مستقبل مصر فى طريق الضبعة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 22 مايو 2022 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

وأنت تسير فى صحراء جرداء صفراء اللون، فجأة تجد نفسك وسط حقول خضراء ممتدة على مدد الشوف.
فى نحو السابعة من صباح السبت الماضى كنت فى طريقى إلى مشروع «مستقبل مصر» بدعوة كريمة من القوات المسلحة.
تحركت من وسط البلد ومنها إلى كورنيش شبرا، ثم أخذنا محور روض الفرج المتجه إلى الضبعة، هذا المحور صار شديد الأهمية خصوصا للمتجهين مباشرة إلى الإسكندرية ومطروح، ولا يريدون مواجهة الزحام على المحور القديم المتجه لزايد وأكتوبر. على طريق المحور الجديد هناك زراعات قديمة فى القرى الزراعية ابتداء من الوراق وصولا إلى نهايات الزراعات المروية بمياه نهر النيل، وبعدها هناك بعض الأراضى المستصلحة على طريق الإسكندرية، وحينما يبدأ أول طريق الضبعة يعود لون الصحراء الأصفر مرة أخرى، لكن وبعد مسافة قصيرة تبدأ الألوان الخضراء تظهر على استحياء، ومن الواضح أنها أراضٍ مستصلحة من قبل مواطنين ومستثمرين.
ثم وبعد نحو أربعين كيلومترا من التقاطع مع طريق الإسكندرية الصحراوى تكتشف أن هناك مساحات شاسعة من اللون الأخضر، فى هذه اللحظة تعرف أنك وصلت إلى بدايات مشروع «مستقبل مصر» الذى تشرف عليه القوات الجوية.
فى هذا المكان وكما عرفنا من المقدم بهاء الغنام المدير التنفيذى للمشروع فهو أحد المكونات الأساسية للمشروع الأكبر «الدلتا الجديدة». وفى الفترة من يوليو ٢٠١٧ وحتى نوفمبر ٢٠٢١ فإن ما تم استصلاحه حتى الآن وصل إلى نحو ٣٥٠ ألف فدان بواقع ٥٠ ألف فدان عام ٢٠١٨ و١١٠ آلاف عام ٢٠١٩، و٢٠٠ ألف عام ٢٠٢٠ إضافة إلى عشرة آلاف فدان شرق طريق مصر ــ الإسكندرية الصحراوى، وطبقا للمستهدف فسوف تصل مساحة الأراضى المستصلحة فى يوليو ٢٠٢٤ إلى مليون وخمسين ألف فدان فى حين أن المستهدف للدلتا الجديدة أن تصل إلى 2.5 مليون فدان.
وخلال العرض طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من القائمين على المشروع أن يتم اختزال الوقت للانتهاء من المشروع خلال عام وليس عامين.
وكما عرفنا من الرئيس وبقية المسئولين فإن تكلفة الفدان الواحد كانت تصل قبل الزيادات الأخيرة إلى ما بين ٢٠٠ إلى ٢٥٠ ألف جنيه.
كما أن هذه المساحات استهلكت ١٢٥٠ ميجا كهرباء، والسؤال الذى سأله الرئيس: ماذا كان سيحدث لو لم يتم تنفيذ هذه المشروعات الضخمة فى السنوات الماضية؟
الـ ٤٠٠ ألف فدان وإذا تم زراعتها قمحا فسوف تنتج نحو مليون طن من القمح، وبالتالى سيوفر ذلك على مصر الكثير من العملة الصعبة، ثم إن القمح قد لا يكون موجودا فى الأسواق العالمية فى ظل الأزمة الأوكرانية والتعطل والبطء فى سلاسل الإمدادات العالمية.
المياه المستخدمة فى هذا المشروع لرى الزراعات كلها مياه جوفية حتى الآن، وبالتالى لم يتم استخدام قطرة واحدة من حصة مصر من مياه النيل فيها حتى الآن، وهناك مشروع عملاق لترعة الدلتا الجديدة التى شرح تفاصيلها اللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهو مشروع عملاق آخر سوف أناقشه لاحقا إن شاء الله.
مشروع الدلتا الجديدة يتضمن العديد من البيانات والمعلومات والأرقام التى قيلت يوم السبت الماضى، وتحتاج جميعها إلى قراءة مفصلة وتحليلية، ويكفى أن نعرف مثلا أن طول المشروع يصل إلى ١٢٢ كيلومترا على طريق الضبعة، وعلى عمق ٢٢ كيلومترا، وهناك تخطيط لأن يزيد العمق إلى ٦٠ كيلومترا، حينما يتم استكمال المشروع ليصل إلى ٢٫٥ مليون فدان تمثل نحو ربع مساحة مصر الزراعية التاريخية.
ما رأيته يوم السبت مشروع كبير يستحق القائمون عليه كل التقدير، وكل ما أتمناه ان تتحول بقية الوعود التى قيلت يوم السبت إلى واقع فى أقرب الآجال حتى نستطيع سد الفجوة الزراعية التى تعانى منها مصر وتزيد على١٠ مليارات دولار سنويا (نحو ٢٠٠ مليار جنيه)، أى ما يقرب من ٢٠٪؜ من ميزانية الدولة، وهذا الرقم على عهدة وزير الرى الأسبق الدكتور محمد نصر علام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved