رينجرز فى الدرجة الرابعة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 22 أغسطس 2012 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

اختصر الجميع خروج الزمالك من بطولة أفريقيا فى سوء إدارة النادى، وفى ضعف مستوى اللاعبين وغياب روحهم المعنوية. وقال حمادة طلبة لاعب الفريق الجديد إن عدم سداد المستحقات المالية للاعبين وراء الخروج.. وكلها أسباب صحيحة، لكنها ليست كل الأسباب. ولذلك أضيف عليها، التفرقة فى المعاملة وعقد صفقات لا تصلح، وتحمل النادى لراتب لاعبين لا يلعبون، بجانب أزمة الثقة، وتعدد الأجهزة الفنية، وضياع بطولة الدورى التى كانت فى يد الفريق، وسقوط النادى فى صراعات انتخابية مريرة طوال سنوات.. وعندما نجمع هذا كله دون أن نطرح منه. سنصل إلى نتيجة لا خلاف عليها: هى حالة كرة القدم فى الزمالك الآن ولاحظ أن الأمر يختلف بالنسبة للعبات الأخرى فى نفس النادى، تحت نفس الإدارة، وبنفس المشاكل العامة.

 

كرة القدم فى الزمالك تحتاج إلى ثورة تعنى بالتفاصيل. من غرف ملابس اللاعبين، وكيف تكون مرتبة، ومن يسمح بدخولها ومن لا يسمح له. إلى طريقة سداد راتب وقيمة العقود، وتسويق المباريات، وعدالة التعامل مع الجميع دون تفرقة، وكيفية المحافظة على قدسية الملعب الذى يتدرب فيه الفريق فلا يكون مشاعا لمشجعين أو إعلاميين. وكيف يستثمر اسم الزمالك. وتنظم له مباريات خارجية.

 

هناك أمور دقيقة وبسيطة لها فعل السحر. وأذكر منها على سبيل المثال أن أستراليا استقبلت رياضييها الذين شاركوا فى دورة لندن الأوليمبية بحرارة على رغم تحقيقهم اسوأ نتيحة فى الألعاب منذ 20 سنة..

 

هذه المساندة مطلوبة دائما وقد فعلها جمهور الزمالك، وصبر من قبل وعليه أن يفعلها دائما ويصبر.. وفى قصة رينجرز الأسكتلندى التى جاءت فى تقرير للوكالة الفرنسية، أكثر من درس بهذا الشأن، وفى شأن القانون وعدالته، واحترام النظام مهما كان الأمر.. فقد تابع 49118 متفرجا (لاحظ العدد بالضبط وعقبالنا) مباراة جلاسكو رينجرز مع ايست ستيرلينج التى انتهت بفوز الأول 5/1، ليسجل رينجرز رقما قياسيا لحضور إحدى مباريات الدرجة الرابعة.. وقال مدرب رينجرز إلى ماكويست: «انه امر لا يصدق. لا يمكنك سوى ان تتقدم فى ظل هذا الدعم الكبير من المشجعين».

 

وكان رينجرز، بطل اسكتلندا 54 مرة والذى تأسس عام 1872، اسقط إلى الدرجة الرابعة بسبب مشاكل مالية الموسم الماضى لارتفاع ديونه إلى 166 مليون يورو..

 

الدعم والمساندة ولو فى الدرجة الرابعة. هو أحد الدروس. (بعد الشر على الزمالك، والشر هو الدرجة الرابعة طبعا).. أما القانون واللوائح فقد طبقت على واحد من أعتى فرق أسكتلندا وشعبيته جارفة، ولها جذور دينية، ومع ذلك لم يقف هذا أمام القانون.

 

سيبقى الأمل فى الشباب وفى الأجيال القادمة كى تنهض الرياضة وتنهض مصر.. لكن هناك أشياء لا تحتاج إلى مال قارون كى تتحسن أحوالنا. ولكنها تحتاج إلى عقول يقظة وإلى ضمير صاحى، ومن أخطر مشاكلنا الاجتماعية والرياضية أننا نعتبر أبسط عمل معجزة، ونعتبر أداء الواجب.. «اختراع يا كوتش».. وإذا كنا نرى فى صناعة الحلاوة الطحينية اختراعا وننشر ذلك بين الأطفال، فإننا يوم نخترع العجلة سنعلن الحرب على أمريكا..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved