الشعب يريد تحرير الرئيس

وائل قنديل
وائل قنديل

آخر تحديث: الجمعة 20 يوليه 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

إلى الدكتور محمد مرسى ــ قصر الاتحادية بمصر الجديدة : كل عام وأنت بخير:

 

وأنت تجلس على مائدة أول إفطار رئاسى فى حياتك، تذكر هؤلاء القابعين فى الزنازين من معتقلى الثورة، الذين كانوا من أهم الأسباب التى أوصلتك لهذا المكان.. وتذكر أيضا أنك وعدت بأنه مع دخول رمضان لن يكون هناك أحد من معتقلى الثورة فى ظلام السجون.

 

إن الأخبار الآتية من اللجنة التى تشكلت بمعرفة رئاسة الجمهورية للتعامل مع ملف معتقلى الثورة تبدو دون الحد الأدنى لمطالب القوى الوطنية التى قررت دعما لانتصار الثورة، ودعما لإحداث تغيير حقيقى، ذلك أن الحديث يدور الآن حول أن معتقلى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ــ بجزئيها ــ ومجلس الوزراء لن يكونوا مشمولين بقرار العفو الرئاسى بحجة أن قضاياهم لاتزال منظورة أمام النيابة والقضاء حتى الآن.

 

ويقال فى تبرير ذلك، إن الرئيس لا يملك حق العفو عنهم إلا بعد صدور أحكام القضاء، ومعلوم أن القضاء فى هذه الحالات يكون كالسلحفاة، بينما يتقافز بخفة الأرنب فى قضايا أخرى، من عينة التبكير بنظر إبطال الجمعية التأسيسية شهرين قبل موعد الجلسة المعلن، والحكم بحل البرلمان ونشره قبل النطق به كما حدث قبيل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بساعات.. ومادام هؤلاء محبوسين على ذمة قضايا مطاطية، فمن الممكن والجميع الآن يتحدث عن أجواء تصالحية أن تقدم النيابة العامة على خطوة شجاعة بالتنازل عن تلك الدعاوى التى لا تتعلق باعتداء على حقوق أفراد، ويعلم الكل أنها دعاوى سياسية بالأساس، إرضاء لمن بيدهم مقاليد الأمور.. ويمكن أيضا أن يخلى سبيل هؤلاء من محابسهم طالما هم على ذمة قضايا، بمناسبة شهر رمضان، وحتى تتحدد مواعيد البت قضائيا فى الدعاوى الخاصة بهم.

 

ويبدو أن هناك من يصر على قتل أى ملمح لتغيير حقيقى فيما يخص مسألة الحريات، بدليل أن قائمة الاعتقالات تتسع كل يوم، بدءا من المتعاطفين مع معتقلى الثورة بالسويس، وحتى المتظاهرين أمام السفارة السورية تضامنا مع ثورة سوريا الليلة قبل الماضية، حيث تمارس كل أشكال الملاحقة والمطاردة والضرب وإطلاق قنابل الغاز بالطريقة ذاتها التى سادت فى أحداث سابقة، وكأن هناك من يبعث رسالة مفادها أن شيئا لم يتغير ولن يتغير بقدوم رئيس منتخب.

 

وفى هذا السياق، تأتى أنباء استمرار حكومة الجنزورى وأبو النجا لأجل غير معلوم، بل وتنفيذها برنامج المائة يوم، على الرغم من تصريحات منشورة على لسان الرئيس شخصيا تقول إن الحكومة الجديدة ستعلن «فى أقرب وقت» بل إن قياديا أخوانيا أعلن قبل يومين أنها «خلال ساعات» وهو ما يعنى أن عملية التطبيع بين الإدارة الجديدة وبقايا الدولة العميقة تجرى فى مسارها المرسوم بدقة فائقة، الأمر الذى يقطع الطريق على أشواق التغيير والانعتاق من نظام مبارك.

 

والمدقق فى تفاصيل الصورة المنشورة للرئيس أمس بعد اجتماعه بالحكومة سيجد مرسى محاصرا من المشير وأبو النجا من جانب، والجنزورى ويونس من الجانب الآخر.

 

الشعب يريد تحرير الرئيس، وساعتها سيتحرر الثوار والمعتقلون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved