وردة لرجال الشرطة

معتز بالله عبد الفتاح
معتز بالله عبد الفتاح

آخر تحديث: الأحد 23 يناير 2011 - 9:11 ص بتوقيت القاهرة

 أمطرنى كثيرون برسائل إلكترونية عن وقفة احتجاجية ينوون القيام بها يوم 25 يناير أمام وزارة الداخلية. وقد بدا من رسائل بعض الشباب المتحمس أنهم يتحسبون من رجال الأمن الذين يعتقدون أنهم سيسومونهم سوء العذاب.

ولى وجهة نظر مختلفة، فطالما أن هذه الوقفة الاحتجاجية قد تقررت من قبل البعض، وأنها واقعة لا محالة، فلماذا لا تكون رسالة مودة من الشباب الراغب فى مطالب مشروعة من قبيل إلغاء حالة الطوارئ أو رفع الحد الأدنى للأجور أو إعادة انتخابات مجلس الشعب إلى رجال الأمن الذين سيستفيدون قطعا إن تحققت هذه المطالب؟

هل يتصور عاقل أن رجال الشرطة سعداء بأنهم فى حالة استنفار شبه دائم لمحاصرة المحتجين هنا وهناك؟ لا ينبغى أن يشكل المحتجون أى تهديد لرجال الشرطة فى يوم عيدهم. بل على العكس، لا بد من تقديم التحية والتقدير لهم من قبل هؤلاء الشباب فى يوم نتذكر فيه جميعا كيف مات شهداء من أبطال الشرطة البواسل دفاعا عن الوطن يوم 25 يناير 1952 ضد الجيش البريطانى فى الإسماعيلية.

لابد أن يرى رجال الشرطة الشرفاء الذين سيكونون موجودين يومها أن شباب الوطن ليسوا أعداء للوطن وإنما هم جميعا شركاء فى وطن واحد نعيش فيه ويعيش فينا.

لماذا لا تحمل بعض اللافتات كلمات تحية وتقدير لكل رجل شرطة يقوم بواجبه ويقدم من جهده ما يحمى به الوطن والمواطنين؟

هل الحد الأدنى للأجور لن يفيد رجال الشرطة؟ قطعا سيفيدهم، لماذا لا تعلن اللافتات والشعارات هذا المعنى بوضوح؟

إن وردة فى يد كل متظاهر تقدم لضابط أو عسكرى ستعنى رسالة مودة وتقدير ورغبة فى حياة كريمة للجميع، وستكسر الصورة الذهنية لدى البعض بأن المتظاهرين أعداء الوطن يريدون شرا به وبالقائمين عليه.

المصريون جميعا فى حاجة لأن تحل لغة الاحترام والتقدير محل لغة البلطجة والعنف. التظاهر السلمى حق وفقا للدستور الذى يقول: «للمواطنين حق الاجتماع الخاص فى هدوء غير حاملين سلاحا ودون حاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة، والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة فى حدود القانون».

إذن، إذا كان الشباب لا محالة فاعلين، فليكسبوا احترام الجميع مدنيين وضباطا وجنودا من أجل وطن واحد نعيش فيه بكرامة جميعا. ولتحتجوا ومعكم وردة لكل رجل شرطة.

قال تعالى: «ادفع بالتى هى أحسن، فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved