«حماس» ترى ضعفا فى الجانب الإسرائيلى وتغتنم الفرصة

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 21 سبتمبر 2023 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

نقول أولا إنه لم يحدث فى أثناء الشغب أى حدث لم تكن «حماس» مسيطرةً عليه، بما فى ذلك عدد المشاركين فى الحوادث وألسنة اللهب، وبالتأكيد العبوات والمتفجرات التى تُلقى هناك، كل ما يحدث هو من «حماس». لقد سبق أن أعدّت إسرائيل رزمة غير سيئة لتشجيع مشاريع مدنية من أجل سكان قطاع غزة، لكن «حماس» رأت فى ذلك فرصة، فقررت استغلالها: ابتزاز فى مقابل تسهيلات.
قبل أسبوعين تقريبا، دخل السفير القطرى لشئون غزة مع نصف المبلغ المتفق عليه. كان يحمل 13 مليون شيكل، بدلا من 25 مليون يجرى تحويلها شهريا. وجاء حاملا رسالة رسمية بأن المبلغ مخصص للمواطنين، والمساهمة فى تمويل التنظيم «الإرهابى» موضوعة كضمانة للهدوء إلى ما بعد الأعياد. فى إسرائيل، يجرى الحديث منذ فترة طويلة عن مرحلة تسهيلات جديدة للقطاع. لقد قررت إسرائيل إعطاء نوع من «جائزة» لـ«حماس» التى وقفت على الحياد ولم تتدخل فى الجولتين الأخيرتين من المواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامى الفلسطينى. وهناك كلام عن زيادة عدد العمال من غزة، الذين يمكنهم الدخول إلى إسرائيل يوميا، بنحو 2000 عامل، وزيادة المال القطرى، والبحث فى إنشاء محطات طاقة إضافية، بهدف زيادة كميات الكهرباء التى ينتجها القطاع.
«حماس» رأت فى ذلك فرصة، وقررت استغلالها. وانتقلت إلى أسلوب الذرائع: على الرغم من أن نشطاءها يتحركون بالقرب من السياج منذ بضعة أسابيع، فإن «حماس» ربطت هذه الاضطرابات بحادثة نفخ الشوفار [تقليد يهودى يجرى فى رأس السنة العبرية] فى حرم المسجد الأقصى. طبعا، لا علاقة بين الأمرين، لكن هناك رغبة فى ربط تصعيد بتصعيد.
صباح يوم الإثنين الماضى، اتُّخذ قرار القيام بخطوات عقابية، أو بالأحرى خطوات تلميحية. فقد أعلن منسّق أنشطة الحكومة فى المناطق [المحتلة] عودة جزئية إلى الإغلاق المفروض مع اقتراب العيد، وتأجيل فتح معبر إيرز أمام دخول العمال الغزّيين إلى إسرائيل 24 ساعة إضافية. وجاء من مكتب منسّق الأنشطة «أن القرار اتُّخذ فى نهاية تقدير للوضع الأمنى، بما يتلاءم مع توجيهات وزير الدفاع ورئيس الأركان، وإعادة فتح المعبر ستُبحث بما يتناسب مع تقدير الوضع فى المنطقة».
حاليا، تضع إسرائيل الكرة فى ملعب القطاع، وستضطر إلى أن تقرر إلى أى حدّ ستمضى فى الضغط. ويجب على غزة الأخذ فى حساباتها ماهية حدود الابتزاز الذى يمكن أن ينتهى بتصعيد ويؤجّل كثيرا الحصول على الأموال، والموافقة على دخول العمال، ومزايا إضافية.
محلل عسكرى إسرائيلى
مكور ريشون
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved