دونالد ترامب.. ملك الفوضى

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الجمعة 20 سبتمبر 2019 - 11:20 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Salon مقالا للكاتب Chauncey DeVega نعرض منه ما يلى:
دونالد ترامب هو ملك الفوضى.. لقد كذب ما لا يقل عن 12000 مرة منذ أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة. وغالبا ما تكون هذه الأكاذيب خطيرة ــ مثل الادعاء الخاطئ بأن إعصار دوريان سيضرب ولاية ألاباما ومن ثم يجبر العلماء فى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى على تكرار أكاذيبه كالببغاوات. كما أن ترامب لا يخجل من ازدرائه للديمقراطية الأمريكية وسيادة القانون.. وخلص العديد من المتخصصين فى الصحة العقلية إلى أنه مريض يفتقر إلى التحكم فى سلوكياته أو السيطرة عليها.
الديمقراطية الأمريكية فى خطر، يقوم ترامب وحلفاؤه بإلغاء الحقوق الإنسانية والمدنية لغير البيض، والنساء، والمعاقين وكل شخص آخر مختلف. إن الفوضى هى نواة عصر ترامب.. الترامبوية هى شكل من أشكال السياسة العكسية التى يغذيها الغضب الأبيض.. هى نوبة غضب تغذيها مخاوف من القوة والسيطرة الاجتماعية.
فى مقالتهم عام 2016 «ترامب والبريكسيت وصعود الشعوبية»، قام علماء الاجتماع رونالد إنجهارت وبيبا نوريس أيضا بتحديد «الترامبوية» كجزء من حركة يمينية عالمية تقوم باستعادة ما وصفوه بـ«ردود الفعل الرجعية». هذا الشعور «خاصة بين الأجيال الأكبر سنا، والرجال البيض، والقطاعات الأقل تعليما، الذين يشعرون بالتراجع ويرفضون المد المتزايد للقيم التقدمية، ويشعرون بالاستياء من تراجع المعايير التقليدية المألوفة. تقوم الترامبوية بعمل ما يعرف بـ«التسارع»ــ وهى أيديولوجية ترى أنه يجب الإسراع بتدمير النظام الاجتماعى الحالى، بغض النظر عن التكلفة البشرية، حتى يمكن إنشاء عالم جديد «أفضل». الترامبوية هى وسيلة يتم من خلالها إصدار نسخة يمينية رجعية من التسارع فى الولايات المتحدة.
ويلخص آندى بيكيت فى صحيفة الجارديان، أهداف المفكرين المتسارعين قائلا: «إنهم غالبا ما يفضلون إلغاء القيود التنظيمية على الأعمال التجارية. ويعتقدون أنه يجب على الناس التوقف عن خداع أنفسهم بأن التقدم الاقتصادى والتكنولوجى يمكن السيطرة عليه.. ويعتقدون أن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية لها قيمة فى حد ذاتها ». وكما هو متوقع، تبنى اليمينيون وآخرون نظرية التسارع لأنهم يعتقدون أنها استراتيجية قابلة للتطبيق لتدمير مجتمع متعدد الأعراق.
***
فى بحثهم الجديد «الحاجة إلى الفوضى وتقاسم الشائعات السياسية المعادية فى الديمقراطيات المتقدمة»، أظهر علماء السياسة مايكل بانج بيترسن وماثياس أوسموندسن وكيفن أرسينيو أن مؤيدى دونالد ترامب ينجذبون إلى الفوضى وتوصلوا إلى هذا الاستنتاج من خلال مسح عينة تمثيلية من نحو 6000 شخص فى الدنمارك (دولة ذات استقطاب سياسى منخفض نسبيا) والولايات المتحدة.
سأل الباحثون أفراد العينة عما إذا كانوا يوافقون على العبارات التالية:
• أتصور حدوث كارثة طبيعية تقضى على معظم البشرية بحيث يمكن لمجموعة صغيرة من الناس أن تبدأ من جديد.
• أعتقد أنه يجب حرق المجتمع على الأرض.
• فى بعض الأحيان أشعر فقط بتدمير الأشياء الجميلة.
• لا يوجد صواب وخطأ فى العالم.
تم تجميع الإجابات تحت عنوان «الحاجة إلى الفوضى». وكانت الإجابات لا تبشر بالخير للديمقراطية الليبرالية. حيث وافق ما يقرب من واحد من كل أربعة مستطلعين، 24 فى المائة، على ضرورة حرق المجتمع على الأرض، بينما وافق 40 فى المائة بشكل ملحوظ على أنه «لا يمكننا حل المشكلات فى مؤسساتنا الاجتماعية، ومن ثم نحتاج إلى هدمها والبدء من جديد. وبالمثل، ووافق 40 فى المائة على «عندما يتعلق الأمر بمؤسساتنا السياسية والاجتماعية، لا يسعنى إلا أن أفكر فى «فقط دعهم يحترقون جميعا ». «فى مقالهم، وصف بيترسون، وأوسموندسن، وأرسينو النتائج التى توصلوا إليها بأنها «مذهلة». الاستياء الشديد المعبر عنه فى مقياس «الحاجة إلى الفوضى» هو رأى الأقلية، هناك أقلية كبيرة من الأفراد مستاؤون لدرجة أنهم على استعداد للتعبئة ضد النظام السياسى الحالى.
الأشخاص الذين يصلون إلى درجة عالية فى «الحاجة إلى الفوضى» هم أكثر عرضة لنشر نظريات المؤامرة على الإنترنت. حيث يتم ذلك بدافع الرغبة فى التسبب فى الفوضى والارتباك. كما أن الأنظمة الاستبدادية اليمينيةــ وهى مجموعة مرتبطة بقوة بأنصار ترامب والجمهوريين ــ غير ناضجة عاطفيا. هذا هو استنتاج عالم النفس الاجتماعى آلان فان هايل وزملاؤه فى بحثهم الجديد عن «العلاقة بين القدرات العاطفية والمواقف اليمينية المتطرفة». حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يؤيدون السلطة والقادة الأقوياء ولا يرفضوا عدم المساواة ــ البعدان الأساسيان وراء الإيديولوجية السياسية اليمينية ــ أظهروا مستويات منخفضة من القدرات العاطفية.
إن مؤيدى ترامب وغيرهم من المحافظين لديهم ما يسميه علماء النفس «الثلاثى المظلم» للسلوك الإنسانى ــ الميكيافيلية، الاعتلال النفسى والنرجسية ــ ومن ثم يجب أن نتوقع إمكانية حدوث عنف سياسى كبير إذا تم إعفاؤه من منصبه.
الترامبوية هى نوع من الهيئات السياسية.. يتكون «الدماغ من أيديولوجيين، سواء كانوا يعملون فى البيت الأبيض (مثل ستيفن ميلر)، ومجموعات فكرية يمينية ومجموعات مصالح، والحزب الجمهورى، وفوكس نيوز، ومجموعات النخبة الأخرى». هؤلاء يرون أن الترامبوية هى أفضل فرصة لتدمير الديمقراطية التعددية، والربح من كارثة التغير المناخى وتدمير شبكة الأمان الاجتماعى.
هل للجسم السياسى والحركة الفاشية لدونالد ترامب قلب؟ نعم. لكنه جهاز غير قادر على الاهتمام أو التعاطف أو الاهتمام بالكرامة الإنسانية. يوم الجمعة الماضى، قدمت صحيفة وول ستريت جورنال صورة عن القلب النابض للهيئة السياسية لترامب. مؤيدوه، الأشخاص الذين حضروا العشرات من التجمعات السياسية لترامب، وسافروا فى جميع أنحاء البلاد لإظهار التفانى لزعيمهم العظيم.. لسوء الحظ، لن يعانى هؤلاء المؤيدون لترامب بمفردهم ولكن سنغرق معهم فى حالة من الدمار والفوضى.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:من هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved