كيف تتدعشن فى ثلاث خطوات بدون معلم؟

حسام السكرى
حسام السكرى

آخر تحديث: السبت 20 أغسطس 2016 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

زياد هو الاسم المستعار الذى أطلقته إذاعة السويد العربية على شاب من أصول عربية، سافر إلى سوريا للقتال فى صفوف «المجاهدين». قصته روتها الصحفية سمر هدروس من خلال لقاء أجرته مع أخيه الذى أعطته الاسم المستعار «عمر».
بحسب عمر، فإن أخاه ذهب إلى سوريا للتخلص من الخطايا، ودخول الجنة، فقتل هناك تاركا وراءه زوجة وطفلة عمرها ثلاث سنوات.
يقول عمر إن البشر مثقلون بالخطايا، والحل الأسهل لضمان دخول الجنة وتجنب عذاب القبر، هو الجهاد. ويقول: «الشهداء لا يحاسبون قبل دخولهم الجنة. فمن الأسهل أن يتعذب المرء على الأرض بدلا من عذاب القبر والآخرة (...) الشهداء يذهبون تلقائيا إلى الجنة، بينما الآخرون ينتظرون يوم الحساب فى القبور لسنوات طويلة. جميع الناس خاطئون وسيحاسبون على خطاياهم. إلا الشهداء.. الله يغفر لهم.. هذا أسهل». (نص الحوار goo.gl/OPlhwN).
لا تختلف قصة زياد فى جوهرها عن قصة الداعشى المصرى إسلام يكن الذی شاعت صوره كجزء من حملة دعائية لتجنيد الشباب فى صفوف المتطرفين. نيويورك تايمز نشرت على موقعها وثائقيا قصيرا أنتجه لها الصحفيان منى النجار وبن لافين يكشف جانبا من حياة إسلام، من خلال لقاءات مع أصدقاء الطفولة والشباب.
(تقرير عن الفيلم ورابط له بالعربية goo.gl/4qqixk).
يكشف الوثائقى عن عمق الإحساس بالذنب والخطيئة عند فتى داعش المدلل، وعن رغبته المتنامية فى «التطهر». ضم الفيلم مقطع فيديو تجريبى أخرجه إسلام مع بعض أصدقائه قبل خروجه من مصر، تحت اسم «الإيمان والنسوان»، يتحدث فيه الداعشى عن حيرته من عدم قدرته على تجنب الذنوب. فأينما نظر يجد نفسه محاصرا بمنابع الفتنة والخطيئة.. النساء: «آجى أغض البصر وابص الناحية التانية، ألاقى واحدة لابسة مش عارف إيه.. طب اعمل إيه.. مش هنزل اسجد على الأرض يعنى علشان ما اشوفش نسوان!!».
للشيخ محمد حسين يعقوب الذی كان من بين من أقبل إسلام على دروسهم، مقطع فيديو متداول، يتحدث فيه عن طالب يحب زميلة منتقبة فى الجامعة. يقول الشيخ: «لا لمسها، ولا كلمها، ولا بعت لها رسالة، ولا كلمها فى التليفون، ولا بيبص لها. بيحبها وخلاص لأنها منتقبة».. يسكت الشيخ وهله. يبتسم ابتسامة العارف المنتصر وهو يتفحص وجوه سامعيه، ثم يعلنها مدوية: «زنا.. هذا زنا القلب».
دوافع التطرف ليست واحدة عند جميع القطاعات التى نجح التنظيم فى تجنيدها. ولكننا لا ينبغى أن نتجاهل دور من أسسوا بدأب وعلى مدى سنوات، منظومة ذهنية لتأهيل المتطرفين، بنيت على ثلاث خطوات بسيطة ومحسوبة:
ــ تبدأ بزرع الإحساس بالدنس والخطيئة وحتمية تراكم الذنوب.
ــ ثم التأكيد على استحالة الهروب من العقاب مهما كان الإنسان صالحا وخيرا، خصوصا أن عذاب القبر سيطال الجميع مهما كانت درجة صلاحهم.
ــ وأخيرا يفتحون طاقة صغيرة ووحيدة للهرب والتطهر والخلاص. الجهاد مع جماعات العنف والتطرف هو المهرب الأكيد من العذاب والشعور بالدنس، ومهما تعاظمت المصاعب فهو بالتأكيد، أخف وطأة من أهوال جهنم وعذاب القبر.
لا داعى للقلق من كم الذنوب والخطايا والآثام التى أغرقوك فى الإحساس بها، داعش ستوفر المعبر الأمن والسريع إلى الجنة ونعيمها، دون انتظار ودون أن يمسك ضر، مع باقة كاملة من المزايا التى تثبت رضا الله عنك، بدءا بقصور الجنة وبساتينها، وليس انتهاء بالحور العين وجواريهن ومتعة اللقاءات الجنسية التى يستمر كل واحد منها سبعين عاما.
شكرا للمؤسسين، وأهلا بالجميع فى أحضان داعش.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved