سنة أولى بابا فرنسيس

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: الأحد 23 مارس 2014 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

«أتوا بالبابا من آخر العالم»، هذه كانت الكلمات الأولى لقداسة البابا فرنسيس قبل سنة من شرفة كاتدرائية القديس البطرس يوم انتخابه، منذ الدقائق الأولى دخل إلى قلب الناس خاصة عندما طلب بركاتهم وها هو اليوم يمر عام على اعتلائه السدة البطرسية وقد اعتبرته مجلة التايم رجل العام لأنه غير أسلوب الكنيسة وتقربها للناس، فالبابا لم يغير عقائد الكنيسة ولكن بكلماته البسيطة والعميقة لمس العقول والقلوب فأسلوبه أن يذهب إلى الناس خاصة الأكثر فقرا واحتياجا ليقدم روحا جديدا فى صفوف المؤمنين ولا يعتلى برجا عاليا بل هو من الناس وللناس كما أراد يسوع المسيح كنيسة بين البشر ناشرة رسالة الإنجيل وهى المحبة لكل الناس دون تفرقة بسبب جنس أو دين أو عرق أو مستوى اجتماعى.

وقد نجح فى اجتذاب أنظار الناس إلى الكنيسة الكاثوليكية التى ربما عرض عنها الكثيرون فذهب إلى السجن ليغسل أرجل المسجونين منهم إمرأة ورجل مسلم، علامة للمصالحة وها هو يطالب الأساقفة والكهنة والرهبان أن يعيشوا ببساطة وتواضع، معمقين رسالتهم وموجهينها نحو خدمة الآخر. وها هو يقتحم المواضيع الشائكة مثل الفضائح الأخلاقية ويوقف أكثر من أربعمائة كاهن ويأمر بالشفافية الكاملة لبنك الفاتيكان ويستعين بعلماء اقتصاد ليسوا من الإكليروس لإدراته وتقديم النصائح المالية للكرسى الرسولى ويعين نساء فى مراكز مهمة داخل إدارة الكنيسة.

وها هو يمد يد الأخوة للكنائس الكاثوليكية الشرقية التى يهتم بها اهتماما كبيرا تجعله يقول «الشرق لن يخلو من المسيحيين وستعمل فى سبيل ذلك»، ويصلى مرارا وتكرارا من أجل السلام فى العراق ومصر وسوريا التى تدخل بقوة لدى قادة العالم حتى يجنبها هجوما امريكيا عليها عندما ظهرت الأسلحة الكيمائية، هجوما كان سيدمر ويحرق ويقتل الكثيرين بدون ذنب لهم كما ينوى أن يزور الأراضى المقدسة والأردن فى مايو القادم.

وها هو يستقبل بترحاب شديد فى 10 مايو الماضى 2013 قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الكرسى الإسكندرى للأقباط الأرثوذكس واعدا بمد الجذور والانفتاح نحو هذه الكنيسة الشقيقة بل زيارة مصر. وها هو يفتح صفحة جديدة مع الأزهر الشريف فيرسل رسالة شخصية للإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لتعود المحبة إلى ينابيعها وقد زار البابا جزيرة لامبادوزا التى تستقبل كثيرين من المهاجرين غير الشرعيين وأغلبهم من البلاد الإسلامية طالبا وصارخا بحسن استقبالهم ومساعدتهم وقبولهم فى البلاد الغربية الأكثر ثراء وعلما.

ها هو البابا أيضا يعين ثمانية كرادلة، أغلبهم من الدول النامية لمساعدته فى الإصلاحات داخل الدواوين الفاتيكانية وطريقة إدراتها فالبابا يرى أنه جاء الوقت على الكهنة أن تنتقل من الإدارة المركزية إلى شراكة الكنائس المحلية وإعطائها مزيدا من الحرية لمجامعها الأسقفية. هذه هى بعض سمات السنة الأولى لقداسة البابا فرنسيس هذا الرجل الذى أتانا من بعيد ولكن فتح الأبواب لروح جديدة حتى يجدد كل إنسان إيمانه بالله وتزيد محبته لأخوه فى الإنسانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved