صمت وزير الإعلام

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الجمعة 21 ديسمبر 2012 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

اذا كان ما تردد بأن وزير الإعلام يقوم سرا بإعداد قائمة سوداء لمجموعة من الفنانين المعارضين لسياسة تيار الإخوان لعدم التعامل معهم فى الأعمال الفنية الجديدة التى تنتجها الشركات الحكومية، فهذا يعد مسمارا جديدا فى نعش الدراما المصرية التى تواجه تحديات كبيرة منها المناخ غير المناسب للإنتاج والتصوير وأزمة التسويق والتمويل والأجور، وسعى القنوات العربية وراء الدراما التركية واللاتينية المنافسة، والتى بدون شك أخذت من فرص الدرما المصرية الكثير.

 

أتمنى أن تكون تصريحات المصادر التى رفضت ذكر اسمها بأن وزير الإعلام أعطى تعليمات لشركات الإنتاج التى تتبع الحكومة (صوت القاهرة ــ مدينة الإنتاج الإعلامى ــ قطاع الإنتاج) بألا يستعينوا بنجوم مصر الذين لهم آراء منتقدة للتيار الذى ينتمى إليه، مهما كانت مكانة هذه الأسماء، ودورها وتاريخها الرائد فى مجال الدراما التليفزيونية.

 

حتى اللحظة لا أملك سوى صدق المصادر، وصدق ما يتردد، حتى يقوم الوزير صلاح عبدالمقصود بنفيها وتأكيد حسن النوايا بأن قطاعات الإنتاج الحكومية المصرية لا تأخذ موقفا فى إنتاجها الدرامى الجديد من نجوم ميدان التحرير، ومن معارضى الاتحادية والإعلان الدستورى ومشروع الدستور الجديد.

 

وأتساءل ومعى كثيرون: لماذا يصمت الوزير تجاه ما يحدث ويشاع ويتردد سواء فى أروقة ماسبيرو أو خارجه؟.. لماذا لم يدل برأيه فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وهو يتربع على عرش وزارة الإعلام فى مصر وهو المشهد الذى انتقده العالم، لماذا لم يقل شيئا فى المواد المتعلقة بحرية الإعلام فى الدستور الجديد، بدلا من الاكتفاء بإطلاق العنان لأسماء ووجوه من حزب الحرية والعدالة غير معنية بالشأن لتدلى برأيها المدروس والممنهج والمحفوظ عن ظهر قلب فى تلك المسألة.. لماذا لم يرد الوزير على ما يقال من إعداد قوائم سوداء وأخرى بيضاء لمبنى ماسبيرو وبرامجه التليفزيونية والإذاعية على حد سواء؟.. لماذا لم يبرر الوزير استقالات رئيس التليفزيون ونظيره بالقنوات المتخصصة؟.. لماذا لم يظهر الوزير ليبدد مخاوف إعلاميى ماسبيرو الذين تطاردهم الآن سمعة الرضوخ لسياسة الانحياز لتيار الإخوان المسلمين دون حيادية أو الوقوع فى فخ الرسالة الدعائية للاسلام السياسى؟.. ولماذا لم يعلن الوزير حتى الآن عن خريطة الإنتاج الدرامى الجديد؟ وما هى طبيعة تلك الأعمال وأبطالها؟.. وهل سيقبل أعمالا درامية من إنتاج القطاع الخاص؟ وما نوعية ما يقبل عرضه؟.. هناك ترقب كبير من المنتجين ليعرفوا موقف ماسبيرو من أعمالهم.. ولا تزال الرؤية غامضة.  

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved