لبيك يا قدس.. مواقف الأطراف

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: الجمعة 21 مايو 2021 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

• القدس هى محور الصراع العربى الإسرائيلى وهى أيضا المحور لحل هذا الصراع، هذه الخلاصة كان يرددها الأمير سعود الفصيل أفضل وزير خارجية عربى، وهذه الحقيقة هى خلاصة حياتنا كلها مع القضية الفلسطينية.
• يمكنكم سؤال أى مستوطن إسرائيلى أين ولد جدك، سيكون خارج فلسطين، واسألوا أى فلسطينى عن مفتاح بيته الذى هجر منه بعد نكبة 48 سيعطيه لك، لأنه يحتفظ به دائما.
• هذه هى المرة الرابعة التى تقوم فيها إسرائيل بتدمير قطاع غزة وتهجير المئات من سكانه وقتل وجرح عدة آلاف منه وتدمير البنية الأساسية كلها، وقتل عشرات الأطفال الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وتحتاج غزة فى كل مرة لمليارات الدولارات لإعادة الإعمار لتدمرها إسرائيل مرات أخرى.
• إسرائيل تعربد كما تشاء فى المنطقة لأنها تدرك أنها اليوم بلا منافس، العدوان الإسرائيلى الحالى على القدس والمقدسيين وعلى غزة يتم فى وقت عصيب يمر به العرب فهم فى أسوأ وأضعف حالاتهم فمعظم دولهم ممزقة وخارجة عن نطاق الصلاحية ولا تملك مقومات الدولة الحديثة ومنها على سبيل المثال ليبيا واليمن والعراق ولبنان، وفيها يتحارب أشقاء الوطن الواحد ويتصارعون وولاء بعضهم لدول خارجية أكثر من ولائهم لأوطانهم وحكوماتهم، أما ميليشياتهم فمفلسة اقتصاديا وسياسيا وتعتمد على دول خارجية.
• أما باقى الدول العربية فبعضها فى حالة هزال سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى وبعضهم أصبح حليفا رئيسيا لإسرائيل وبعضهم يسخن على خط التحالف مع إسرائيل.
• من أفضل ما فعلته مصر خارجيا فى السنوات الأخيرة مبادرة الرئيس السيسى بمساهمة مصر بنصف مليار دولار لإعادة تعمير غزة، ودعوة الجماهير المصرية للمساهمة فى هذا الاكتتاب، حتى يتسنى للجميع المساهمة فى ذلك عن طريق الدولة.
• هل أصبحت البلاد الشيعية وشعوبها أكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية من البلاد السنية وشعوبها، ولماذا بدا ذلك الآن، هل لأن بلاد السنة تحملت العبء الأكبر والتضحيات الأعظم فى قضية فلسطين والقدس منذ الأربعينيات من القرن الماضى وحتى اليوم ثم نفضت أيديها من القضية بعد هذه التضحيات أم ماذا..؟؟
• كما يلاحظ أيضا أن اهتمام الدول الإسلامية غير العربية أكثر من اهتمام الدول العربية بالقضية الفلسطينية والقدس، وما السر فى ذلك؟
• ليس شرطا أن تكون مسلما أو عربيا أو فلسطينيا لتنصر الحق الفلسطينى فى أرضهم المحتلة، يكفى أن تكون إنسانا فقط لتفعل ذلك، وهذا ما قامت به سيدة بريطانية رفعت لافتة بيدها وحملت طفلها بيدها الأخرى، كانت اليافطة تؤيد الفلسطينيين وحقهم فى القدس الشرقية وتدعمهم ضد العدوان الإسرائيلى، لست بحاجه أن تكون مسلما حتى تدعم الحق الفلسطينى، أى إنسان لديه ضمير حر عليه أن يفعل ذلك سواء كان مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو علمانيا أو يساريا، لأنه ينبغى أن يقف إلى جانب الحق.
• أما إذا كنت مسلما أو عربيا فعليك واجبات دينية أخرى أكبر من الوقوف مع الحق ودعمه بأن تكون هذه القضية من أولى اهتماماتك وأولوياتك، فإذا وقفت مع الحق الفلسطينى فإنك تدافع عن دينك ووطنك قبل أن تدافع عن فلسطين نفسها.
• نحن لسنا ضد اليهود كجنس أو عرق ولكن ضد العصابات الصهيونية العنصرية التى تطرد شعبا كاملا من أرضه وتمارس الاحتلال حتى القرن الحادى والعشرين بعد نهاية الاحتلال من العالم كله.
• نشرت وكالات الأنباء صورة طفل فلسطينى لم يجاوز عمره الست سنوات ينحنى على أخته الصغيرة التى لم تجاوز الثلاث سنوات كى يحميها من القصف وهى مستسلمة لهذه الحماية، وكأنه يقوم عن والديه بدور الحماية بل يقوم مقام الأمة الإسلامية والعربية التى قصرت فى حماية شقيقته الصغرى، ترى من علم هذا الصغير أن رأس أخته أولى بالحماية والرعاية من رأسه، ومن زرع فيه هذا الشعور العظيم بالمسئولية، المحن تربى الرجال أكثر من الترف، لذا ذم القرآن كثيرا المترفين، وهم غير الأغنياء، فكم من غنى مسئول وتقى، والمترفون هم الفاسدون المفسدون.
• الإعلام المصرى لم يقم بدوره كما ينبغي فى تغطية الأحداث فى القدس وغزة وللأسف تفوقت عليه قنوات عربية وأجنبية كثيرة .
• فهل من المعقول ألا يوجد مراسلون مصريون لتغطية هذه الأحداث إخباريا، وهذا سيؤدى إلى نتيجة سلبية ضارة بمصر وهو انصراف المشاهد المصرى إلى قنوات غير مصرية أو الأخذ من السوشيال ميديا، فسياسة القنوات المصرية فى هذه الأحداث ضارة بمصر على المدى البعيد.
• أسقطت الأحداث الأخيرة فى القدس والضفة الغربية وغزة نظرية نتنياهو الأمنية الأخيرة التى روج لها عشر سنوات كاملة ومفادها «فى مقدور الإسرائيليين التمتع بالأمن دون تقديم أى تنازلات للعرب أو الفلسطينيين»، ورفض القول إن إسرائيل تحتل القدس والضفة، واعتبار الفلسطينيين «مجرد سكان أجانب فى إسرائيل».
• نظرية نتنياهو الأمنية ماتت مثلما ماتت النظرية الأمنية الإسرائيلية عقب نصر أكتوبر 1973.
•قامت مصر بدور محوري في إقرار وقف إطلاق النار وحقن الدماء.. فمصر حتى وهي في أضعف حالاتها رائدة العرب جميعا.. وهذا الوقف في مصلحة الجميع.. ويعد انتصارا للعقل والحكمة.. ويعد هذا الوقف انتصارا حقيقيا للمقدسيين خاصة وللفلسطينيين عامة وإعادة إحياء للحق الفلسطيني الذي كاد أن يندثر تحت وقع ضربات التطبيع بلا مقابل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved