أروح لمين؟!

من الفضاء الإلكتروني «مدونات»
من الفضاء الإلكتروني «مدونات»

آخر تحديث: الجمعة 22 مايو 2020 - 11:34 ص بتوقيت القاهرة

"حكايات نساء في زمن الوباء.. من ملفات مؤسسة قضايا المرأة"

الوضع دلوقتى أسوأ وشاربة المر وجوزى بقى بيضربنى وبيهينى أكتر من الأول وأنا مبقتش عارفة أتحرك وأبلغ عشان حد يحمينى بسبب كورونا، حتى هو كمان بيقولى مش هتقدرى تروحى قسم ولا تبلغى ومحدش هيسأل فيكى لأن الحكومة مش فاضية لك وورينى بقى البوليس اللى كنتى بتتحامى فيه هيعملك إيه ومفيش محاكم شغالة ولو مش عاجبك سيبى البيت وامشى.
أيوه هو طول عمره متعود يهينى وبيضربنى حتى من قبل كورونا ودايما بيشرب مخدرات وبرشام وحقن وقدام العيال، حاولت كتير أساعده عشان يتعالج وعملت جمعيات واستلفت فلوس ودخلته مصحات لكن كل مرة كان بيرجع تانى للمخدرات، وبسبب المخدرات كتير كان بيطردنى أنا والعيال فى نص الليل بلبس البيت، ومش بيرضى يصرف على البيت مع إنه معاه صنعة وبيشتغل فى ورشة نجارة لكن كل فلوسه رايحة على المخدرات وساعات كتير مكانش بيرضى ينزل الشغل كمان، وكان بيقولى اتصرفى إنتى وهاتى فلوس أنا معنديش عيال علشان أصرف عليهم وشوفى انتى جايباهم منين وبيشكك فى سلوكى!، ولما كنت بشتكى لأهله مكانوش بيعرفوا يعملوا معاه حاجة وطبعا هما مش عاوزينى أطلق منه واللى بيقدروا يعملوه إنهم يقولولى معلش واستحملى عشان عيالك وهو هيبقى كويس وأهو راجل عايش وسطيكم وخلاص.
واعتمدت على نفسى ونزلت ودورت على شغل ووقفت أبيع فى محلات عشان أصرف على البيت والعيال، وأنا المسئولة عنهم فى كل حاجة مدارس ومذاكرة ولو عيل عيان أنا اللى بجرى بيه، ومن فترة قبل موضوع كورونا اشتغلت فى مصنع تطريز ملابس، وكنت بنزل عيالى عند جدتهم لما كنت بروح الشغل واكتشفت أن ابن عمة عيالى كان بيتحرش بابنى الصغير والواد بقى بيعمل كده مع أخته، ولكن المؤسسة ساعدتنى فى ده وودتهم لدكتورة نفسية.
بس لأن مشاكلى مع جوزى مبتخلصش بالعكس زادت لأنه دلوقتى بقى بيتعاطى فودو وأستروكس وبقيت بتضرب وبتعور وكل حاجة بتحصل قدام العيال لحد ما نفسيتهم بقت زى الزفت، وبقوا بيكرهوا أبوهم وبيكرهونى أنا كمان، لدرجة إن ابنى بقى كل ما بيشوف أب كويس مع ولاده أو ناس فرحانين مع بعض مبقاش يصدق ويقولى كل ده كدب «أومال إنتى ليه اتجوزتى ده ومجبتيلناش أب كويس زى اللى بنشوفهم فى التليفزيون أو زى صحابنا اللى فى المدرسة ويعاملنا حلو» طول الوقت بقوا بيلومونى وأنا كمان بلوم نفسى، وخايفة من الطلاق عشان معنديش حتة أقعد فيها خصوصا إن أهلى شارطين عليا إنى لو اطلقت لازم أسيب العيال وطبعا أنا مش عاوزة أبعد عن عيالى.
أنا خايفة على ولادى أوى، فى مرة وأنا راجعة من الشغل لقيت ابنى كان هيرمى نفسه من البلكونة لولا الناس اتدخلت وأبوه كان نايم جوه ولا حاسس بيهم.. ده غير يمين الطلاق اللى كل شوية يرميه ويرجع يقول إنه ردنى.
بعد كورونا الظروف كلها بقت أسوأ عليا لأن الست صاحبة المصنع مشتنى من الشغل وحتى الحاجات اللى كنت بخلصها وأنا فى البيت وقفته، وقالتلى متسألنيش تانى على شغل لأنى قاعدة فى منطقة فيها حجر بسبب كورونا وخايفة تتعامل معايا.
وحتى قرار الطلاق اللى كنت ممكن أفكر فيه قبل كورونا دلوقتى مبقتش بقدر أفكر فيه ولا فى مكان أعرف أقعد فيه ومضطرة أقعد مع شخص ملوش أى لازمة فى حياتى وحياة عيالى بالعكس خطر علينا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved