استضافة السيد دراكيولا

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 8:20 ص بتوقيت القاهرة

•• أحب بلدى فى كل أحوالها. أراها جميلة بكل مافيها، وآمنة من كل مايهددها. وأراها تستحق أكثر مما هى فيه، وأن غياب الرؤية والتخطيط والابتكار عطلها وعرقلها، وأفقرها، وهى الغنية القوية بما تملكه من قدرات بشرية ومن موقع عبقرى ومن مناخ مستقر، وهى كلها من نعم الله سبحانه وتعالى على مصر.. لكننى لا أحب لغة الفراعنة، مع انبهارى بقدماء المصريين. فلغة الفراعنة مثل لعنة الفراعنة أصابتنا فى مناسبات كثيرة.. ومن تلك اللغة ما يلى:

•• «مصر تقدر تنظم أى حدث رياضى.. ولو كانت مصر لا تقدر فمن الذى يقدر؟» هذا بعض ماقيل فى شأن تنظيم مصر لكأس الأمم الأفريقية القادمة التى اعتذرت عنها المغرب بسبب فيروس إيبولا، وهو فيروس يسكن جسد البشر لمدة أسبوعين قبل أن يظهر. وأودى بحياة أربعة آلاف إنسان فى غرب أفريقيا، ويهدد العالم، وهناك استنفار فى منظمة الصحة العالمية، وهناك ضحايا سقطوا فى أمريكا وألمانيا وإسبانيا بسبب المرض.. فلماذا تخاطر مصر بتنظيم هذه البطولة؟ لماذا يطالب بها من يطالب دون دراسة العواقب الصحية..؟ هكذا فعلوا فى المغرب.. بحثوا الأمر صحيا، واجتمعوا ودرسوا ثم أعلنوا قرارهم.. بينما تطلق عندنا صيحات عنترية فرعونية بطريقة: «نقدر.. ونفعل.. ونعمل.. ومصر كبيرة»..

•• يا أخى إنت وهو مصر كبيرة وأكبر منكم ومن أفكاركم ومن قرارتكم العشوائية، وليست فى حاجة إلى شهادة منكم أو من غيركم على أنها أمة كبيرة.. لكن هذا الفزع العالمى من الإيبولا يجعلنا نحن أيضا نفزع.. فالوباء يهدد أيضا بإلغاء كأس العالم للأندية.. ثم هل عند وزارة الصحة إمكانات منع دخول المرض الذى دخل الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا بكل ما تملكه هذا الدول من إمكانات؟

•• أمر آخر غير الصحة، وغير الوباء.. وهو تكلفة استضافة البطولة، وهل يمكن أن نوفرها وأن نربح من تنظيمها كما تربح الكثير من الدول من استضافة الأحداث الرياضية.. هل تنظيم البطولة من أولوياتنا أم أن عندنا عشرات الأولويات التى تستحق منا الإنفاق فيها؟ وهل انتهت حرب مصر مع الإرهاب الخسيس القذر ومن يدعمه ويسانده؟

•• لقد عاصرت العديد من البطولات التى نظمتها مصر، وكم كانت أحداثا ثرية، ومبهجة، علت فيها اصوات الفرحة والرياضة لاسيما كأس الأمم عام 2006 بحضورها الجماهيرى المميز والفريد.. إلا أن شبح إيبولا يجعلنا نفكر ألف مرة فى استضافة تلك البطولة فمصر تحارب فى جبهات الإرهاب، والاقتصاد والبناء والجامعات والتعليم والصحة والسكن والوقت ليس مناسبا للحرب ضد إيبولا اللعين.. هل ترغبون فى استضافة السيد دراكيولا؟!

•••

•• هناك ما أظن أنه جديد فى مباراتى المنتخب مع بوتسوانا والأهلى أمام الشرطة، وإذا لم يكن هناك جديد فعلا فهو يعكس كرة قديمة..

الجديد الذى أظنه أن شوقى وجاريدو فرضا قيدا على حركة الظهيرين، ومنحا لاعبين من الوسط حرية حركة أوسع وأكبر.. ففى مباراة الشرطة مثلا تحرك وليد سليمان وتريزيجيه وشنا معظم الهجمات القادمة من الطرفين وأرسلا العديد من الكرات العرضية بدلا من الظهيرين، صبرى رحيل، وشريف حازم.. هذا لو كان مقصودا فهو جديد، وإن لم يكن مقصودا فهو قديم.. والله أعلم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved