التحريض على طريقة حمزة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 21 أبريل 2011 - 9:44 ص بتوقيت القاهرة

 كان المطرب الشاب حمزة نمرة أكثر واقعية وجرأة عندما أكد أن النظام السابق جعل الفن لا يعبر عن هموم الشعب الحقيقى وأن أغلبه كان مثل الأفيون ووسيلة للتسلية خلال السفر، وأن هذا النظام وضع كبار النجوم تحت «باطه» للترويج له وضمان استقرار وضعه بين جميع الجماهير.

شهادة حمزة فتحت الجرح القديم مرة أخرى وجعلتنى أعيد شريط طويل من المشاهدات السينمائية والمسرحية والغنائية.. أعمال تسيدت المشهد سنوات طويلة ارتكبت ــ بحق ــ جريمة فى حق البلد، بتشكيلها نمط حياة كنا نشعر دائما أنها ليست حياتنا، رغم أن ساعاتها وأيامها وسنواتها محسوبة من عمرنا.. ولن نستطيع أن نقصها من شريط العمر، لكن التاريخ سوف يعطى ظهره لأعمال «الأفيونية»، وسيضع هذه الحقبة من تاريخ نجومها فى سلة النسيان.

«كنا مغيبين بفعل فاعل».. هكذا أقر حمزة نمرة.. والذى أرى أنه وجيله ممن انتزعوا الحلم بأنفسهم، هم من أطاحوا بهذا الفاعل بعد ما كشفوا نواياه وأهدافه الخبيثة، التى رسخت لفن الاستسلام ولنجوم الاستسهال، نجوم كانت تطبطب على المشاهد بأصابع الاستكانة لواقع ظالم، نجوم تطبل لنظام فتح أمامهم كل الأبواب المغلقة، نظام كان يستغلهم فى كتم أنفاس آهات النفور والشعور بالظلم والبلطجة وعدم الاعتناء بالمواطن واستبدالها بآهات إعجاب وقتية علها تنسى الجماهير حياة المعاناة.

هنا لا ألوم الفنان الذى كان جزءا من النظام، لكنى ألومه كونه لم يستطع أن يستقطع هذا الجزء.. لم يستطع أن يشعر بالذنب والندم.. لم يستطع أن يستنهض روح التحريض.. فللفنان نظرة تحريضية ــ ليست التحريض إياه ــ لكن نظرة قادرة أكثر على الحلم.. شخص ربما يرى شئ أبعد من الإنسان العادى.. مهمة استباقية كالتى وجدتها فى حلم حمزة نمرة عندما غنى «احلم معايا ببكره جاى.. ولو ما جاش إحنا نجيبوا بنفسنا.. نقدر نحاول فى الطريق كتر الخطاوى تدلنا على حلمنا.. مهما نقع نقدر نقوم.. نشق نتحدى الغيوم.. بس إحنا نحلم».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved