فخ لتوريط الجيش

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 22 فبراير 2011 - 9:59 ص بتوقيت القاهرة

 علينا أن نستعد ونهيئ أنفسنا من الآن ولوقت طويل أن نستمع إلى نغمة سوف تتكرر كثيرا مفادها: «لماذا لا نمد الفترة الانتقالية المخصصة لتسليم السلطة من الجيش إلى حكومة منتخبة من ستة أشهر إلى عام أو حتى عامين».

أصحاب هذه النغمة سوف يقدمون أسبابا قد تبدو منطقية لطلبهم أولها أننا نريد دستورا جديدا بدلا من تعديل بضعة مواد فى الدستور المعطل العمل به، ولذلك نحتاج وقتا اطول من اجل الدراسة والتجويد.

سيقول أصحاب هذه النغمة أيضا إن وجود الجيش فى السلطة ــ وهو مؤسسة وطنية ــ أفضل بكثير من المجازفة بإجراء انتخابات سريعة قد تأتى بقوى غير ديمقراطية مثل الإخوان المسلمين، وبالتالى فإن مد الفترة الانتقالية قد يهيئ الظروف لمناخ مختلف يفرز قوى ديمقراطية.

سيقولون أيضا إن قوى خارجية قد تستغل المناخ المفتوح الآن واندفاع الشباب لتنفيذ فوضى فى البلاد. ولذلك فالحل هو فرملة مثل هذه الاتجاهات، مما يتطلب تأجيل نقل السلطة.

المؤكد أن البعض ممن يطرحون هذا المطلب أبرياء، ويعبرون عن وجهة نظر يرونها صحيحة، وبعضهم يعتقد أن ذلك يصب فى مصلحة الوطن بأكمله، لكن المشكلة أن هناك تيارا «لئيما» يختبئ خلف هذه الافكار، بهدف إعادة عقارب الساعة للوراء، ومنع الانتقال إلى العصر الجديد.

لا يخفى على أحد أن فيلق الإعلام التابع للنظام المنهار يحاول بشتى الطرق أن «يسد الشمس بيده» ويعتقدون أنه يمكن الالتفاف حول مطالب الشباب.

سمعنا وقرأنا للبعض من هؤلاء يعيد إنتاج وترديد اسطوانة «فزاعة الإخوان المسلمين.. بل ويحاولون تخويف الناس وتصوير وجود يوسف القرضاوى وخطبته فى صلاة الجمعة بالميدان باعتبارها تشبه عودة الخومينى إلى طهران غداة انتصار الثورة الإيرانية على الشاه عام 1979.

المأساة أو الملهاة أن هؤلاء لا يصدقون أن هناك ثورة قد قامت بالفعل ونجحت، والأهم من كل ذلك انها ثورة شعب بكل فئاته وطوائفه وليست ثورة إخوان مسلمين أو إخوان مسيحيين أو إخوان برادعيين.

هذا الفيلق الإعلامى يدعى اصحابه كذبا انهم يؤيدون الثورة، بل نرى بعضهم يزايد ويشتط فى سب ولعن كل رموز النظام القديم من حسنى مبارك حتى عامل البوفيه فى الحزب الوطنى المحترق.

معظم هؤلاء لا يدركون أن أيامهم صارت معدودة وأى نظام جديد سوف يلفظهم حتى بمنطق انه يريد أهل الثقة، لذلك فهم يلعبون لعبتهم الأخيرة.. يروجون الشائعات ويروعون الناس ويلعبون على قلة الوعى لدى بعض القطاعات.

من حسن الحظ أن المؤسسة العسكرية تؤكد كل يوم انها زاهدة فى السلطة ولا تريدها، وتتمنى تسليمها لحكومة منتخبة اليوم قبل الغد.

ندرك ذلك تماما، لكن نحذر من أن هذا الفيلق أو التيار «المختبئ» خلف شعارات جديدة يمارس كل الحيل، ويحاول ان يختلق اسبابا قد تقود لتطورات تجهض تنفيذ الجدول الزمنى لتسليم السلطة للمدنيين.

يا أيها الشباب.. ويا كل الشرفاء.. سوف تسمعون وتشاهدون الكثير من الألاعيب.. هناك أكثر من مسيخ دجال بينكم.. فخذوا حذركم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved