البلشي ورفاقه في نقابة الصحفيين

طلعت إسماعيل
طلعت إسماعيل

آخر تحديث: الإثنين 20 مارس 2023 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

الآن وبعد أن حطت المنافسة أوزارها فى انتخابات الصحفيين، على مقعد النقيب و6 مقاعد لعضوية المجلس، يحق لنا أن نتأمل ما دار داخل مقر نقابتنا العريقة الجمعة 17 مارس الحالى، اليوم الذى شهد تدفق جموع الزملاء من كل المؤسسات والدور الصحفية قومية وحزبية وخاصة، فى حشد تجاوز الخمسة آلاف زميلة وزميل يمثلون أكثر من نصف عدد من يحق لهم التصويت.
باستثناء عدد من المواقف غير الإيجابية التى لا ترقى إلى الظاهرة، سار اليوم على وجه حسن، بدأ باكتمال شبه سريع للجمعية العمومية، ما عكس حرص الجميع على تأدية واجبهم فى انتخابات تتم كل عامين، وانتهى بفوز الكاتب الصحفى خالد البلشى بمقعد النقيب، والزملاء هشام يونس وجمال عبدالرحيم وعبدالرءوف خليفة، ومحمود كامل ومحمد الجارحى ومحمد يحيى يوسف بمقاعد التجديد النصفى الستة.
الطوابير الطويلة أمام لجان الاقتراع غلب عليها الوجود الكثيف للزميلات وبعضهن يشارك بعد انقطاع لسنوات، فيما ساد الصمت على غالبية الواقفين من دون تململ، رغم وقت الانتظار الذى تجاوز الساعتين مع بعض الزملاء، فلم يشكل التعب البدنى ولا الزحام الخانق عائقا عن تأدية واجبهم فى اختيار من يرونه الجدير بقيادة دفة سفينتهم التى تواجه عواصف وأنواء تحتاج إلى صلابة فى المواقف، وفهما للتغيرات التى تحيط بنا كجماعة صحفية، وكمواطنين فى بلد غارق فى الأزمات.
لا نريد أن ننكأ جراحا، أو ننظر إلى الخلف، غير أن بعض من خرجوا من المشهد، ومن دخلوا إلى الواجهة أيضا، يجب أن يحللوا ما دار يوم الانتخابات بكل صدق وموضوعية لفهم واستيعاب الرسالة القوية التى خرجت عن الجمعية العمومية، فقد شهدنا انقلابا حادا، وتصويتا عقابيا، فلم تفلح أساليب الدعاية القديمة التى عفا عليها الزمن، وعمليات الحشد التقليدية فى منع استعادة النقابة لعنصر «المفاجأة» بعيدا عن كل التوقعات.
ادعاء الحكمة بأثر رجعى غير مقبول من البعض الآن، فأكثر المتفائلين وبالمثل غالبية المتشائمين فى هذا المعسكر أو ذاك، لم يكن يتوقع هذه النتيجة التى تدعونا إلى التواضع عند متابعة الظواهر الاجتماعية والسياسية، فلا نفرط فى الغرور، ولا نسترسل فى الزعم بأننا نمتلك الحقيقة، ونطلع على بواطن الأمور ونحن أجهل ما نكون عما يدور من تفاعلات على أرض لا نقف عليها.
أتساءل الآن ما هو موقف، طواويس الفضائيات التى انتفخت أوداجهم وتحدث أحدهم، بكل صلف وغرور، عن فرص مرشحه «الثقيل» الذى زعم أنه يقف «بلا منافس» فى انتخابات أثبتت أنه لا يعلم أبسط قواعدها؟! ولمثل هؤلاء نقول: قليل من التواضع يصلح معه التحليل، فنقابة الصحفيين تستعصى على الفهم إلا لمن غاص فى دهاليزها وخبر خفاياها لسنوات طوال، وأدرك أن الانتخابات ليست بحجم اللافتات التى ترفع ولا البرامج التلفزيونية التى تصنع!!
عموما نحن الآن أمام مرحلة جديدة، تتطلب من الزميل خالد البلشى ورفاقه فى مجلس النقابة، القدامى والأحدث انتخابا، توحيد الصفوف، والعمل على فتح ملفات، وحل مشكلات متراكمة، وأن يضع الجميع مصلحة الزملاء الصحفيين فى المقام الأول، حتى وإن تباينت الرؤى، واختلفت الاجتهادات. وعلى النقيب الجديد أن يبرهن أنه نقيب للجميع، ولا يغفل طرفة عين عن أن نقابة الصحفيين واحدة من مؤسسات الدولة المصرية التى تفرض عليه العديد من المسئوليات.
وفى الأخير تبقى كلمتان الأولى أوجهها للكاتب الصحفى خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار، فقد نافست بقوة على مقعد النقيب، وستبقى تهنئتك المبكرة بفوز منافسك واستقبالك له فى مكتبك بعد انتهاء السباق صورة مشرفة للتقاليد النقابية العريقة التى تعلمناها من الآباء المؤسسين والأجيال اللاحقة.
والكلمة الثانية إلى الكاتب الكبير، نقيب الصحفيين لثلاث دورات، ضياء رشوان، فقد أديت رسالتك، وقمت بواجبك على أكمل وجه، اتفقت واختلفت معك فى بعض المحطات، لكن تبقى الأخ الأكبر الذى نشهد له بالكفاءة والحرص على العمل العام، منذ مطلع شبابك وحتى الآن، بتجرد وموضوعية، وأعلم مقدار الضغوط الهائلة التى تحملتها كى تمنع النقابة من الانزلاق إلى موارد التهلكة فى بعض الأوقات.. ودعنا نصدح جميعا «عاشت وحدة الصحفيين».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved