلا لما ذكرته الصحف الإسرائيلية حول خطة رئيس الأركان الإسرائيلى أفيف كوخافى لتعاظم قوة الجيش الإسرائيلى خلال الفترة 2020 ــ 2024... نعرض منه ما يلى:
عرض رئيس الأركان الإسرائيلى أفيف كوخافى فى 14 فبراير أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع نفتالى بينت وضباط وإعلاميين خطة (2020 ــ 2024)، وأسماها «تنوفا»، ورسم فيها سيناريوهات الحرب المقبلة التى سيكون فى صلب تحدياتها مواجهة ترسانة الصواريخ التى تحيط بإسرائيل (حزب الله وحماس)، ماذا تضمنت الخطة وكيف قاربها عدد من المحللين الإسرائيليين فى «هاآرتس» و«يديعوت أحرونوت»؟
تهدف خطة رئيس الأركان الإسرائيلى أفيف كوخافى إلى تحقيق حسم استراتيجى «على الأقل فى مواجهة الأعداء المباشرين: حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة». ولن يتحقق ذلك إلا إذا تعرضت قدراتهما «إلى ضربة قوية جدا وخلال وقت قصير للغاية بحيث لن يتمكنا بعدها من العودة إلى الوضع الحالى، ويضطران على الأقل إلى الامتناع من العودة إلى مواجهة أُخرى لسنوات عديدة، وربما التخلى تماما عن الاستراتيجية التى بنياها. تحقيق هذا الهدف وأهداف أُخرى فى جبهات أُخرى ــ مثل سوريا وإيران ــ يفرض الأخذ فى الاعتبار ثلاثة مخاطر»، حسب غيورا أيلند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى، فى مقالة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت».
الخطر الأول ــ حسب أيلند ــ «يتعلق بالتوتر بين الاستعداد الأقصى لحرب هنا والآن، وبين الاستثمار فى قدرات مستقبلية». تستند الخطة إلى افتراض مؤداه أن احتمال نشوب حرب فى الجبهة الشمالية فى سنة 2020 ضئيل نسبيا، لذا، «من الأفضل توجيه الموارد إلى قدرات أكثر تطورا فى السنوات المقبلة مع تخلٍ محسوب عن الحد الأقصى من الاستعداد حاليا».
الخطر الثانى ــ يضيف أيلند ــ «يتعلق بالتوازن بين التوظيف فى الهجوم فى مقابل الاهتمام بالدفاع. التوظيف فى الهجوم يركز على الرغبة فى استغلال تفوقنا النسبى على العدو وزيادته إلى حده الأقصى، الأمر الذى سيجبر العدو على التوظيف أكثر فى الدفاع وأقل فى الهجوم. المقاربة الدفاعية المضادة تحلل نقاط ضعفنا، وتوظف من أجل تقليصها. ومثل المسألة السابقة، المقصود الحاجة إلى إيجاد نقطة التوازن الصحيحة. هنا أيضا تعبر الخطة الجديدة عن مخاطرة محسوبة تقوم على تفضيل الهجوم على الدفاع».
الخطر الثالث ــ حسب رئيس مجلس الأمن القومى السابق ــ «يتعلق بالتوتر بين مبدأين فى الحرب: مبدأ «استنفاد القوة»، ومعناه الاستغلال الأقصى لإمكاناتنا العسكرية، فى مواجهة مبدأ «البساطة» الذى يشدد، بين أمور أُخرى، على استقلال كل وحدة فى قطاعها وفى مهمتها من دون ارتباط، أو مع ارتباط ضئيل بمساعدة القيادات التى تعلوها».
يشير غيورا أيلند إلى أن خطة أفيف كوخافى الجديدة «تفضل استنفاد القوة»، الأمر الذى يتجلى فى الأساس فى إيجاد صلة فاعلة فى الزمن الحقيقى بين الأطراف الاستخباراتية من كل المستويات، مع القدرة على استخدام نيران دقيقة، وكذلك وسائل أُخرى، مثل السايبر والقتال الإلكترونى.
“الخطر ينبع من حقيقة أن الحرب تتميز بعدم يقين كبير، وأيضا بجهد العدو لعرقلة قدراتنا. والاستناد المفرط إلى تدفق معلومات ووسائل من مستويات عالية إلى مستويات أدنى يمكن أن يلحق الضرر بالفاعلية بسبب تشويش هذا التواصل أو بسبب المس بالمستوى التكنولوجى»، يقول غيورا أيلند. ثم يعطى مثلا: «قائد الكتيبة الذى يتمرن فى التدريبات على الحصول على الكثير من المعلومات بمساعدة كبيرة من سلاح الجو أو من مستويات عليا فى القيادة، يمكن أن يلاقى صعوبة فى القيادة عندما يفرض عليه الواقع العمل، بحسب الأوامر: هذا ما يجب فعله ومع هذا سننتصر».
***

فى «هاآرتس»، اعتبر يانيف كوفوفيتس أن «خطة تعاظم قوة الجيش الإسرائيلى خلال الفترة 2020 ــ 2024 (تنوفا) هدفها إيجاد جيش إسرائيلى جديد، فى مركزه «القوة الفتاكة» التى ستقصر جولات القتال المقبلة، بما فيها ضد إيران». ويقول إنه «ليس من الواضح أى جيش إسرائيلى سنحصل عليه من خطة «تنوفا»، لكن من الواضح أنها ستكلف مالا كثيرا، أى المزيد من الضرائب، المزيد من التقليصات، وميزانيات أقل من أجل الصحة والتعليم».
بدوره، يوضح عاموس هرئيل فى «هاآرتس» أن لتقديم الخطة دلالة مركزية: «بخلاف تحذيرات رئيس الحكومة، فى تقدير الجيش الإسرائيلى لا توجد حرب جديدة مطروحة على جدول الأعمال، لذلك نشأت «نافذة فرص» لزيادة قوته على حساب الاستعداد لحرب فى المدى الزمنى المباشر. مع ذلك، فإن «نافذة الفرص» ليست محصنة حيال إمكان نشوب حرب كبيرة جراء عملية تصعيد لا يرغب فيها الطرفان. من أجل فهم مسار كهذا، يجب العودة إلى الدينامية التى كانت موجودة بين إسرائيل وسوريا فى السنوات التى سبقت حرب الأيام الستة (يونيو 1967). لم يكن أحد يريد حربا كبيرة، ومع ذلك نشبت تلك الحرب».
فى مقالة مشتركة لكل من اللواء (فى الاحتياط) يتسحاق بريك والبروفسور أفشالوم إليتسور، فى «هاآرتس»، ينظر الرجلان إلى الحرب المقبلة «بألوان قاتمة». يقولان: «ليس فقط بسبب قوة تهديد آلاف الصواريخ التى تحمل رءوسا متفجرة وقادرة تقريبا على إصابة كل نقطة فى البلد، بل أيضا لأن ردود إسرائيل، بحسب قولهما، هو «القليل جدا من الدفاع، وعند ساعة الاختبار ــ ببساطة لا شىء».
وفق تقديرات بريك وإليتسور، «ستؤدى الحرب إلى شل الدولة، وإلى هروب جماعى من منطقة إلى أُخرى، ومن البلد إلى الخارج، وقبل كل شىء إلى وقوع قتلى بأعداد كبيرة. الحل التكنولوجى الذى يقترحانه هو منظومة «حماية السماء (sky guard)» اعتمادا على ليزر كيميائى قوى للغاية، قادر على اعتراض الصواريخ بسرعة وبتكلفة رخيصة». الرد الذى يقدمه الجيش على التهديد هو تضافر الاستخبارات مع قوة هجومية من الجو ومناورة برية فى لبنان، من أجل احتلال المنطقة التى تُطلَق منها الصواريخ. ظاهريا، يبدو هذا جيدا، لكن ثمة شك فى نجاحه. إذا كانت الاستخبارات احتاجت إلى سنوات للعثور على أنفاق ضخمة فى الشمال، فمن المعقول الافتراض أن قدرتها على العثور على مواقع أنفاق أصغر فى عمق أرض لبنان خُزنت فيها الصواريخ، محدودة أكثر. يملك سلاح الجو قدرات مذهلة، لكن يوجد فارق بين تدمير 44 منصة إطلاق صواريخ فى إطار عملية «ثقل نوعى» فى بداية حرب لبنان الثانية (يوليو 2006)، وبين تدمير 15 ألف صاروخ أو أكثر، تستطيع إصابة غوش دان. خطة «تنوفا» قد تقصر مدة الحرب المقبلة، لكن قوات البر ستحتاج إلى وقت ليس قليلا لاحتلال المناطق التى تطلَق منها الصواريخ. وإلى أن تنجز المهمة، فإن خنادق الصواريخ ستكون قد أصبحت خالية.

كذلك الأمر فيما يتعلق بمنظومة الليزر. الرد جيد، لكن بشرط أن تكون الأجواء صافية عندما تنشب الحرب، وليس هناك تسرب لمواد خطرة، ومع توافر عدد من الشروط، على ما يبدو قد لا تتوافر فى الحرب المقبلة. ومثل المنظومات الدفاعية الموجودة («القبة الحديدية» و«مقلاع داود» وغيرهما)، أيضا هذه المنظومة جيدة لاعتراض صواريخ مفردة، وليس عشرات أو مئات القذائف والصواريخ، كما هو متوقع فى الحرب المقبلة.
***
يقول أورى بار يوسف، وهو أكاديمى يعمل فى جامعة حيفا فى معرض تحليل هذه المقالات وخطة أفيف كوخافى «إنه فى ظل عدم وجود رد تكنولوجى – عسكرى فعال ضد تهديد الصواريخ، لا مفر من الاستنتاج أنه يوجد بيننا وبين أعدائنا حالة توازن رعب».
يضيف فى مقال نشره فى «هاآرتس» أن أصل هذا المصطلح هو فى الحرب الباردة، وهو يصف التعادل فى القوة بين الطرفين، ولكل طرف القدرة على تدمير الآخر بواسطة سلاح نووى، لكن لا يقدر على منع أن يتم تدميره هو أيضا.
ويضيف: «أن تستطيع إيران وحلفاؤها إلحاق ضرر بإسرائيل يمكن أن يكون هذا «غير محتمل»، وهذه القدرة يمكن أن تزداد. من جهتها، تملك إسرائيل ما يكفى من القوة القادرة على الرد، وعلى إعادة إيران وحلفائها أيضا إلى العصر الحجرى».
هذا الوضع يفرض، حسب أورى بار يوسف، على واضعى سياسة الأمن القومى فى إسرائيل طريقة تفكير لم يعرفوا مثيلا لها فى الماضى: «ليس التفكير فى كيف ننتصر فى الحرب المقبلة ــ لأن هذا الانتصار سيكون باهظ الثمن ــ بل كيف نمنع الحرب المقبلة. هنا الردود معقدة ومؤلفة من استخدام «عصا» رادعة غليظة إلى جانب تقديم «جزرات» سياسية، هدفها التخفيف من حدة النزاع. ماذا ستتضمن «العصا» وكيف ستوضح التهديد، وماذا ستكون «الجزرات» وأى منها ستكون فعالة ــ هذه أسئلة مهمة. لكن لا شك فى أن الوقت حان لمناقشتها بهدوء، لأن الحلول التكنو ــ عسكرية التى يقترحها الجيش الإسرائيلى وخبراء خارجيون هى أيضا غالية جدا، وفى الأساس لا تقدم ردا حقيقيا على التهديد».
النص الأصلى:من هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved