براءة عمر سليمان

أحمد الصاوى
أحمد الصاوى

آخر تحديث: السبت 22 سبتمبر 2012 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

ليس أمامك حل سوى أن تصدق د.ياسر على المتحدث باسم الرئاسة، دعك من تندر البعض عليه بوصفه بـ «النافى الرسمى»، لكنه فى النهاية مسئول عن نقل أفكار مؤسسة الرئاسة للرأى العام وتفسير قراراتها والرد عنها، وعندما يقول ياسر على إن قسم الرئيس الجديد لجهاز المخابرات العامة، ليس جديدا وموجودا فى القانون منذ عهد السادات، وتحديدا فى فى عام 1972، فحاول أن تستمع إلى حديثه بمزيد من حسن النية.

 

الآن عرفنا من ياسر على إن رؤساء المخابرات من عهد السادات وحتى عهد مرسى يقسمون بالولاء لرئيس الجمهورية تحديدا، وأن الرئيس مرسى الذى من المفترض أنه «منتمٍ» لثورة قامت على قوانين فاسدة تختزل الدولة فى شخص الحاكم، يريد أن يحترم القانون ويلتزم بالقوانين التى ورثها وينفذها بحذافيرها فيصبح القسم للرئيس، ويصبح كل الميراث القانونى لمبارك الذى للمفارقة كثيرا ما تظاهر ضده الرئيس مرسى شخصيا، أشياء جيدة وضرورية ولابد منها.

 

إذا كان ذلك كذلك.. هل تؤدى ممارسات الرئيس وتفسيرات المتحدث باسمه إلى رد كثير من الاعتبار لمبارك وأركان نظامه، فرئيس الثورة كما كان مبارك يقترض من صندوق النقد الدولى، وينفذ روشتة الصندوق والبنك الدوليين اقتصاديا، ويعتقد أن الطوارىء ضرورة، ويروج رجاله ووزراؤه إنها مذكورة فى القرآن، ويفض الاعتصامات بالقوة، ويسعى ووزراؤه وحكومته إلى تجريمها قانونيا. كان رجال أمانة السياسات يقولون إن الشعب غير مؤهل للديمقراطية.. وأصبح رجال مكتب الإرشاد يقولون إن مشروع النهضة يحتاج إلى شعب واعٍ ومؤهل، كانت مشكلة الديمقراطية فى الشعب فى عهد مبارك، وأصبحت مشكلة النهضة فى الشعب أيضا فى عهد مرسى، بقيت السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى عهد مبارك منحازة ضد الفقراء ومازالت فى عهد مرسى، رفض نظام مبارك الضرائب التصاعدية ويرفضها نظام مرسى، رفض نظام مبارك فرض ضرائب على الأرباح الرأسمالية المتولدة دون إنتاج من المضاربات المالية ويرفض مرسى كذلك، ويستمر فى دعم رجال الأعمال من جانب وفى خطط رفع الدعم عن الفقراء من جانب آخر.

 

إذا لمبارك حسنات كثيرة كما ترى بما أن الرئيس مرسى يسير على ذات نهجه، ولا يجد داعيا للتغيير ويدافع ورجاله عن ذات السياسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى كان يتخذها مبارك، هل هذا رد اعتبار لنظام قامت عليه الثورة أم محاولة من نظام الثورة أن يقيم تجربة مبارك بموضوعية فيقول للثوار إن سياساته لم تكن كلها خرابا فى خراب كما كنا نعتقد.

 

لكن فيما يخص حديث ياسر على عن قسم رئيس المخابرات بالولاء الكامل للرئيس، هل نعتبر ذلك تبرئة رئاسية لعمر سليمان، إذا كان رئيس المخابرات ولائه للرئيس أعلى من الولاء للوطن، فلماذا تلومون عمر سليمان أن كان رجلا «صادقا» أبر بقسمه الذى من المفترض أنه أداه أمام مبارك، وضرب «مثالا يحتذى» فى تقديم الولاء للرئيس على الولاء للوطن، وشراء رضا الرئيس على حساب رضا الشعب.

 

حسب كلام ياسر على، يصبح عمر سليمان رجلا مخلصا للقسم وللمهمة الوظيفية التى يحددها القسم فى القانون، أداها بكفاءة وتفانى وتجرد واخلاص.. وربما يستحق عليها التكريم أيضا.

 

السلطويون ملة واحدة

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved