إبداع الألمان فى الإدارة الرياضية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 21 مارس 2021 - 3:35 ص بتوقيت القاهرة

** من إبداعات الألمان فى التنظيم والنظام أن يعلن يواخيم لوف مدرب المنتخب يوم 9 مارس الحالى أنه لن يستمر فى عمله بعد كأس الأمم الأوروبية فى الصيف المقبل، وطلب إعفائه من استكمال عقده المقرر أن ينتهى فى نهاية عام 2022 بعد كأس العالم. الإبداع هنا أنه لم تتم إقالته، ولكنه يطلب عدم الاستمرار، بينما تجد أنه من النادر أن يطلب مدرب ذلك. والإبداع أيضا أن يكمل لوف عمله فى الوقت الحالى، فيبحث ويعمل فى تشكيل المنتخب وإعداده، لأن قراره بالاعتذار عن الاستمرار لنهاية عقده لا يعنى القفز من شباك قطار الكرة الألمانية، مفضلا عرضا قادما من فريق ما أو دولة ما.. وقال لوف «اتخذ هذه الخطوة بوعى شديد، ومليء بفخر وامتنان هائلين، وفى الوقت نفسه سأظل متحمسا للغاية إزاء البطولة الأوروبية المقبلة». وأضاف: «فخور لأنه كان شيئا من نوع خاص وشرفا لى أن أمثل بلادى. ولأننى تمكنت من العمل مع أفضل لاعبى كرة القدم فى بلادنا طوال 17 عاما، ودعمتهم فى مشوار تطورهم. حققت إنجازات هائلة معهم كما مررنا بهزائم مؤلمة، ولكن الأهم هو أننا مررنا سويا بالعديد من اللحظات الرائعة والساحرة، وليس فقط التتويج بكأس العالم 2014 فى البرازيل.
** وهو هنا يعترف بهزائم مؤلمة، وياله من اعتراف، وكان لوف ــ61 عاما ــ قد أصبح مدربا مساعدا ليورجن كلينسمان المدير الفنى السابق للمنتخب الألمانى فى عام 2004، ثم حل مكانه فى منصب المدير الفنى بعدها بعامين وتولى تدريب المنتخب الألمانى عام 2006 وقاد الفريق للتتويج بكأس العالم 2014 فى البرازيل، وقاد لوف المنتخب الألمانى للوصول إلى نهائى كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) والدور قبل النهائى فى كل من كأس العالم 2010 بجيل رائع وكان متوسط أعماره أقل من 25 سنة، وأنتجته الكرة الألمانية بعد عمل شاق وجاد استمر 10 سنوات من 2000 إلى 2010. وكما قاد لوف الفريق فى بطولتى 2012 و2016 من كأس الأمم الأوروبية، وذلك بجيل ذهبى من اللاعبين ضم توماس مولر وفيليب لام وباستيان شفاينشتايجر وسامى خضيرة ومسعود أوزيل.
لكن الأوضاع تغيرت مع خروج المنتخب الألمانى الصادم والمفاجئ من دور المجموعات بكأس العالم 2018 ولم تتم إقالته، وإنما جدد التحاد الألمانى ثقته فى الرجل رغم الانتقادات الإعلامية والجماهيرية التى وجهت إلى لوف.
** بعد الفشل الذريع فى بطولة أوروبا عام 2000، أخذ الألمان يدرسون الاسباب، ووضعوا خطة طويلة لتطوير المنتخبات، وقد أدركوا أن الخلل يبدأ من مدربى فرق الناشئين، فأعدوا خلال عشر سنوات أكثر من 17 ألف مدرب للناشئين، بينما فى إنجلترا فى نفس الفترة كان العدد 900 فقط. وتوجت منتخبات ألمانيا ببطولات أوروبا ففى يوليو 2008، فازت ألمانيا ببطولة تحت 19عاما، بعد الفوز على إيطاليا 3 /1. وفى مايو 2009 فازت ببطولة تحت 17 سنة، بعد الفوز على هولندا بهدفين لهدف وفى يونيو من العام نفسه، حصل منتخب ألمانيا تحت 21 عاما على بطولة أوروبا أيضا، بعد الفوز بأربعة أهداف على منتخب إنجلترا.
** منتخب ألمانيا لكرة القدم تولى قيادته فى 110 سنة عشرة مدربين. بينما منتخب مصر تولى قيادته فى 40 مدربا فى مائة عام. يبقى أنه من المعجزات الرياضية بالنسبة لنا أن يعتذر لوف عن عدم الاستمرار لنهاية عقده فى 2022 وأن يستمر يعمل بمنتهى الجدية والحماس والالتزام حتى أقرب بطولة مهمة للمنتخب.. إيه ده حلم ولاعلم؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved