رواندا على شفا حرب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الأربعاء 22 يونيو 2022 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Global Security.org مقالا بتاريخ 17 يونيو للكاتب جون بايك تناول فيه دعم رواندا لحركة 23 مارس المتمردة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإجراءات الكونغو لمواجهة هذا التمرد... نعرض من المقال ما يلى.

دعا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدى، إلى عقد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع فى البلاد يوم الأربعاء قبل الماضى، عقب استيلاء قوات حركة 23 مارس على بلدة بوناغانا، على الحدود مع أوغندا.
وفى وقت متأخر من ذلك اليوم، صرح وزير الاتصالات الكونغولى باتريك مويايا اتخاذ المجلس عدة إجراءات منها «أولا، مطالبة رواندا على الفور بسحب قواتها، التى تعمل تحت غطاء جماعة إم 23 الإرهابية، من الأراضى الكونغولية. وثانيا، أن تعلق حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية جميع بروتوكولات الاتفاقات والاتفاقيات المبرمة مع رواندا».

وأشار الكاتب إلى أن من بين تلك الصفقات التى سيتم تعليقها صفقة عُقدت فى يونيو 2021، تسمح لشركة التعدين الكونغولية المملوكة للدولة (Sakima SA) وشركة (Dither) الرواندية بتعدين وتنقية الكولتان فى شرق الكونغو، «من أجل حرمان الجماعات المسلحة من عائدات هذا القطاع»، كما ذكرت صحيفة ذا نيشن الكينية اليومية. بالإضافة إلى إلغاء اتفاقية لمكافحة التهرب الضريبى والازدواج الضريبى وأخرى لتعزيز الاستثمار الآمن، وتأتى بعد أن حظرت الكونغو شركة الطيران الوطنية الرواندية «رواند إير» من الهبوط فى أراضيها فى وقت سابق من هذا الشهر.

على الصعيد الآخر، نفت رواندا دعمها حركة 23 مارس، التى تنحدر قادتها من جماعة التوتسى فى شمال كيفو بالكونغو التى قاتلت لسنوات ضد مجموعات الهوتو المرتبط اسمها بالإبادة الجماعية للتوتسى عام 1994 فى رواندا.
وفقا للمشروع الذى تموله وزارة الأمن الداخلى الأمريكى المتعلق بدراسة الصراع العنيف، فإن «العلاقة بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا تتأرجح بين الصراع المفتوح والتعاون السرى».

لسنوات، تم تهدئة حركة 23 مارس من خلال اتفاق سلام مع الكونغو، لكنها عاودت التمرد فى أواخر العام الماضى، مدعية أن الاتفاقات التى تدعم تسريحها لم يتم الوفاء بها. فى الشهر الماضى، بدأت التوترات تتصاعد بعد سلسلة من الحوادث فى شمال كيفو بالكونغو، بما فى ذلك اتهام رواندا بإطلاق صاروخين على أراضيها، مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص، واختطاف جنديين روانديين من قبل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، ولكن تم التفاوض على إطلاق سراحهم من قبل الرئيس الأنجولى جواو لورينكو.

ونقل الكاتب عن الجنرال الكونغولى سيلفان إكنجى، المتحدث باسم الحاكم العسكرى لإقليم شمال كيفو، تصريحه عن رواندا عقب استيلاء حركة 23 مارس على بوناغانا «إذا كانت تريد الحرب، فإنها ستكون حربا»، مضيفا: «لن يحتل أحد سنتيمترا واحدا من أراضينا».

فى الآونة الأخيرة، عبر أحد جنود القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية حدود رواندا وبدأ، حسبما ورد، فى إطلاق النار بشكل عشوائى على الروانديين القريبين منه، مما أدى إلى إصابة ضابطى شرطة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الجندى قُتل بالرصاص على مسافة 25 مترا داخل الأراضى الرواندية وعادت جثته إلى الكونغو فى وقت لاحق من ذلك اليوم.

سعى الرئيس الأنجولى مع الرئيس الكينى أوهورو كينياتا إلى تهدئة التوترات بين جيرانهم، خشية تجدد أعمال العنف، عندما غرق جزء كبير من القارة فى صراع كارثى يُشار إليه على نطاق واسع باسم «الحرب الأفريقية العالمية». تسببت ميليشيات قوة الهوتو فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية فى اندلاع تلك الحرب، التى أدت إلى إسقاط حكومة زائير آنذاك بالإضافة إلى انقسام جمهورية الكونغو الديمقراطية المولودة حديثا نتيجة لقتال قبلى، مدعوم من قبل قوى أجنبية للسيطرة على الموارد المعدنية الثمينة. ننتقل بعد ذلك لعرض النتائج المتوقعة جراء تلك الحرب الدامية، حيث توفى نحو 5.4 مليون شخص بين عامى 1996و 2008، مات معظمهم إما بسبب المرض أو الجوع.

دعا كينياتا، الذى يترأس مجموعة شرق إفريقيا الإقليمية (EAC)، يوم الخميس الماضى، إلى نشر قوة حفظ السلام التابعة لمجموعة شرق إفريقيا فى مقاطعات إيتورى وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية «لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وفرض السلام دعما لقوات الأمن فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. بالتنسيق الوثيق مع بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية».
فى غضون ذلك، حاول تشيسكيدى الالتفاف على الرئيس الرواندى بول كاغامه، وحث رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون على «الاستفادة من نفوذه» على كاغامه فى أعقاب توقيعهم على صفقة لندن لترحيل طالبى اللجوء إلى رواندا فى وقت سابق من هذا العام.

النص الأصلى هنا

ترجمة وتحرير: وفاء هانى عمر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved