حول ترشح الفريق عنان
نادر بكار
آخر تحديث:
الجمعة 21 فبراير 2014 - 4:30 ص
بتوقيت القاهرة
بعد إعلان الفريق عنان رسميا ترشحه لانتخابات الرئاسة، يبدو نظريا أنه المنافس الأقوى لمزاحمة المشير السيسى الذى ينتظر الجميع إعلانه الرسمى للترشح نهاية الشهر الجارى.
ليس تقليلا من شأن السيد صباحى بلاشك، لكنه ولاعتبارات كثيرة يدرك أكثر من غيره أنها فرصة جيدة لحجز مقعد زعيم المعارضة بغير منازع، مما ربما يؤهله لقيادة الحكومة المنتخبة القادمة، أو على الأقل يبقيه رقما كبيرا فى المعادلة السياسية الجديدة.. إنما الفوز بالرئاسة فصعب جدا.
نعود إلى الفريق عنان.. الحقيقة أن أنصار السيسى الذين أعلنوا تأييده مبكرا كانوا يرتكزون على انتمائه العسكرى بصورة مبالغ فيها، وهذا ما يفسر سببا من أسباب حملة التشويه الشرسة التى تشن على غريمه عنان منذ قرر دخول حلبة السباق، لأن منافسته تعنى عمليا تحييد تأثير ورقة الجيش التى يعتمد عليها كثيرا مؤيدو السيسى، وسيصبح لزاما على كلا الفريقين التركيز على الميزات التنافسية للمرشحين بغض النظر عن اشتراكهما فى الخلفية العسكرية.
ورغم الرفض الهيستيرى الذى يبديه البعض عند مجرد مناقشة الفكرة إلا أن فرص عنان لا تبدو ضعيفة، وبعض الصحف تشير بخبث إلى دعم الإخوان المحتمل لترشيحه وكأنها بذلك تعمد إلى تنفير قطاعات المصريين الأخرى التى تلتف حول عنان منبهة إياهم على اشتراكهم فى نفس الخندق مع الإخوان ومناصريهم.
وتصويت الإخوان لو حدث مع عنان فسيكون تصويتا عقابيا فى المقام الأول، تصويت يهدف إلى النيل من السيسى الخصم التقليدى أكثر من فكرة الاقتناع بقدرات عنان.. أو قد يبدو عنان لوهلة الرئيس القادر على انهاء الأزمة السياسية والبدء بمصالحة وطنية تضمن للإخوان مكانا فى المشهد السياسى يحفظ بعض ماء وجههم، ويمثل مخرجا معقولا من مأزق الاعتراف بشرعية ما بعد الثالث من يوليو.
بل الأكثر من ذلك أن قطاعات ليست بالهينة من بقايا الحزب الوطنى السابق قد تفكر جليا فى تعديل بوصلة دعمها لتميل إلى عنان بعد تطمينات المشير السيسى لمناصرى ثورة يناير أن عودة رموز نظام مبارك باتت مستحيلة.
وأنصار إبقاء المشير السيسى احتياطا استراتيجيا للقوات المسلحة يدفعون باتجاه ضرورة إبعاده عن خسارة رمزيته الشعبية، والاعتماد على عنان كرجل لن تخذله مؤسسات الدولة ولن تخسر المؤسسة العسكرية الكثير إذا ما اصطدم المصريون مع الرجل بواقع مؤلم تملأه المشكلات.
الشعبية ستقف عائقا أمامه، وحملات التشويه الإعلامى ــ حتى هذه اللحظة ــ ستبقى عائقا آخر.. لكن المنصب يستحق المخاطرة.. وكل ما يعنينى كما أكدت مرارا منافسة حقيقية تتبارى فيها البرامج وتنقح فيها الأفكار ليستفيد الناخب قبل غيره.