اعتماد إسرائيل على فرنسا خطأ جسيم

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأربعاء 20 نوفمبر 2013 - 7:00 ص بتوقيت القاهرة

نداف أيال

يعانى الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند تراجعا كبيرا فى شعبيته داخل بلاده، وتظهر الاستقصاءات أنه الرئيس الأقل شعبية فى تاريخ الجمهورية الخامسة. وهو يعتبر من الأشخاص المترددين والمنقطعين عن الواقع. ويبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذى استخدم بضع كلمات بالفرنسية أثناء استقباله هولاند، لا يقرأ افتتاحيات الصحف الفرنسية مثل «لوموند» وليبراسيون». فلو كان يفعل ذلك لأدرك أن باريس هى دعامة من قصب.

فى الصباح وأثناء استقبال هولاند فى مطار بن- جوريون هتف نتنياهو «تحيا فرنسا»، لكن الرئيس هولاند فى اللقاء المسائى أوضح إلى أين تتجه الأمور. ومع الأسف الشديد، فإنها لا تتجه نحو معاودة التحالف الاستراتيجى بين إسرائيل وفرنسا كما كان فى مطلع الستينيات.

فى المؤتمر الصحفى تحدث هولاند عن منع إيران من الحصول على سلاح نووى، وليس عن تقليص قدرتها على تطوير مثل هذا السلاح، وهذا الموقف مشابه للموقف الأمريكى. كما تحدث بفخر عن تنازل إيران المطلق عن السلاح النووى، بعدها تطرق إلى التفاصيل وتوقف أمام أربعة شروط للتوصل إلى اتفاق فى جنيف: مراقبة كاملة من جانب المجتمع الدولى للمنشآت النووية (وهو أمر يوافق عليه الإيرانيون)، تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% (يوافق الإيرانيون على ذلك كذلك)، تقليص مخزون اليورانيوم المخصب (لقد وافق الإيرانيون على تحويل جزء منه إلى وقود ذرى)، ووقف بناء المفاعل النووى فى أراك (وهو موضوع يجرى بلورة تسوية بشأنه).

وتوقع هولاند أن يلبى الاتفاق الذى سيجرى التوصل إليه فى جنيف هذه المطالب، وانتهى إلى القول إن الاتفاق أفضل من الهجوم العسكرى. وهكذا اتضح بعد الاستقبال الحار الذى حظى به هولاند، أن موقف الرئيس الفرنسى والدول العظمى قريب جدا من مخطط الاتفاق مع إيران.

فى جميع الأحوال، فإن الاعتماد على الفرنسيين فى هذه المسائل سيكون خطأ جسيما. فثمة توجه أساسى للدبلوماسية الفرنسية هو المرونة من دون حدود. ويعتبر هولاند نفسه مرنا للغاية حتى لا نقول رخوا.

تجد إسرائيل نفسها اليوم فى وضع معقد جدا، فاحتجاجات رئيس الحكومة على الاتفاق من شأنها أن تؤدى إلى تشدد موقف الغرب، لكن واشنطن تشعر بأنها مستهدفة بسلوك إسرائيل الأخير الذى تعتبره شنيعا.

< وعلى افتراض أن الفرنسيين لا يخدعوننا، ففى النهاية أمريكا هى التى ستحدد التوجه. وفى حال التوصل إلى اتفاق مع إيران حتى لو حظى برضى إسرائيل، فإن الإدارة الأمريكية لن تنسى أبدا ما فعلته القدس فى الأيام الأخيرة.

من الطبيعى أن يرد رئيس الحكومة على ذلك بأنه فعل ما يتطلبه أمن إسرائيل حتى لو كان الثمن خلافا شخصيا مع الإدارة الأمريكية. لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فى جنيف، هل ستقوم الإدارة الأمريكية الحالية بالتنسيق ودعم عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران؟ بعد كل ما حدث فى الفترة الأخيرة ثمة شك كبير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved