تطبيق « TikTok» جبهة جديدة فى حرب المعلومات الصينية

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 10:40 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Nikkei Asian review مقالا للكاتب Matt Schrader تناول فيه سيطرة الحزب الشيوعى الصينى على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة تطبيق TikTok لنشر أفكارها وسياساتها وما يشكل هذا من تهديد على الدول الديمقراطية... ونعرض منه ما يلى:
TikTok هى شبكة التواصل الاجتماعى الأسرع نموًا فى العالم، وإذا لم يكن عمرك أقل من 25 عامًا، فمن المرجح أنك لم تسمع به من قبل. هذا التطبيق ــ الذى يقوم المستخدمون بنشر مقاطع فيديوهات قصيرة مسلية عليه ــ انتشر بشكل كبير بين المراهقين حول العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة والهند وبدرجة أقل اليابان.
ولكن بسبب علاقة الشركة الرئيسية المسئولة عن هذا التطبيق ByteDance بالحزب الشيوعى الصينى ــ فهى مثل أى شركة صينية أخرى تتبع الحزب الشيوعى الصينى ــ TikTok لديه القدرة على أن يكون أداة قوية فى يد الحزب لمراقبة المعلومات والتلاعب بالخطاب خارج الصين. يشير تسريب حدث مؤخرا لإرشادات تنظيم المحتوى لتطبيق TikTok لصحيفة الجارديان إلى أن هذه التلاعب يحدث بالفعل.
يجب أن تعى الدول الديمقراطية للتهديد المحتمل الذى تمثله TikTok لا سيما فى ظل تزايد شعبيته فى جميع أنحاء العالم. حث السيناتور الأمريكى ماركو روبيو مؤخرا وزير الخزانة ستيفن منوشين على إجراء تحقيقات بشأن الشركة... ويجب أن تتبنى الدول الديمقراطية الأخرى خطوات مماثلة.
***
يجب أن يتطابق المحتوى الموجود على تطبيقات وسائل التواصل مع سياسات الحزب، ويمكن للمديرين التنفيذيين الذين يفشلون فى تطبيق النظام الرقابى للحزب أن يجدوا وظائفهم وأعمالهم وحتى أنفسهم فى خطر.
حدث هذا بالفعل لـ ByteDance العام الماضى، عندما أجبرت بكين الشركة على إغلاق أحد تطبيقاتها داخل الصين بسبب إخفاقها فى مراقبة المحتوى «غير المرغوب فيه» مثل السخرية من الحزب والنكات البذيئة.
وردا على ذلك، قام الرئيس التنفيذى لشركة ByteDance «تشانغ يى مينغ» بتقديم خطاب اعتذار مؤكدا على ولائه لشى جى بينج وسياساته لحماية نفسه وشركته. ووعد «بإدخال القيم الصحيحة فى تقنية الشركة ومنتجاتها» من خلال زيادة عدد وتقوية الفريق المسئول عن الرقابة فى ByteDance وتعزيز دور الحزب الشيوعى داخل الشركة.
إن استعداد شركة ByteDance لتبنى أجندة الدعاية للحزب الشيوعى الصينى داخل الصين يمثل مشاكل واضحة للديمقراطيات لأن الحزب الشيوعى الصينى أوضح أن «سرد القصة الصينية بطريقة صحيحة» هو إحدى أهم أولويات الدعاية فى سياستها الخارجية.
وهذا يعنى إظهار الصين كشريك حميد يسعى لإقامة علاقات تعاونية ذات منفعة متبادلة، ومحو تفاصيل مثل صفقات التمويل الفاسدة فى مبادرة البنية التحتية الحزام والطريق أو معسكرات الاعتقال فى غرب الصين التى تضم مليونا أو أكثر من اليوغور.
قد يقوم تطبيق TikTok بالفعل بمراقبة المحتوى السياسى خارج الصين. قال أحد المستثمرين فى التطبيق إن هدف TikTok هو أن يظل محافظا على تركيزه على الترفيه بدلا من السياسة ــ وبالتحديد الابتعاد عن النهج الذى يتبعه الحزب الشيوعى الصينى لإدارة وسائل التواصل الاجتماعى داخل الصين.
ولكن يبدو أن إرشادات تنظيم المحتوى التى تم تسريبها إلى الجارديان تؤكد على أن مراقبى المحتوى على TikTok يقومون بمحو الموضوعات السياسية «المثيرة للجدل» من ضمنها تلك الموضوعات الحساسة بالنسبة للحزب الشيوعى الصينى.. لكن الشركة قالت إن هذه الإرشادات قد حلت محلها إرشادات جديدة ومختلفة.
وعندما سئل عما إذا كان TikTok يفرض رقابة على المحتوى المرتبط بموضوعات حساسة مثل الاحتجاجات المستمرة المؤيدة للديمقراطية فى هونغ كونغ، قال متحدث باسم الشركة فى بيان: «نحن لا نزيل مقاطع الفيديو من TikTok التى تتعلق بالاحتجاجات فى هونغ كونغ، ولا تطلب الحكومة الصينية من TikTok مراقبة المحتوى... السياسات التى تتبناها الشركة لمراقبة المحتوى لـTikTok فى الولايات المتحدة والتى يقوم بها فريقنا لا تتأثر بأى حكومة أجنبية».
ومع ذلك، لم تقدم ByteDance تفاصيل حول إرشادات تنظيم المحتوى الجديدة الخاصة بها، ورفضت أن يقوم أعضاؤها التنفيذيون بمناقشة الممارسات الرقابية الخاصة بالشركة مع مراسلى Washington Post، الذين وجدوا فى بحثهم على TikTok محتوى ضئيلًا يتعلق بالاحتجاجات المستمرة المؤيدة للديمقراطية فى هونغ كونغ.
وبالمثل، حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تسفر نتائج البحث على TikTok إلا عن محتوى ضئيل يتعلق بشركتى «NBA Hong Kong» و« Blizzard Hong Kong» وهما شركتان تتعرضان الآن لنقد قوى داخل الولايات المتحدة بسبب رقابتهم على الموضوعات الخاصة بهونغ كونغ.. على خلاف نتائج البحث التى يسفر عنها YouTube والذى أتاح الكثير من المعلومات عن هونغ كونغ.
***
إن توافق ByteDance مع الحزب الشيوعى الصينى ونهجه فى الإشراف على المحتوى السياسى يثير القلق حول إمكانية استخدام TikTok كأداة للتلاعب بالخطاب الديمقراطى أو التدخل فى الانتخابات فى الخارج.
إذا كانت الاستخبارات الصينية أو الوكالات العسكرية قادرة على إجبار TikTok على التعاون معهم، سيفتح هذا مجالا أوسع للتدخلات الخارجية والتلاعب والذى سيكون أكثر دقة وصعوبة فى الكشف مقارنة بالتدخل الروسى على Twitter وFacebook عام 2016.
لن يتطلب الأمر وجود أى من الشبكات المعقدة للحسابات المزيفة التى استخدمها الروس؛ قد يكون الأمر بسيطًا مثل التحكم فى عملية نشر المعلومات المضللة حول مرشح معين أو حزب معين على نطاق واسع، والتقليل من المحتوى المرتبط بمرشح آخر.
قد يكون من الصعب على البعض أن يروا كيف يمكن لمنصة يستخدمها «الأطفال» أن تؤثر سلبًا على الخطاب الديمقراطى. لكن فيسبوك ــ والذى كان فى ذلك الوقت مكانًا لطلاب الجامعات ــ كان حاسمًا فى الترويج لحملة أوباما فى عام 2008، وأصبحت ألكساندرا أوكاسيو كورتيز ــ وهى أصغر نائبة فى الكونجرس ــ نجمًا سياسيًا فى انتخابات عام 2018، ويرجع ذلك إلى عدد متابعيها على الانستجرام من الشباب إلى حد كبير.
قد تظهر شخصية أخرى مثل ألكساندرا على TikTok، وهى منصة قد تكون بالفعل مراقبة من جانب الحزب الشيوعى الصينى... وبالتالى من الأفضل أن تقوم الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة والهند واليابان بالتصدى إلى هذا التهديد المحتمل من الآن.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى

https://s.nikkei.com/2VZMZcd

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved