«دوم حكى».. على هذه الأرض ما يستحق البهجة
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الخميس 23 أبريل 2015 - 9:35 ص
بتوقيت القاهرة
الحياة ليست بهذا القدر من السوء الذى نتخيله، هناك ما يستحق البهجة.
مساء الأحد الماضى، تلقيت دعوة كريمة من الدكتورة منى النامورى، أستاذ الأدب الإنجليزى، لحضور عرض حكى «بينج بونج» لمجموعة «دوم حكى».
مجموعة الحكى هم كتاب وكاتبات ورشة «شيست» للكتابة الأدبية التى تشرف عليها الروائية سحر الموجى منذ عام ٢٠١٢ فى مؤسسة «دوم للثقافة».. الورشة بها خمسون كاتبا وكاتبة، هدفها إيجاد مساحات تواصل بين الكتاب لتنمية أدوات الكتابة والنقد، أو تشجيع التفكير النقدى، كما قال الكاتب المتميز خالد الخميسى خلال تقديمه للأمسية.
جلسنا مع جمهور يصل إلى نحو مائة شخص فى حديقة «JWT» بالزمالك، وبدأ الحكى من خلال ١١ مبدعا، غالبيتهم من الفتيات تحت الخامسة والثلاثين.
البداية كانت لميرا هانى عادل، التى حكت نصا كتبت عنوانه «الهند أم العجايب» عن البحث الأبدى عن الحبيب النموذج، قالت فى بدايته «ليل وشوق ونجوم.. وحبيبى وسط غيوم».
ثم حكت شيرين بدر عن «الخوف» وثقافة الخوف المهيمنة على المجتمع، خصوصا المرأة، المطلوب منها دائما أن تصمت ولا تسأل وتكتم خوفها. «شيرين» على ثقة بأن الخوف يختفى تماما فى اللحظة التى يكتشف فيها المرء أنه قادر على المواجهة.
النص الثالث كان بعنوان «سوء تفاهم» لشريف الهوارى، حكاه أحمد سعد الذى يتميز بأداء درامى تمثيلى عال جدا.
أما نادين بيومى، فحكت عن «طنط إعصار»، هذا النموذج النسائى الطاعن فى السن والأقرب إلى صورة «الحماة» الذى يحول حياة الزوجة فى البيت إلى جحيم، ولم يخْلُ الحكى من كوميديا راقية.
عمر سامح، الذى تولى مهمة التنسيق بين الفقرات، حكى نصا بعنوان «أوركسترا» عن «الآلات، خصوصا آلة النفخ، والآلات التى تؤدى واجبها تجاهك بما يليق بك كمواطن. عليك ان تختار الصمت التام أو تقوم بإلقاء المايسترو من قفاه، الصمت معناه الموت، الحياة قاسية جدا، لكن المهم ألا تنكسر روح الإنسان، ورفض الوحش هو ألا نتحول إلى وحوش، الرسم على الصخر يستحق المعاناة، والحياة تستحق المقاومة، والمقاومة تستحق أكبر امتنان فى الدنيا».
أما رشا نشأت، فحكت فى «طبق نعناع» عن الناشط الذى قتل عبثا برصاصتين فى الرأس خلال إحدى المظاهرات.
وحكت مى حمدى فى نص «فرح» عن عبثية الحياة أحيانا، ومأساة أن يكون عنوان عملك مثلا أمام مديرية أمن الجيزة بعد إغلاق كل الشوارع حولها، لكن كل ذلك يهون أمام براءة ودهشة وشقاوة طفلة صغيرة اسمها فرح.
أما ياسمين رأفت، فحكت عن حفلة « مارسيل» بصورة جذابة لتنتهى إلى أن الوجع العربى كله واحد من مصر إلى سوريا مرورا بفلسطين.
وعاد أحمد سعد ليحكى عن نصه الخاص بعنوان «غادة» قائلا: « فى معمعة الحياة يا تقاوم.. يا تاخد ديل الجلابية على قفاك وتجرى».
أما رانيا زهرة، فحكت فى «وردة حمرا» عن هوس الفتيات الدائم بنموذج رشدى أباظة وأحمد رمزى وعمر الشريف.
وفى نص «نوت بوك» حكت كارول عقاد عن المشاعر التى تتبخر مهما نحاول التمسك بها، وختمت بالقول «أحد أنواع المقاومة هو تكسير الأشكال الثابتة أو خلخلتها بالأسئلة».
وختمت سحر الموجى الأمسية بنص من إبداعها هو «وحياة عينيك» يدور حول سؤال «ما هو الإغراء، ولماذا هو مرتبط بالجسد أو بالملابس، وهل الإغراء موجه لشخص بعينه أم هو حالة أم طاقة تظهر فى وقت معين؟.
تقول الموجى «أحب أنوثتى فهى همزة وصلى مع الحياة»، وهى ليست بالتعريف السطحى المتداول، بل بلمس جسم الحياة، وتختم الموجى نصها بأن الإغراء يتحقق فى انعدام الخوف، وأن يمتلئ القلب بثقة غير مشروطة».
وعند هذه اللحظة يبدأ الجميع فى غناء رائعة شادية «وحياة عينيك وفداها عنيا».
وأنا خارج من المكان قلت لنفسى: لا خوف على هذا البلد طالما فيه مثل هذه المواهب والطاقات.. هؤلاء جسد هادر من الحب والوطنية والتميز.. والسؤال: كيف يمكن استيعابهم وتمكينهم للعبور بنا من حالة الإحباط التى نعيشها؟!