شكرًا لأخبار اليوم.. شكرًا للشروق
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأربعاء 22 أبريل 2015 - 9:20 ص
بتوقيت القاهرة
مبدئيا، آسف جدا أننى سأتحدث اليوم فى شأن يبدو فى جزء كبير منه شخصى، فى حين أنه من المفترض أن هذه المساحة ينبغى أن تركز على كل ما يشغل عموم الناس وهموم الوطن. لكن «عشمى» أن تكون الكلمات التالية مرتبطة بظروف المهنة والكتابة أيضا.
مساء الاثنين الماضى، كرمتنى مؤسسة أخبار اليوم عبر جائزة مصطفى وعلى أمين بعد أن منحتنى جائزة أفضل مقال صحفى لعام ٢٠١٤، ضمن مجموعة من الأساتذة والزملاء، أبرزهم الكاتب الكبير الأستاذ صلاح منتصر الذى فاز بجائزة شخصية العام.
الحضور كان مميزا، خصوصا فى ظل وجود رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب الذى قدم لى الجائزة، والأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأخبار، والأستاذ محمد الهوارى رئيس مجلس إدارة الجائزة، وصفية مصطفى أمين، إضافة إلى وزراء التموين والشباب والصناعة والصحة والكهرباء والفريق أول عبدالعزيز سيف الدين رئيس الهيئة العربية للتصنيع ونخية من كبار الشخصيات العامة.
اليوم وجدتها فرصة لأشكر الله سبحانه وتعالى على جائزة حب الناس أو على الأقل غالبيتهم، وهى فعلا أهم جائزة يمكن أن يحصل عليها أى شخص فى أى مجال. عندما يقابلك أكثر من شخص من أول المواطن البسيط إلى الوزير إلى الخفير، ويقول لك إنه يقدرك ويحترمك بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه معك فى الرأى المكتوب فى الصحيفة أو المذاع فى الفضائيات، فتلك نعمة لا نهائية فى ظل انفلات القيم وشيوع مبدأ الصراخ والسب والقذف والشتائم.
أشكر مؤسسة أخبار اليوم على هذا الاختيار ثم التكريم الذى أظهر لى حب وتقدير جزء كبير من الناس.
لكن الشكر الأكبر ينبغى أن يكون لمؤسسة الشروق. قد يكون غير مفهوم أن يشكر الصحفى المؤسسة التى يعمل فيها، لكن من المهم أن يصل الشكر إلى من يستحقه فعلا.
لولا منبر الشروق الحر والمحترم والمستقل ما كان لهذا المقال أن يخرج إلى النور كل صباح بلا توقف تقريبا منذ الأسابيع الأولى لانطلاق الشروق فى أول فبراير ٢٠٠٩.
أتذكر تماما أن المهندس إبراهيم المعلم سألنى مداعبا فى بدايات صدور الجريدة، وقال لى:« إنت مبتعرفش تكتب ولا إيه؟ »، ضحكت وقلت له : سأحاول.
من يومها لم أتوقف إلا ثلاث أو خمس مرات، منها يومان عندما كنت أؤدى فريضة الحج، وأشهد الله أن إدارة الشروق لم تتدخل فى أى يوم من الأيام فيما أكتب، لم يطلب منى أحد أن أجامل فلانا أو أهاجم علانا، لم ير أحد ما أكتبه إلا بعد النشر، وهذه شهادة حق أيضا تحسب للمهندس ابراهيم المعلم وللزميل والصديق العزيز عمرو خفاجى رئيس التحرير السابق الذى تشرفت بالعمل معه مديرا للتحرير حتى تسلمت المهمة منه فى يونيو ٢٠١٢.
مناخ الحرية الذى تتمتع به الشروق هو الذى جعل الجميع يعبر عن رأيه بكل حرية طالما أنه فى إطار القانون والدستور.
أتذكر أن المرة الوحيدة التى غضب فيها المهندس إبراهيم المعلم، عندما كتبت مقالا فى عام ٢٠١٠ ــ بحكم أننى زملكاوى ــ قلت فيه إن الأهلى يفوز بالطريقة نفسها التى كان يفوز بها الحزب الوطنى فى الانتخابات.
وبعد نقاش اكتشفت وقتها أننى مخطئ، لأنه لا يمكنك أن تهاجم كيانا كبيرا فى المطلق اسمه الأهلى أو أى كيان آخر، بل يمكن أن تنتقد مدربا أو إداريا وليس كل الكيان.
شكرا لكل الزملاء فى الشروق الذين أتاحوا لى عبر أخبارهم وأفكارهم ونقاشاتهم أن أعبر عن نفسى بهذه الطريقة، وشكرا لإدارة الجريدة على انفتاحها على كل الآراء، والشكر الأكبر إلى القراء الذين يتفاعلون مع هذه الكلمات اتفاقا أو اختلافا.. المهم أن يتم كل ذلك فى إطار من الرقى والاحترام، فلا سبيل للتقدم إلا عندما نؤمن فعلا بالرأى والرأى الآخر.