لجنة كينج ــ كرين 1919: «ماذا لو» وجد سلام الشرق الأوسط؟

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الأربعاء 22 مايو 2019 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة Charged Aaffairsمقالا للكاتبة «كارولين روز» تلقى فيه الضوء على ورشة العمل التى عقدت فى معهد لندن للشرق الأوسط والتى تناولت موضوع لجنة كينج ــ كرين الأمريكية والتى كانت مهمتها محاولة رسم مستقبل لمنطقة الشرق الأوسط بعد سقوط الخلافة العثمانية.

فى عام 1919، أرسل الرئيس الأمريكى ويلسون هنرى كينج وتشارلز كرين، إلى منطقة الشرق الأوسط، وكانت مهمتهما هى مسح المنطقة لمعرفة أسلوب الحكم الذى يود قاطنوها أن يعيشوا فى ظله، وهى مهمة أتت فى إطار سياسات ويلسون وإيمانه بحق الشعوب فى تقرير مصيرها ورسم حدود واضحة لها.

وكان رسم الخرائط فى الشرق الأوسط أحد أسباب النزاعات الطائفية والإثنية والسياسية المعاصرة. وجذبت العلاقة بين العنف والحدود اهتماما كبيرا من الخبراء الذين يتطلعون إلى دراسة اللحظات الفارقة فى تاريخ الشرق الأوسط حيث تتنافس الإرادة الوطنية وفرص السلام والتأثيرات الإمبريالية لتحديد مصير رسم الخرائط فى المنطقة. ويشير المؤرخون إلى اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916، ومعاهدة سيفر لعام 1920، واتفاق بلفور لعام 1917، ومراسلات مكماهون ــ حسين المشئومة فى 1915ــ1916، كأمثلة على الخضوع للمصالح الإمبريالية. حيث إنه فى أعقاب الحرب العالمية الأولى عقدت سلسلة من الاتفاقات تعكس البراعة السياسية الدقيقة فى ذلك الوقت، وصورت مسار الشرق الأوسط على أنه مصير «حتمى» تقريبًا مدفوعًا بالتصرف الإمبريالى.

خروج لجنة كينج كرين إلى النور
إن لجنة كينج ــ كرين عام 1919، هى من أكثر الأحداث إثارة فى تاريخ بلاد الشام فى القرن العشرين.

تم إنشاؤها فى عهد الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون، واهتمامه بحق تقرير المصير بعد الحرب. وقامت الولايات المتحدة بتشكيل لجنة مشتركة بين الحلفاء مع إيطاليا وفرنسا وبريطانيا العظمى للتحقيق وتقييم التطلعات الوطنية فى سوريا الكبرى (أى ما يعادل فلسطين الحديثة وسوريا وجنوب تركيا ولبنان). ومع ذلك، قبل أشهر من تنفيذ خطط اللجنة فى يونيو 1919، تراجعت القوى الأوروبية عن الخطة خوفًا من التناقض مع اتفاقيات سايكس بيكو ومراسلات مكماهونــحسين. وكانت اللجنة واحدة من أهم المحافل التفاعلية للولايات المتحدة مع العالم العربى فى القرن العشرين، واستقبل الوفد الأمريكى بشكل إيجابى من قبل السكان المحليين. حيث نظر السكان العرب إلى اللجنة كفرصة أولى لتقرير المصير والاحتجاج ضد الإمبريالية، والضغط من أجل ملكية دستورية، وضمان حق المواطنة على قدم المساواة بين الهويات الطائفية والاثنية.

وعندما اختتمت اللجنة أعمالها فى أغسطس 1919، اعترض التقرير الرسمى على تقسيم سوريا الكبرى إلى ولايات خاضعة للسيطرة الأوروبية وإنشاء دولة صهيونية فى فلسطين، وبدلا من ذلك تم اقتراح دولة لبنانية تتمتع بحكم شبه ذاتى وسوريا خاضعة للمراقبة الأمريكية، وكلاهما يحكمهما نظام ملكى دستورى.

وعلى الرغم من تسليم التقرير النهائى إلى البيت الأبيض فى سبتمبر 1919، فإن النتائج التى توصل إليها لم تتحقق على أرض الواقع؛ حيث أصيب الرئيس بوعكة صحية فى أوائل شهر أكتوبر وتغيرت ديناميكية مؤتمر فرساى بشكل كبير، ما أدى إلى فرض الانتداب البريطانى على فلسطين فى يونيو 1920. إن لجنة كينج كرين لعام 1919 هى دراسة حالة مهمة فى مسار بديل للشرق الأوسط، وتستحق المزيد من الاستكشاف والتحليل للإجابة عن تساؤلات ظلت عالقة وتُركت دون إجابة فى الأوساط الأكاديمية والسياسية.

وفى كلمات كتبها بنفسه فى ثلاثينيات القرن المنصرم، يقول تشارلز كرين إن «المصالح التى وقفت بوجه التقرير، خاصة اليهودية والفرنسية، نجحت فى إقناع الرئيس ويلسون بألا ينشر التقرير بحجة أن الأمريكيين لن يضطلعوا بأى مسئولية مستقبلية فى فلسطين، وهو ما جعل التقرير مُهملًا فى النهاية بأرشيف وزارة الخارجية».

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسي

النص الأصلى:

https://bit.ly/2JOKKVk

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved