8 كلمات كشفت الفاعل

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 21 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● كان جيف باومان (27 عاما) يقف عند خط النهاية لسباق ماراثون بوسطن فى انتظار وصول صديقته، عندما اقترب منه شخص يرتدى «كاب»، ويخفى عينه خلف نظارة شمس، ويرتدى جاكت أسود، ونظر إلى جيف باومان نظرة غريبة فيها تحديق وتحد.. ثم وضع حقيبة أسفل قدميه ومضى. وبعد دقيقتين ونصف انفجرت الحقيبة، ومزقت قدمى جيف باومان، ونقل فورا إلى مستشفى بوسطن المركزى.. وحين استرد وعيه وهو مشوش الذهن يعانى من آلام مبرحة فى نصفه الأسفل بعد تمزقه طلب من شقيقه كريس، ورقة وقلم، وكتب 8 كلمات هى: «رأيت الرجل الذى وضع الحقيبة وهو ينظر إلى».

 

●● كانت تلك الكلمات وراء قيام قوات الأمن بأكبر عملية مطاردة لصيد متهم منذ تفجير برجى التجارة فى نيويورك عام 2011، وشارك بها تسعة آلاف رجل أمن، وعشرات المدرعات، والعديد من الطائرات المروحية. وقد ساعد على تحديد هوية الشقيقين جوهر وتاميرلان (أو تيمور لنك) تسارناييف الكاميرات المنتشرة على جانبى طريق سباق الماراثون، ولقطات فيديو لقنوات محلية.. أظهرت شخصان يتحركان ببطء وبثقة بعيدا عن موقع الانفجار بينما كان الضحايا يتساقطون، والمتفرجون على جانبى طريق السباق يجرون فزعا وخوفا من صوت الانفجار، وكان ذلك سلوكا مختلفا منهما عما يجرى فى المشهد كله، فأمسكت الشرطة بهذا الخيط، وتأكدت من هوية أحدهما حين عرضت صورته على جيف باومان.

 

●● هكذا تم الكشف عن المتهمين فى حادث تفجير بوسطن.. وكنت سألت نفسى: كيف يصلون إلى الفاعل بتلك السرعة.. بينما الفاعل عندنا يكون ملثما مجهولا، أو طرفا ثالثا غير معروف، أو مؤامرة يقودها العالم كله ضد مصر، لأن هذا العالم الحاقد الفاشل يشعر بغيرة شديدة من مصر التى قامت ببناء الأهرامات، وببناء المعابد، وبتحنيط ملوكها الموتى؟!

 

●● فى قصة الكشف عن المتهمين الرئيسيين لحادث انفجار بوسطن تجسيد للأمن الوقائى وتوفير إمكانات المطاردة ومنها طائرات حددت موقع اختباء المشتبه به الثانى بمساعدة تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، من رصد مكان انبعاث الحرارة. وهذا بجانب الاستعداد لكل الاحتمالات، بنشر الكاميرات على طريق السباق. وكان هناك الأهم ألف مرة من الاستعدادات الأمنية الروتينية، والإمكانات المادية والتكنولوجية والقانونية التى تمنح وتتوافر للشرطة.. وهو الاستنفار والتصميم على القبض على الجناة الذين أصابوا وروعوا مواطنين أمريكيين ولو كان الضحية شخصا واحدا.

 

●● وفى الكشف عن المتهمين هناك فى النهاية عنصر التوفيق وهو أن يكتب الشاب الأمريكى جيف باومان كلمات تكشف عن رؤيته وجه الفاعل، لكن يبقى السؤال المهم فى تلك القصة الذى ننتظر إجابته: لماذا قام الشقيقان جوهر وتيمور بهذا العمل وقد أقاما وتعلما فى أمريكا وتعايشا مع مجتمعها؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved