كيف يمكن إجبار لبنان على صنع السلام مع إسرائيل؟

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأحد 20 سبتمبر 2020 - 6:55 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتبةMiran Khwais، تناولت فيه الأسباب التى من الممكن أن تدفع لبنان للتطبيع مع إسرائيل، مركزة على التدهور الاقتصادى الذى يعانى منه لبنان الآن والموقف المحرج لحزب الله مع تزايد الهجوم الشعبى عليه.. جاء فيه ما يلى.

إن كوفيدــ19 وصفقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والانفجار الهائل فى بيروت. أضف إلى ذلك، الأحداث الأخرى التى تهز الشرق الأوسط، يمكن أن تؤدى إلى بدء حقبة جديدة فى الصراع العربى الإسرائيلى، وإمكانية وجود علاقات واتفاقيات بين إسرائيل ولبنان ــ والتى لم يكن من المتصور وجودها فى السابق.
ولتوضيح ذلك، لابد من فهم بعض التحولات التى تحدث فى المجال الاقتصادى، وتبعاتها الجيوسياسية.
أولا هناك التدهور الاقتصادى. فجائحة كورونا لها تأثير بعيد المدى على اقتصادات الشرق الأوسط المبنية على النفط، والتى من المتوقع أن تواجه انخفاضا فى الطلب المستقبلى. أضف إلى ذلك وجود مصادر طاقة بديلة عن نفط الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن أزمة قطاع النفط، والتى تفاقمت بسبب فيروس كورونا، هى فرصة لدفع علاقاتها مع دول الشرق الأوسط إلى التعاون الاقتصادى والتكنولوجى. وعلى الجانب الآخر، نجد أن هذا التحول فى العلاقات مع إسرائيل أصبح ضرورة حتمية بالنسبة لدول الشرق الأوسط.
ثانيا، من المرجح أن يكون انفجار ميناء بيروت هو سبب آخر للتطبيع. حيث دمر الانفجار أجزاء كبيرة من ميناء لبنان الرئيسى وأحد أكبر الموانئ وأكثرها ازدحامًا فى شرق البحر المتوسط.
ومع توقف ميناء بيروت عن العمل، هل هناك فرصة للتعاون مع ميناء حيفا الإسرائيلى لاستيراد وتصدير البضائع؟ هل يمكن أن يؤدى هذا إلى تطبيع فعلى على أسس اقتصادية، يمكن أن ينزلق بعد ذلك إلى الاعتراف السياسي؟.
ولكن تأتى أكبر عقبة أمام حتى الخطوات المبدئية نحو التطبيع وهى حزب الله التى تعمل كدولة داخل دولة ولها كلمتها القوية والمسموعة فى تشكيل الحكومات اللبنانية. وحتى لو تم تبرئة حزب الله من جناية اغتيال الحريرى، فإن الحركة لن تفلت من انتقادات غير مسبوقة بسبب دورها فى تفجير بيروت. حيث استُهدف قادة حزب الله من قبل العديد من المظاهرات العامة فى الأسابيع التى تلت الانفجار.
وقد نشأ هذا الغضب بسبب الاشتباه فى تورط حزب الله فى تخزين نترات الأمونيوم. وذكرت صحيفة «دى فيلت» الألمانية أن الميليشيا، بحسب مصادر استخباراتية غربية، اشترت كميات كبيرة من المادة الخطرة وسلمتها إلى لبنان فى ذلك الوقت بالضبط.
وما هو مؤكد أيضا أن حزب الله استخدم نترات الأمونيوم بشكل متكرر فى الهجمات. ووفقًا لمنسق المخابرات الوطنية الأمريكية، تم تسجيل أربع حوادث استخدم فيها حزب الله نترات الأمونيوم. وفى الوقت الذى كانت تنقل فيه السفينة نترات الأمونيوم إلى بيروت، كان حزب الله يوسع مواقعه القتالية على الحدود مع إسرائيل، كما حفر أنفاقا هناك. وكان من الممكن أن تكون نترات الأمونيوم معدة لشن هجمات ضد إسرائيل باستخدام هذه الأنفاق. وبالرغم من كل ذلك نفى زعيم حزب الله أن يكون للتنظيم أى علاقة بالإمدادات الكيماوية التى تسببت فى الانفجار.
على أية حال يمكننا القول إنه من الصعب التكهن بمصير حزب الله من بين كل هذا، لكن من الواضح أن الميليشيا تكافح للحفاظ على مستويات تمويلها (بسبب ضائقة إيران المالية) والحفاظ على مكانتها السياسية. إلا أنه فى ظل الاضطرابات السياسية الحالية، يطالب المحتجون بتغيير شامل، وحزب الله من ضمن هذا التغيير.
وليس بخفى على أحد التوترات بين حزب الله والسلطة الحاكمة. فبعد أن حصل حزب الله على دعم التيار الوطنى الحر ليحتفظ بسلاحه وليشكل غطاء سياسيا يمكنه من العمل خارج سيطرة الدولة مقابل مساعدة حزب الله زعيم التيار ميشال عون فى الوصول إلى سدة الرئاسة. بعد كل ذلك، ظهرت التوترات، بما فى ذلك علاقة لبنان بإسرائيل.
فبعد أن أصبح عون رئيسا، سلم قيادة الحزب إلى جبران باسيل، والذى أدلى بتصريحات فى أكثر من مناسبة حول عدم وجود مشكلة مع إسرائيل، الأمر الذى أثار استياء حزب الله. وعندما سُئل الرئيس عون عن فرص السلام مع إسرائيل بعد الاتفاق الإماراتى، لم يستبعد هذه الإمكانية وقال: «الأمر ممكن.. لدينا مشاكل مع إسرائيل نحتاج إلى حلها أولا». فى المقابل، وصف نصر الله صفقة الإمارات بأنها خيانة للإسلام والعرب، وخدمة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب. ووصف اتفاق البحرين بأنه «خيانة كبرى».
ومع إضفاء الطابع الرسمى لتطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل وبدء تعاون اقتصادى واسع النطاق بينهم، هل لبنان سيُدفع نحو التطبيع مع إسرائيل؟
من المؤكد أن أى تحركات نحو التطبيع بين لبنان وإسرائيل، الدولتان المتجاورتان اللتان شهدتا عقودًا من الصراع الفعلى وسفك الدماء، من شأنها أن تشير بشكل قاطع إلى حقبة جديدة فى العلاقات العربية الإسرائيلية، وجغرافيا سياسية واقتصادية جديدة جذريًا للشرق الأوسط.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:
https://bit.ly/3hGD0BT

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved