بومبيو يثير الجدل حول مقاطعة إسرائيل واصفًا المقاطعة بـ «سرطان» معاد للسامية

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الأحد 22 نوفمبر 2020 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتبين كارول موريللو وستيف هندريكس، تناولا فيه أبرز تصريحات بومبيو التى أثارت جدلا واسعا خلال زيارته لإسرائيل وردود الأفعال الواسعة من الحركات والمنظمات الدولية بشأن هذه التصريحات... نعرض منه ما يلى:
أثار إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الخميس بأن حملة المقاطعة ضد إسرائيل بمثابة معاداة للسامية مما أدى إلى إشعال نقاش حاد حول ما إذا كانت الحركة تعبيرا سلميا عن حرية التعبير أم هى محاولة لنزع الشرعية عن وجود إسرائيل ذاته.
ظهر بومبيو أمام الصحفيين مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدس، وشبه بومبيو المقاطعة بالسرطان وقال إن معاداة الصهيونية هى بطبيعتها معادية للسامية. من جانبهم، يسعى المدافعون عن حركة المقاطعة BDS، حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، إلى الضغط على الدول والجامعات والشركات لمقاطعة إسرائيل وسحب استثماراتهم فيها ومعاقبة إسرائيل إذا لم تقدم تنازلات لصالح الفلسطينيين.
تعهد بومبيو بأن إدارة ترامب ستقطع الدعم الحكومى عن أى منظمات تشارك فى حركة المقاطعة قائلا لنتنياهو: «سنتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التى تشارك فى سلوك المقاطعة البغيض وسنسحب دعم الحكومة الأمريكية لمثل هذه المجموعات». وأضاف: «الوقت مناسب الآن، نريد أن نقف مع جميع الدول الأخرى التى تعترف بأن حركة المقاطعة كالسرطان، ونحن ملتزمون بمكافحتها». وعلى الرغم من أن بومبيو لم يحدد الجماعات التى يمكن استهدافها، إلا أن هذه الخطوة قد توقف الأموال عن الذهاب إلى المنظمات الفلسطينية وحقوق الإنسان.
قال بومبيو أيضا: إن وزارة الخارجية ستصدر مبادئ توجيهية جديدة بحيث يتم وضع علامة على جميع السلع المصنوعة فى مناطق الضفة الغربية التى تسيطر عليها إسرائيل والمصدرة إلى الولايات المتحدة على أنها «منتج من إسرائيل» أو «صنع فى إسرائيل».
***
أثار الإعلانان الجدل واتضح أن الغرض من وراءهما أبعد من مجرد جولة وداع رمزية قام بها بومبيو عبر أوروبا والشرق الأوسط فى الأسابيع الأخيرة لإدارة ترامب.
معظم الدول تعتبر الضفة الغربية، التى تم الاستيلاء عليها مع مرتفعات الجولان وقطاع غزة فى حرب عام 1967، أراضى محتلة يجب تحديد وضعها النهائى عن طريق المفاوضات. وقالت الولايات المتحدة إن عقودا من المحادثات المتقطعة لم تحقق الكثير، لذلك اتجهت واشنطن إلى تبنى وجهة النظر الإسرائيلية معلنة أن اعتبار هذه الأراضى جزءا من إسرائيل ما هو إلا قبول للأمر الواقع على الأرض.
وقال بعض النقاد إن تصريحات بومبيو جاءت كدعم للإنجيليين المؤيدين لإسرائيل مما يضمن تأييدهم له فى حال ترشحه للرئاسة فى 2024.
من جانبه، قال آرون ديفيد ميللر، الزميل الأول فى مؤسسة كارنيجى لـلسلام الدولى ومحلل ومفاوض سابق لشئون الشرق الأوسط فى وزارة الخارجية أن: «رحلة بومبيو إلى إسرائيل ــ الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وتصريحه بشأن المنتجات ووصف المقاطعة بالسرطان ــ توضح الكثير عن تطلعاته السياسية فى عام 2024». وأضاف: «مع بقاء 60 يوما قبل تنصيب الرئيس الجديد، لماذا يأخذ أى شخص وزير الخارجية أو هذه التصريحات على محمل الجد؟».
وصف بومبيو المطلب الجديد الخاص بتسمية المنتجات الإسرائيلية ــ المصنوعة فى الضفة الغربية ــ بأنها منتج من إسرائيل بـ«نهج السياسة الخارجية القائم على الواقع» لإدارة ترامب.
وقال يوجين كونتوروفيتش، مدير مركز الشرق الأوسط والقانون الدولى بجامعة جورج ميسون، الذى قدم المشورة لبومبيو بشأن الأهمية القانونية لتسمية المنتجات الإسرائيلية: «إن التسمية ليست اعترافا بالسيادة أو خطوة نحو الضم».
وأضاف: «طلبت الولايات المتحدة تسمية مثل هذه المنتجات على أنها «صُنعت فى إسرائيل» حتى عام 1995، ولم يتبادر إلى ذهن أحد أن هذا يتعلق بالسيادة، بل مجرد حقيقة وأمر واقع».
تعتبر إسرائيل حركة المقاطعة BDS تهديدا لوجودها، بالرغم من أن لها تأثيرا ضئيلا على الاقتصاد الإسرائيلى.
كما أشاد ياكوف بيرج، صاحب مصنع نبيذ بساجوت الذى زاره بومبيو، بأهمية الإعلان. وقال: «عشنا سنوات عديدة ونحن نشعر بأننا، فى مستوطنة يهودا والسامرة، لصوص، وأننا احتللنا أرضا، وأننا أخذنا أرضا من شخص ما».
وقال بيرغ إن زيارة بومبيو وإعلانه عن المنتجات الإسرائيلية: «يظهر بشكل لا لبس فيه أننا عدنا إلى الوطن». وأضاف: «يمكنك أن تقرر ما سيكون، لكن لا يمكنك تجاهل حقيقة أن هذه الأرض هى المكان الذى عاش فيه اليهود منذ 2000 عام».
***
لكن العديد من المحللين فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى قالوا إن تصريحات بومبيو تزيد من صعوبة تحقيق السلام.
حيث قال جيريمى بن عامى، رئيس J Street، وهى جماعة ليبرالية تصف نفسها بأنها مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة للسلام: «من الواضح أن إدارة ترامب تستخدم فترة البطة العرجاء (الفترة المتبقة للرئيس ترامب فى منصبه) لمساعدة المستوطنين الإسرائيليين على محو التفرقة بين إسرائيل نفسها والأراضى التى تحتلها، بينما تجعل من الصعب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وحل النزاع». وأضاف: «ومع ذلك، لا شىء يقوله أو يفعله وزير الخارجية يؤكد أن الإدارة الجديدة ستمتنع عن فرض معارضة أمريكية قوية للاحتلال والتوسع الاستيطانى غير القانونى والضم الزاحف فى الضفة الغربية».
كما أعربت عدة مجموعات عن استيائها من التصريحات واتهمت بومبيو بتضييق الخناق على حرية التعبير. فوصفت JVP Action، الذراع السياسية والدفاعية لمنظمة الصوت اليهودى من أجل السلام، تصريحات بومبيو بأنها «محاولة أخيرة» لحماية الحكومة الإسرائيلية من المساءلة.
وقالت المجموعة: «بصفتنا منظمة يهودية ومؤيدة للمقاطعة، نعلم أن حركات المساواة والعدالة والحرية هى تعبيرات عن التضامن، ليس فقط للفلسطينيين ولكن أيضا لليهود». واستطردت قائلة: «التنظيم من أجل الحرية الفلسطينية ليس ــ ولم يكن أبدا ــ معاديا للسامية».
أرييل جولد، يهودية أمريكية مُنعت من دخول إسرائيل فى 2018 بسبب نشاطها فى حركة المقاطعة (BDS) قالت إنها شعرت «بالفزع» من تصريحات بومبيو.
وقالت: «فى حين أن التصنيف الكاذب لحركة المقاطعة على أنها معادية للسامية لن يغير حقيقة أن حركة المقاطعة هى تكتيك غير عنيف ومشروع، إلا أنها تخاطر بعرقلة الجهود الرامية إلى الاعتراف بمعاداة السامية الحقيقية».
وأخيرا، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن التصريحات تسعى إلى تشويه سمعة أى جماعات تنتقد تصرفات الحكومة الإسرائيلية.
إريك غولدستين، القائم بأعمال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى هيومن رايتس ووتش قال: «للأمريكيين تاريخ طويل فى دعم حركات المقاطعة السلمية لتعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، مثل حركة الحقوق المدنية فى ولاية ميسيسيبى أو تلك المناهضة للفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا». وأضاف: «ليس لدى إدارة ترامب أى مصلحة فى محاولة تقييد BDS لأنها تدعم بالفعل حركات مقاطعة».

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved