رد الاعتبار لبدر عبدالعاطى

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 22 مايو 2017 - 11:45 ص بتوقيت القاهرة

أسوأ شىء أن تجد نفسك متهما فى نزاهتك وأمانتك، وأن تجد نفسك معرضا للاغتيال والتشويه المعنوى، فى الوقت الذى كنت تتوقع فيه أن تتلقى كلمة شكر وتقدير.
هذا ما حدث مع السفير المصرى الدكتور بدر عبدالعاطى فى برلين خلال الأيام الماضية، إلى أن صدر بيان وزارة الخارجية المصرية يوم الجمعة الماضى ليبرئ ساحة السفير وينفى كل الاتهامات التى راجت وترددت فى أقاويل وتقارير فى الفترة الماضية. بيان الخارجية المصرية قال إنه ينفى ما نسب للسفير من اتهامات بالاختلاس أو تسجيل إحدى السيارات باسمه.
أكتب اليوم عن بدر عبدالعاطى مدافعا عن الإنسان الذى أعرفه والنموذج الذى يمثله.
هذا الرجل أعرفه عن قرب منذ يونيو 2013. كنت عائدا من أديس أبابا والخرطوم فى طائرة خاصة برفقة وزير الخارجية الأسبق السفير المحترم محمد كامل عمرو الذى حاول التقليل من الآثار الكارثية للمؤتمر الذى عقده محمد مرسى وبعض مستشاريه فى القصر الرئاسى. فى هذا اليوم هبطت الطائرة فى مطار ألماظة، وكان هناك مؤتمر صحفى كبير للوزير، أعد له ورتبه بدر عبدالعاطى فى أول يوم عمل له كمتحدث رسمى باسم وزارة الخارجية.
قبل تعيينه متحدثا رسميا خدم عبدالعاطى فى العديد من الأماكن المهمة والمؤثرة من طوكيو إلى بروكسل ومن تل أبيب إلى واشنطن، وفى كل محطاته كان شعلة من النشاط والحركة.
عبدالعاطى لم يدخل الخارجية من الباب الملكى لأن والده أو أحد أقاربه كان سفيرا أو قاضيا أو مسئولا كبيرا. والده رجل بسيط جدا من أسيوط حيث درس بدر وتفوق، وكان من الأوائل فى الثانوية العامة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأفلت بمعجزة والتحق بالخارجية.
منذ يونيه 2013، وحتى هذه اللحظة اقتربت كثيرا من بدر عبدالعاطى، وحاورته وناقشته، سواء بمفردى أو مع زملاء وأصدقاء صحفيين كثيرين فى أسيوط والقاهرة وبرلين.
أعرف الكثير من السفراء المحترمين والمجتهدين والنابهين فى وزارة الخارجية، لكن نموذج بدر كان مختلفا، لأنه كتلة لا تهدأ من النشاط والحيوية. كان دائم الحضور وسريع البديهة فى تعامله مع وسائل الاعلام المختلفة.
اختلفت معه فى بعض المواقف وفى بعض الآراء، وقدرت أنه كان يعبر عن وجهة نظر حكومة ودولة. لكن رأيت نجاحات كثيرة له خصوصا حينما سافر إلى برلين سفيرا. قابلته هناك بصحبة الصديق محمود مسلم، وهناك عرفت من بعض العاملين بالسفارة ومن بعض الدبلوماسيين الألمان جانبا مما فعله بدر عبدالعاطى خلال فترة العامين هناك.
خلال فترة العامين الماضيين رتب عبدالعاطى 33 زيارة رسمية لمسئولى البلدين، كان فى مقدمتها بطبيعة الحال الزيارة الناجحة التى قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة قبل أسابيع، ووقعت خلالها العديد من الاتفاقيات وافتتحت بعض مشروعات شركة سمينز فى مصر. نظم عبدالعاطى بكفاءة أول زيارة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى برلين، وأول بروتوكول أمنى بين البلدين خلال زيارة وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار لبرلين، وأول زيارة لوزير الزراعة الألمانى لمصر، الأمر الذى أدى إلى تشجيع ورفع معدلات التبادل التجارى.
صارت معدلات نمو السياحة الألمانية هى الأعلى أوروبيا لمصر وفى شهر إبريل الماضى فقط جاء لمصر 110 آلاف سائح من ألمانيا، والفضل الأكبر لهذا السفير الذى كان يتجول فى كل الولايات والمدن الألمانية المهمة ليقنع شركات ووكالات السياحة بتكثيف نشاطها فى مصر. أتمنى أن يكون ما حدث مع بدر عبدالعاطى مجرد خطأ أو إشاعات أو أى شىء، لأن البديل مرعب وهو أن كل من يعمل بتفان وإخلاص ودأب، يكون ذلك هو جزاءه، الأمر الذى يرسل رسالة غاية فى السلبية لكل المجتهدين.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved