العابثون بجائزة الملك فيصل

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: الجمعة 22 يناير 2016 - 11:25 م بتوقيت القاهرة

• رشح نادى القصة صاحب كتاب «الحزب الهاشمى» للحصول على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.. ورغم أن خطاب الترشيحات جاء إلى نادى القصة بطريق الخطأ.. ورغم أنه غير معنى أساسا بالقضايا الفكرية أو الجوائز الخاصة بها إلا أنه قفز على كل ذلك ورشح الرجل لهذه الجائزة الرفيعة جدا فى بلد غير مصر والمخصصة لتكريم من يخدم الاسلام وفكره وقضاياه.
• ولو أن نادى القصة اقترح تكريم «أبوجهل وأبولهب» لنيل الجائزة ما استغرب كل المخلصين والمهتمين بالشأن الاسلامى لهذا الترشيح.. فنادى القصة يعلم من هو مؤلف الحزب الهاشمى ويعلم مواقفه جيدا.. وإنكاره رسالة النبى «صلى الله عليه وسلم» ومختصر كتابه الحزب الهاشمى أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» سرق أو أخذ القرآن من أمية بن أبى الصلت.. وأنه مع بنى هاشم ألفوا فكرة النبوة لصنع مجد تليد لبنى هاشم وأن عبدالمطلب جد النبى هو صاحب هذه الفكرة.. وأن محمد اعتمد فى مشروعه هذا على خديجة كمركز اقتصادى لدعم مجد بنى هاشم فى مواجهة قبائل قريش .
• وموقف الرجل من الإسلام ومن الله سبحانه معروف.. وهو يدعى فى مجمل كتبه أن المادة هى الأول فى الوجود قبل الله.. وأن الذى يقول إن الله وجد قبل المادة فهو مثالى.. أما الذى يقول إن المادة كانت فى البداية فهو علمى وعملى.. وأن الله هو ابن الاقتصاد.. وأنه يتطور فى أذهان الناس بحسب الوضع الاقتصادى ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
• وعموما أفكار الرجل وغيره لا تعنينى ولا تهمنى وهو لا تأثير له ولا يعرفه أحد ولا يستطيع التأثير حتى فى عشرة أشخاص حتى لو جلس معهم قرنا.. ولكن السؤال الذى يلح على الجميع: ما شأن نادى القصة بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام؟! .
• أمَا كفى مصر فضيحة منح الرجل فى أيام مبارك جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية.. وكل علماء وباحثى العلوم الاجتماعية لا يعرفون شيئا عن أى إنتاج علمى رصين وصحيح له أو فكرة إضافها إلى العلم .
• وأى رسالة يريد نادى القصة أن يرسلها إلى المصريين والسعوديين والمسلمين فى كل مكان بهذا الترشيح .
• إن منح الجوائز فى أى بلد هو تعبير عن قيم معينة يراد ترسيخها فى المجتمع وتشجيعه عليها، فما القيمة العلمية التى أضافها الرجل لمجتمعه.. وما القيمة التى تتبناها الدولة حينما تمنحه التقديرية فى أيام مبارك فتتورط فى مصيبة.. ثم يريد البعض توريط الدولة فى مصيبة أخرى بطلب منحه لجائزة فى بلد آخر.. والمصيبة أن هذه الجائزة لخدمة الإسلام.. فأى إسلام ذلك الذى خدمه الرجل.. هل هو إسلام الطعن فى القرآن أم النبوة.. أم مصادمة كل بدهيات الحياة والدين والإسلام.. أم يريدون أى نكاية فى الدين وأهله.. أم ماذا؟
• والغريب أن نادى القصة ورئيسه يعلمون جيدا أن الرجل كذب على الشعب المصرى كله من قبل بادعاء حصوله على الدكتوراه، وقد تحداه عشرات الكتاب من قبل أن يظهر الشهادة ومنهم رئيس نادى القصة نفسه الذى هوجم بعنف من صبيان وسفهاء الرجل.. ولماذا يخوض النادى فى غير تخصصه ثم يرشح للجائزة من لا يصلح لها مستفزا مشاعر الناس جميعا دون مبرر.
• وإذا كان هؤلاء معجبون به هكذا فليدفعوا له من جيوبهم ولن يغضب أحد وقتها.. أما المصيبة الأكبر أنهم يريدون تكريم من يطعن فى الإسلام من أموال المسلمين ومن زكواتهم وضرائبهم.. أم أن البعض لا يخجل من دعم شخص لا يمت للعلمية ولا منهجية البحث العلمى بصلة ويدلس فى كل كتبه؟.. ولمن يريد أن يطلع على حقيقة الرجل أن يقرأ كتاب الباحث اليسارى المتعمق «الكارهون للحقيقة.. وثائق جريمة ثقافية».
• إن مصيبة العلمانية المصرية أنها لم تتعلم شيئا من دقة وأمانة وعلم وتحرى الكثير من الباحثين والعلمانيين الغربيين الذين أنصفوا الرسول «صلى الله عليه وسلم«مثل مونتجمرى وات الذى ألف ثلاث كتب عن الرسول، وكارين أرمسترونج الذى ألف أربعة كتب عن الرسول، وبرناردشوالذى مدح الرسول كثيرا ولا مارتين وغيرهم .
• أما بعض العلمانيين عندنا فقد عاشوا فى كنف الاستبداد ورضعوا من ثديه، فصاحبنا الذى يشتم الرسول، ويطعن فى نبوته يقول عن مبارك حينما عدل الدستور عام 2005 «هذا التعديل يضع مبارك إلى جوار الملك مينا موحد القطرين وبانى أول دولة مؤسسات فى تاريخ الانسانية وإلى جوار محمد على بانى مصر الحديثة».. وغيره حصدوا كل الجوائز من الطغاة أمثال القذافى وصدام حسين.. وبعضهم أخذ جائزة القذافى لحقوق الإنسان دون أن يفكر مرة: هل القذافى عرف يوما حقوق الإنسان.. فلما سقط القذافى أحرجه الكثيرون فرد الجائزة ولم تطب نفسه لرد قيمتها.
• إننى أقبل أى علمانى أوربى لأنه بوجه واحد ولدى معظمهم أمانة البحث العلمى المجرد.. أما أكثر علمانيينا فلهم وجوه عدة ويتعامل مع الدين الإسلامى وحده دون سواه بقرف واستعلاء.. ولدى بعضهم ثقافة النكاية فى كل ما هو إسلامى.. مع القفز المتواصل المتعمد من نقد التيارات الإسلامية غير المعصومة إلى نقد الإسلام نفسه.
• والغريب فى الأمر أن صاحبنا خرج فجأة ليكتشف ما لم يدركه أحد وهو أن الأزهر مؤسسة إرهابية.. دون أن يدرك ما يدركه أبسط إنسان وهو أن القرآن سيبقى خالدا.. والرسول سيظل معظما فى قلوب الملايين.. وسيحيا الأزهر ما بقيت مصـر حيـة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved