مصر وإعمار غزة

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 22 مايو 2021 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

ما إن اعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعمار غزة، انهالت الأصوات المؤيدة كما انهالت الأصوات المعارضة، فالاصوات المؤيدة هى المؤيدة تقليديا لكل ما هو فلسطينى على اعتبار أنهم إخوة لنا وقضيتهم هى قضيتنا الأولى منذ أكثر من سبعين عاما ومصر دفعت كثيرا من المال والدم من أجل هذه القضية التى استحوذت على حياة أجيال كانت شابة وشاخت ومازالت القضية حية ومتداولة ولذا فالكثيرون يؤيدون تخصيص هذا المبلغ الكبير نوعا ما لإعمار غزة.
أما المعارضون فيقدرون أن المبلغ أولا كبير وكان يفضل صرفه على احتياجات المصريين خاصة الطبقتين المتوسطة والدنيا اللتين تمثلان شريحة كبيرة من الشعب المصرى. خاصة أن الفلسطينيين بفصائلهم المختلفة وانقساماتهم أضاعوا حقهم وأُضعفت قضيتهم وعلى سبيل المثال أن حماس التى أقامت إمارة إسلامية إخوانية إرهابية على بوابة مصر الشرقية تسببت فى كثير من الألم للمصريين على مدى تاريخها ولا داعى هنا التذكير بالتفاصيل فقد سُكب كثير من الدم والحبر على حد سواء بسببهم لولا حكمة الدولة المصرية الواعية.
أما اليوم ورغم الاعتراضات والتساؤلات فقد انحازت القيادة السياسية «للإنسان» الفلسطينى بدون النظر إلى انتماءاته السياسية والذى يحتاج إلى المأكل والمشرب والمشفى والبيت والمدرسة وإعادة البنية التحتية التى انهدمت وباختصار إلى حياة كريمة فى هذا المربع المكتظ بالسكان «غزة» وأذكر أن الدنيا هاجت عندما سحبت الولايات المتحدة أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب مساعداتها للفلسطينيين «من الأونروا» التابعة للأمم المتحدة. فبالأولى أن تكون مصر فى مقدمة الدول التى تساهم فى إعمار غزة وشعبها.
فتحية للقيادة السياسية والسيد الرئيس لهذه المساهمة السخية التى ستساهم فى بناء «الإنسان» خاصة الأطفال الذين يأخذهم الذعر كل ليلة جراء الغارات الإسرائيلية والذين هم أول الضحايا فى أى معركة ولمن يستطيع مد يد العون للإخوة فى غزة فليفعل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved