الاستثمار فى المستقبل

خالد سيد أحمد
خالد سيد أحمد

آخر تحديث: الجمعة 21 أكتوبر 2016 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

فرضت احداث الربيع العربى التى شهدتها المنطقة منذ عام 2011، واقعا جديدا على الكثير من الشعوب العربية، وألقت بظلالها على جميع شرائح المجتمع خصوصا المرأة التى تعرضت لكثير من الظلم والعنف والتهميش والإقصاء فى العديد من مناطق النزاع، وبات وضعها مأساويا خصوصا فى مخيمات اللجوء التى تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الكريمة.

وعلى مدى يومين، استضافت امارة الشارقة مؤتمرا دوليا بعنوان «الاستثمار فى المستقبل.. بناء قدرات النساء والفتيات فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا»، حضره العديد من مسئولى المنظمات الدولية والاقليمية التى تهتم بالمرأة، وكذلك العديد من الناشطين والناشطات البارزات فى مجال الدفاع عن حقوق النساء.

المؤتمر هدف إلى تسليط الضوء على ضرورة إدراج النساء والفتيات واستهدافهن بشكل خاص فى عملية التخطيط للتمكين الاقتصادى، وعلى الاهتمام باحتياجاتهن فى التعليم، والتدريب على المهارات، والتوظيف، وضمان الوصول إلى الموارد، لاسيما للأسر التى تعيلها النساء، فى ظل القيود الاجتماعية والاقتصادية المفروضة على المرأة فى العديد من البلدان.

كما يهدف المؤتمر أيضا إلى الاعتراف بالمرأة كعامل أساسى للتغيير فى عمليتى السلام والانتعاش الاقتصادى، إضافة إلى تنسيق الجهود فى مجال التنمية والتخطيط لبناء السلام، وتحقيق المساواة بين الجنسين كجزء لا يتجزأ من مجمل الخطط والسياسات والبرامج التى تهدف إلى تمكين النساء والفتيات وتعزيز دورهن، وتقديم الدعم اللازم لهن، بمن فيهن اللاجئات والنازحات، فضلا عن متابعة الإجراءات العملية المستهدفة التى تلبى احتياجات النساء والفتيات، وتنصفهن فى حقوقهن.

كان لافتا خلال المؤتمر، تأكيد الجميع على ان دولة الامارات قطعت شوطا مهما فى مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، وأشارت العديد من الاحصاءات الدولية التى ذكرت فى جلسات المؤتمر العديدة، إلى احتلال هذه الدولة العربية، المركز الأول عالميا فى هذين المجالين.

المسئولون الاماراتيون أنفسهم يقولون ان بلادهم تخطت مرحلة «تمكين المرأة» إلى مرحلة «تمكين المجتمع من خلال المرأة»، وهو ما وضح من كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، الذى قال إن دولة الإمارات تفوقت إقليميا فى المساواة بين الجنسين، وفقا لأحدث تقارير المنتدى الاقتصادى العالمى، الذى أوضح أن 49.3 % من سكان الإمارات هم من النساء، اللواتى يشكلن بدورهن نسبة 66% من سوق العمل فى الدولة، مع الأخذ فى الاعتبار أن ثلثى القوى العاملة فى الحكومات (الاتحادية والمحلية) من النساء، منهن خريجات الجامعات، ومنهن ثلث مجلس وزراء دولة الإمارات، مضيفا أن النساء يشكلن أيضا نسبة 38% من القوى العاملة فى القطاع المصرفى، مشيرا إلى أنه لا مجال للحديث عن الأمية فى الإمارات التى انخفض فيها معدل الأمية النسائية إلى 7.3% عام 2015.

أما الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتى، فدلل على وضع المرأة فى بلاده بقوله إنه: «ما زال يذكر صورة والده الراحل الشيخ زايد، وهو جالس مع أمه الشيخة فاطمة بنت مبارك، يخبرها عن قضية ما ثم يسمع منها.. كان يستشيرها فى شئون المجتمع ككل وليس فى قضايا المرأة فقط، واليوم تأخذ والدتى على عاتقها أن تمنح الفتيات فى دولة الإمارات الفرص نفسها التى يحظى بها الشباب، فى التعليم والعمل، وفى الحقوق والواجبات كذلك».

قابلت العديد من الشبان والشابات الإماراتيات، وأخص بالذكر هنا أمانى النقبى وحسين المعلا وسارة الخاجة، من مركز الشارقة الإعلامى، وخلال نقاشات كثيرة جرت معهم، لمست لديهم اصرارا كبيرا على المشاركة فى نهضة بلادهم، ورغبة واسعة فى ان يكونوا نموذجا للشباب العربى، الذى لا يأنف من قيمه وموروثه، ولا يجد مشكلة فى التفاعل مع العالم الجديد بمعطياته وأساليبه الحديثة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved