Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة..

محمد طه
محمد طه

آخر تحديث: السبت 23 يناير 2021 - 9:41 م بتوقيت القاهرة

 (جو) بيتشغل مدرس موسيقى.. الموسيقى هى عشقه وشغفه من يوم ما والده راح بيه مرة وهو صغير (نادى الجاز-اللى ماكانش بيحبه)، وانبهر هناك بعزف أحد الموسيقيين على البيانو.. ومن وقتها.. أصبح أهم أحلامه وأهدافه فى الحياة انه يبقى عازف بيانو..

(جو) مافرحش بخبر تعيينه بعقد ثابت كمدرس موسيقى فى إحدى المدارس، لأن ده بالنسبة له كان إعلان قاسي بصعوبة تحقيق حلمه الأصلى.. وعلى العكس.. والدته كانت فرحانة ومُشجعة جداً.. لأن وجود وظيفة ثابتة معناه استقرار.. وتأمين صحى.. ومعاش.. وان كل تعب وتكلفة السنين من جانبها جابت نتيجة..

تليفون مفاجئ جه ل(جو) من أحد تلاميذه القدامى.. واللى شغال دلوقت فى فرقة (دوريثيا ويليامز) الموسيقية الشهيرة، واللى عارف كويس مهارة (جو) وشغفه، قاله انهم محتاجين عازف بيانو بشكل عاجل الليلة.. وان دى ممكن تكون فرصة حياته.. (جو) ماصدقش نفسه.. وانطلق يجرى من قدام والدته.. طاير فى الشوارع.. هايتجنن من الفرحة.. وهوووب.. وقع ساقطاً فى إحدى البالوعات المفتوحة فى أحد شوارع نيويورك.. فى مشهد صادم وغريب وغير متوقع بالمرة.

(جو) فاق.. علشان يلاقى نفسه روح بدون جسد.. وسط أرواح كتير أخرى.. متجهة إلى ما يسمى (The Great Beyond- الآخرة).. (جو) استنتج إنه مات.. واستغرب واتضايق واتصدم ان ده يحصل فى اليوم اللى كان هايحقق فيه حلم حياته.. قرر يهرب من المكان ده بسرعة.. وسط تحذيرات وصرخات من حوله.. علشان يلاقى نفسه فجأة فى مكان آخر أكثر غرابة اسمه (The Great Before- ما قبل الولادة). وهنا تبدأ الدهشة..        

جو اكتشف انه ماماتش.. وانه نتيجة الوقوع فى البالوعة دخل فى غيبيوبة، أدت إلى ان روحه تبقى متعلقة بين الموت والحياة.. بين الدنيا والآخرة.. بين The great beyond و ..the great before (المكان اللى هو موجود فيها حالياً).. واللى وظيفته تجهيز الأرواح واضفاء صفات الشخصية عليها قبل النزول إلى الأرض بالولادة.. وإعادة تأهيل بعض الأرواح أخرى المنفصلة عن أجسادها قبل العودة إليها.. زى حالة (جو).

إعادة تأهيل روح  (جو) كانت تتطلب منه إنه يساعد إحدى الأرواح الصغيرة الأخرى فى إنها تعرف إيه هى (Her Spark- شرارتها).. يعنى إيه الحاجة أو اللحظة اللى لما تحصل، تحس هذه الروح بالاكتمال.. والنشوة.. وتجد فيها معنى للحياة.. لكن المشكلة ان هذه الروح الصغيرة (اسمها 22) كانت أصلاً رافضة الحياة.. وناقمة عليها.. ومش عاوزة تنزل الأرض ولا تعيش فيها.. رغم ان أرواح كتير حاولت تساعدها فى ده قبل كده (زى الأم تيريزا، وكوبرنيكوس، محمد على كلاى، مارى أنطونيت، وكارل يونج ذات نفسه)..

المهمة كانت صعبة.. لكنها كانت الأمل الأخير ل(جو) علشان يرجع لجسده.. ويحقق هدف وحلم حياته..

 

كان فيه طريقين قدام (جو) علشان يساعد (22) انها تكتشف (شرارتها).. الطريق الأول انه يروح بيها قاعة كبيرة فيها كل الأشياء والأنشطة الممكنة.. يمكن تلاقى شرارتها فى حاجة منهم.. لحظة التقاط صورة حلوة.. لحظة تسجيل هدف كرة.. طعم أكلة جديدة.. نجاح تركيبة معملية.. لحظة اعتلاء كرسى سلطة.. لكن للأسف كل ده مانفعش..

الطريق التانى كان انهم يروحوا قاعة حياة (جو) نفسه.. ويستعرضوا مشاهد منها مع بعض (من طفولته حتى غيبوبته مروراً بهواياته وعمله وشغفه).. يمكن أحد هذه المشاهد يكون مُلهم ل(22) بأى شكل.. وتكمل روحها بيه.. لكن ده برضه ماحصلش.. واللى حصل بكل أسف، هو ان (جو) اكتشف أثناء مراجعته السريعة لحياته.. ان حياته كانت بلا (معنى)Meaning .. رغم انه كان ليها (هدف) Purpose..

(22) قررت بعد هذا العرض، انها هى اللى تساعد (جو) فى الرجوع لجسده.. راحت بيه لصديقها الصوفى (مون ويند).. المتخصص فى علاج ومداواة الأرواح التائهة الهائمة.. الأرواح المنفصلة (Disconnected)عن الحياة رغم وجودها على قيد الحياة.. الأرواح الضائعة من كتر الهموم.. الأرواح سجينة المخاوف.. الأرواح  المنغمسة فى الهواجس.. حتى الأرواح الغارقة فى الفرح والنشوة لدرجة الانفصال عن الحياة والواقع.. (مون ويند) بيعمل ده من خلال التأمل، والوعى باللحظة الحاضرة، على ايقاع موسيقي خاص من قرع الطبول.

(جو) شاف بعينيه روح هائمة، منفصلة عن وعى صاحبها- اللى كان شغال مدير حسابات.. تاهت من كتر الهم والغم والحزن.. شافها وهى بتعاود الاتصال بجسد ونفس صاحبها بمساعدة (مون ويند) الصوفى.. وأول ما ده حصل.. الراجل وقف اللى كان بيعمله فوراً.. وسأل نفسه فجأة: ما الذى أفعله بحياتى؟ وقرر فوراً إنه يحرر نفسه من شغلته اللى مش لاقى فيها معنى لحياته.. ويدور على هذا المعنى فى مكان آخر..

(مون ويند) بدأ طقوس إعادة اتصال روح (جو) بجسده.. لكن (جو) كان مستعجل.. ومتسرع.. فقفز للأرض فجأة وفى إيده (22).. علشان يحصل ما هو غير منتظر ولا غير متوقع.. روح (جو) تدخل جسد (قطة) موجودة بالصدفة فى حجرة (جو) بالمستشفى.. وروح (22) تدخل جسد (جو) الملقى فى غيبوبته على السرير الموجود أمامها.. (جو) هايعيش فى جسد (قطة).. و(22) هاتعيش فى جسد (جو)..

وبدأت رحلة العجائب..

روح (22) وهى فى جسد (جو) جربت حاجات عمرها ما جربتها قبل كده.. داقت طعم البيتزا.. حست بدفا الشمس.. وسمعت عزف موسيقى جميل من إحدى طالبات (جو) فى المدرسة، واللى كانت جاياله تبلغه انها هاتسيب الدراسة خلاص.. لكنها فوجئت بتعاطف (22) معاها، فى ان التعليم الحالى طريقته فاشلة، وان الحياة بالشكل ده سخيفة.. وان عزفها بالرغم من كل ده رائع واستثنائى.. موقف (22) خلى البنت تقرر تكمل دراستها.. وتدى نفسها فرصة جديدة..

فى نفس اللحظة فى العالم الآخر.. قرر (تيرى) -أحد المسئولين هناك- إنه ينزل الأرض بنفسه، لاستعادة روح (جو) و (22) المفقودتين واعادتهما لمكانهما..

 

(22) بدأت تشوف جوانب أخرى من الحياة.. الحلاق اللى مش مبسوط بشغله – واللى اضطر ليه بسبب ظروفه- لكنه بيحب فيه اللحظات اللى بيخلى فيها الناس سعداء ووسيمين.. الراجل اللى دايماً بيحبط الناس ويقلل من انجازاتهم، لكن ده بيمنحه بعض لحظات الرضا اللى بيغطى فيها على فشله الشخصى.. طعم مصاصة الأطفال الممتع.. ملمس السور الحديد البارد.. عزف أحد الهواة ببراعة على أحد أرصفة المترو.. حتى احساس الهوا الخارج من فتحات التهوية الأرضية فى الشارع وهو بيداعب جسدها.

أما (جو)- الموجود فى جسد قطة- فكان كل همه الترتيب لذهاب (22) الموجودة فى جسده، إلى حفلة (دوريثيا ويليامز)، بأى طريقة وبأى ثمن.. علشان يحقق هدفه وحلم حياته بالانضمام لفرقتها كعازف بيانو.. فى نفس الوقت اللى (22) عمالة تجرب.. وتحس.. وتدوق..

(جو) كان لازم يروح لوالدته علشان ياخد منها بدلة مناسبة لحضور الحفل.. والدته الغاضبة الناقمة عليه وعلى رفضه لوظيفة ثابتة وحياة مستقرة.. وهناك- وبمساعدة (22).. اضطر (جو) انه يصارح والدته بكل اللى كان شايله ومانع نفسه إنه يقوله لها طول عمره:

-          أنا مهما عملت انتى مش بترضى.. أنا رايح حفلة حياتى وانتى متضايقة.. بتخلينى أكدب عليكى..

-          قالت له: انت ماتعرفش صعوبة انك تكون موسيقى زى والدك.. أنا اللى كنت باتكفل بمتطلبات البيت من شغلى وتعبى، علشان هو يحقق أحلامه.

-          يعنى والدى يحقق أحلامه وأنا لأ؟ أنا من وقت ما باصحى من النوم لغاية ما أنام مش بافكر غير فى الموسيقى.

-          أحلامك مش هاتوفرلك الفطار الصبح.

-          مش عاوز آكل. ده هدف حياتى يا أمى.. وكان هدف حياة والدى.. أنا لو مت النهاردة.. يبقى حياتى مالهاش أى قيمة.

الأم سمعت.. وفهمت.. وحست.. وقدرت.. واحترمت رغبة ابنها.. ومش بس وافقت ورضيت وباركت إنه يروح الحفلة.. ويعزف.. ويحقق حلمه.. لأ.. دى كمان أهدته بدلة والده علشان يلبسها ويروح بيها.. وودعته.. وهى فخورة بيه..

(22) عمالة تشوف.. وتكتشف.. وتعرف.. وروحها تقرب من نفسها أكتر.. هناك أب بيلعب مع بنته.. هنا صديقة بتواسي صديقتها.. حماس والدة (جو) وهى بتخيط له البدلة.. صراخ أحد رواد المترو بقوة فى وشها.. وورقة شجر خريفية طايرة.. بتقع فجأة فى كف إيدها..

ظهر (مون ويند) الصديق الصوفى ليهم من جديد- على الأرض هذه المرة، علشان يرجّع (22) لحياة ما قبل الولادة، ويرجّع روح (جو) لجسده.. بس (22) حبت الحياة على الأرض خلاص.. صدقت إنها تستحق الحياة بعد ما كانت مصدقة إنها (مش كفاية).. لقيت الشغف والهدف.. حست بوجود (شرارتها) وان كانت لسه مش قادرة تحدد هى إيه أو فين بالظبط.. (22) قررت البقاء فى جسد (جو).. أمام ذهوله وغضبه وهو محبوس فى جسد (القطة)..

(22) هربت.. طلعت تجرى.. تهرول.. فى مطاردة بائسة من (جو).. اللى طاردها وجرى وراها لغاية ما وقعوا هما الاتنين -على غير حسبان- فى إيد (تيرى)، اللى صعد بيهم للعالم الآخر فى طرفة عين..

وهناك- فى عالم ما قبل الولادة مرة أخرى.. فوجئت (22) إن روحها اكتملت.. وان مكانها مش هنا.. وانها أصبحت مستعدة للحياة على الأرض.. وفى اللحظات الأخيرة قبل ما نزولها.. (جو) وقفها واتكلم معاها.. عاتبها ولامها وحسسها بالذنب.. قالّها إنها ماكانتش هاتوصل لده من غير ما تعيش فى جسده.. وانها سرقت حلم حياته.. وان شرارتها هى الموسيقى لأنها فى الأصل شرارته هو.. (22) اتصدمت.. وحزنت..ويأست.. وتنازلت ل(جو) عن حقها فى الحياة.. وانطلقت هائمة لمكان الأرواح الضائعة التائهة.. علشان (جو) يرجع للأرض مكانها.. ويحقق هدف حياته المنشود..  

(جو) رجع للأرض.. وتوجه بكل سرعة لمكان فرقة (دوريثيا ويليامز) اللى كانت بالفعل استبدلته بعازف آخر.. لكنه اقتحم عليها غرفة التجهيز قبل الحفل.. وقالها انه أحق بالعزف من أى حد غيره.. وانها لو ماديتلهوش الفرصة انه يعزف الليلة فهى هاترتكب أكبر غلطة فى حياتها.. لأنه موهوب.. ولأن عزف الموسيقى هو هدف حياته.. وانه اتخلق علشان يكون عازف موسيقى.. ومافيش حاجة هاتوقف ده.. (دوريثيا) نظرتله نظره اعجاب واستنكار فى نفس الوقت، وبلغت العازف البديل بإنه خارج الفرقة (مؤقتاً).. وكأنها كانت شايفة حاجة من ورا الأحداث..

الحفلة بدأت.. و(جو) عزف.. وعزف.. وعزف تانى.. طول اليل.. عزف مع الفرقة.. وعزف لوحده.. عزف بكل موهبته وطاقته.. بكل جمال واحتراف.. وبكل اندماج وشغف.. (جو) حاز عل إعجاب (دوريثيا).. وحاز على انبهار وتصفيق الجمهور.. وحاز كمان على فرحة وتشجيع ورضا والدته اللى كانت حاضرة الحفل.. واللى أبدت كل فخرها بيه..

وعلى باب الخروج.. وأثناء وداعه ل(دوريثيا ويليامز) سألها (جو) فى حماس: وإيه اللى هايحصل بعد كده؟ قالتله: هانرجع تانى بكرة، ونعمل نفس اللى عملناه مرة ومرّات أخرى.. ظهرت على وجه (جو) علامات التعجب والاستغراب وبينهما عدم الرضا.. وقالها ان ده اليوم اللى قعد مستنيه طول حياته.. لكنه مستغرب إنه أول ما جه وحقق افيه هدفه وحلم حياته.. ماحسش باللى كان متوقع يحسه.. مش مبسوط.. مش راضى.. مش فرحان.. دوريثيا قالت له وعلى وشها ابتسامة خبيثة: انه عامل زى السمكة الصغيرة اللى بتسبح فى المياه، لكنها عمالة تدور على المحيط.. رغم ان المياه دى نفسها جزء من هذا المحيط.

(جو) روح بيته فى انكسار.. بعد ما أنوار الشارع انطفت.. وأنوار روحه هى كمان كانت على وشك الانطفاء.. قعد على البيانو بتاعه.. فرغ جيوب بدلته (بدلة والده) مما كان فيها.. وبدأ يعزف.. عينه وقعت صدفة على اللى كان معاه.. واللى هو حصيلة ما تبقى من رحلة (22) لما كانت فى جسده: بواقى قطعة بيتزا.. مصاصة.. بكرة خيط.. نصف كعكة.. ورقة شجر.. وافتكر اللحظات اللى عاشها جسده مع كل حاجة من دول.. افتكر اللحظة اللى داق فيها جمال طعم قطعة البيتزا فى فمه.. اللحظة اللى حس فيها بالسعادة لما وضع قطعة كعك أمام عازف الجيتار على رصيف المترو.. لحظة الرضا بعد عمل شعره عند الحلاق.. اللحظة اللى مد إيده بتلقائية وخد فيها من العلبة اللى قدامه (مصاصة).. لحظة فخر والدته بيه بعد ما خيطت له بدلة والده.. لحظة احساسه بالنشوة وهو مسلّم جسده للهوا الخارج من فتحة التهوية بالشارع.. ولحظة اندهاشه من روعة ومهارة عزف تلميذته اللى كانت جاية تبلغه انها هاتسيب المدرسة..  

ذاكرة (جو) بدأت تسترجع أحداث ولحظات أكتر وأقدم.. لحظة نظرة عين والدته ليه بكل دفء وهى بتحمّيه فى البانيو وهو طفل صغير.. لحظة مشاركة أبوه ليه سماع مقطوعة موسيقية لما كبر شوية.. لحظة استنشاقه نفس عميق وهو راكب دراجته وباصص للسما فى مقتبل صباه.. لحظة انطلاق الألعاب النارية وسط سواد الليل وهو شاب.. طعم قطعة جاتوه فى فمه بعد ما كبر.. كتابة أول نوتة موسيقية.. عزف مقطوعة بالبيانو لوالده العجوز.. احساس مياه البحر وهى بتلمس رجليه.. لحظة وضع راس والدته على كتفه..

جو هدأ.. وفهم.. وبكى.. وسكن.. نفس سكون الليل اللى كان مغطيه ومدفيه ومراقبه..

(جو) افتكر (22).. وافتكر اللى عمله فيها.. حزن.. وندم.. وقرر يتواصل معاها.. بنفس الطريقة اللى علمهاله (مون ويند) الصوفى: يغمض عينه.. ويركز.. ويتأمل.. على أنغام الموسيقى.. اللى عزفها بنفسه المرة دى..

(جو) تواصل مع العالم الآخر.. عالم ما قبل الولادة.. قابل (مون ويند) وعرف منه ان (22) قد أصبحت روح تائهة.. منفصلة عن الحياة.. حاول معاه إنه يرجعها.. لكن يأسها وظلامها كان أقوى من (ويند) نفسه.. كانت بتلتهم وتفترس أى شئ أمامها.. وبعد مطاردة طويلة.. قدر (جو) يواجهها، ويكلمها، ويشوف اللى جواها..

(جو) شاف وحس وسمع كل الرسايل المؤذية اللى وصلت (22) من ناس كتير جداً .. الرسايل اللى غرست ورسخت فيها إنها (مش كفاية): "انتى دايماً قراراتك خاطئة".. "انتى متسرعة".. "انتى هاتفشلى فى حياتك".. "انتى أنانية".. "محدش هايحب يعيش معاكى".. "انتى دايماً بتخسرى".. "الدنيا عايزة ناس أشطر منك".. "ماشوفتش أسوأ منك".. "عمرك ما هاتلاقى شغفك".. وللأسف كانت آخر هذه الرسائل رسالة (جو) نفسه ليها قبل ما يتخلى عنها وينزل الأرض مكانها: "دى مش شرارتك.. دى حياة روتينية عادية.. انتى لقيتى شرارتك فقط لأنك عيشتى فى جسدى.. انتى بوظتى كل حاجة.. انتى ماعندكيش هدف للحياة.. مش هاتلاقى شرارتك أبداً".. رسايل قوية.. عاصفة.. مدمرة.. ماقدرش (جو) يعمل قصادها أى حاجة غير انه يفكّر (22) باللحظة اللى وقعت فيها ورقة الشجر داخل كفها لما كانت فى جسده على الأرض.. اللحظة دى بكل جمالها وهدوءها ودهشتها.. (22) افتكرت.. وهديت.. و سكنت.. وبدأت حوار عميق ومؤثر مع (جو).. قالت له فيه إنها خايفة وإنها حاسة إنها مش كفاية.. وهو قالها خلاصة كل اللى شافه وحسه وفهمه بعد رحلته معاها: 

شرارتك مش هى هدفك فى الحياة..

ويبدو إن الموسيقى شرارتك إنتى مش شرارتى أنا..

بمجرد ما (جو) قال كده.. انفرجت أسارير (22).. وملا روحها النور والأمل.. وتحولت فوراً من روح تائهة إلى روح مستعدة للحياة..

(جو) قرر يقبل الحقيقة.. ان جسده فى غيبوبة طويلة.. وان روحه بعيدة عن جسده بالفعل.. وانه لازم يرجّع ل(22) فرصة الحياة اللى أخدها منها..

(جو) مسك ايد (22).. وقفز بيها نحو الأرض.. لأقصى مسافة قدر عليها.. وعند آخر ما قدر (جو) يوصل، ساب ايديها تتحرر منه.. فى مشهد ملئ بالحزن والفرح معاً.. ملئ بالألم والأمل معاً.. ملئ بالنهايات والبدايات معاً..

جو رجع مكانه فى سرب الأرواح المتجهة إلى (The great beyond)..

ولكن..

ينتهى الفيلم بإن إحدى مسئولى عالم ما قبل الولادة The Great Before تقابل (جو) مقابلة أخيرة وتقوله إنه رغم إن مهمتهم هى الإلهام.. لكنهم مش بيلاقوا كتير حد يلهمهم زى ما هو عمل.. وبناء عليه.. قرروا يديوله فرصة تانية للحياة على الأرض..

سألته قبل ما ينزل: كيف ستقضى حياتك؟..

قالها بكل صدق:

"لا أعرف.. لكن الذى أعرفه هو أننى سأعيش كل لحظة منها".

تابع القراءة

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - هدف حياتك

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - اكتئاب ما بعد النجاح

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - الشرارة.. الهدف.. المعنى

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - الكشف

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved