ملك منتخب..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 23 أبريل 2018 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

** عندما أعلن مقدم حفل جوائز رابطة اللاعبين المحترفين عن فوز محمد صلاح بجائزة أحسن لاعب فى البريمير ليج، وقف أكثر من ألف لاعب ومدعو فى قاعة فندق جروفنر هاوس تحية لملك ليفربول الذى حقق فى موسمه الأول مع فريقه إنجازا بدا كأنه قصة فيلم أو مشاهد من حلم. وقد كانت تلك واحدة من المرات النادرة فى التاريخ التى ينتخب فيها ملك ويتوج على العرش بكل حب وتقدير وترحاب وإعجاب.

** اختار محمد صلاح للفوز بجائزة أحسن لاعب فى البريمير ليج اللاعبين المشاركون فى مختلف مسابقات الدورى الإنجليزى ويمثلون 92 ناديا، وهو أمر فريد فى الجوائز أن يختار مجموعة من المنافسين أفضل المنافسين.. فالاختيار هنا ليس لجمهور تحكمه العواطف والأهواء. وليس لنقاد وخبراء تحكمهم قواعد صماء وإنما هم زملاء وقع اختيارهم على زميلهم الأول. ويذكر أن هناك مسابقة أخرى لاختيار أحسن لاعب فى البريمير ليج وتنظمه فى شهر مايو من كل عام الشركة الراعية للمسابقة.

** تحدث يورجين كلوب مدرب ليفربول عن صلاح وداعبه وقال له: احضر بالجائزة فنحن أمامنا مباراة مهمة يوم الثلاثاء». وسأل مقدم الحفل صلاح عن مباراة روما وماذا تمثل له، فأجاب بأنه سعيد باللعب فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا ممثلا لفريق كبير مثل ليفربول وفى مواجهة فريق كبير أيضا هو روما الذى يحتفظ فيه بصداقات رائعة وذكريات جميلة».
** تحدث صلاح أيضا عن الجائزة وقال تعقيبا على وصفه بأنه أول لاعب مصرى يفوز بتلك الجائزة: «أتمنى ألا أكون الأخير. لقد عملت بجد من أجل هذا اليوم». وأضاف: «إنه شرف عظيم لى أن افوز بجائزة أحسن لاعب فى البريمير ليج خاصة أنها باختيار اللاعبين». وتحدث عن تجربته فى تشيلسى وقال إنه لم يحصل على فرصة حقيقية، وحين غادر إنجلترا كان فى ذهنه حلم العودة والنجاح فى الدورى الإنجليزى وأضاف: عدت شخصا مختلفا، ورجلا مختلفا ولاعبا مختلفا».

** ما حققه صلاح وما يحققه دفع البعض للحديث عن نجوم سابقين وأيهم يستحق لقب الأفضل على مدى تاريخ الكرة المصرية. فهل هو محمود الخطيب أم محمد أبوتريكة أم محمدصلاح؟
فى تاريخ كرة القدم فى مصر العديد من الأسماء والمواهب منذ عرف المصريون اللعبة. ولا يمكن مقارنة أجيال فى أزمنة وظروف مختلفة. فلكل زمن نجومه وأبطاله ورواده. ومقاييس ومعايير التميز فى العصر تختلف من جيل إلى جيل، ولا شك أن محمد صلاح هو بطل عصره، لأنه يلعب فى أوروبا وفى أحد أفضل الأندية وفى أقوى دورى. وهو جزء من لوحة متكاملة بشعبها وجماهيرها وكرتها وقوة تلك الكرة. واللوحة مشهودة ومحل متابعة من جانب ملايين المصريين والعرب من خلال التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى. بينما فى زمن حسين حجازى كان الفوز بمباراة خبرا يتوارى بجانب أخبار بورصة القطن. وفى الستينيات كانت مباريات كرة القدم تقرأ فى الصحف. فلا مجال هنا للمقارنة بين نجوم دائرة ضيقة محدودة بنجم دائرة محيطها الكوكب كله.

** مبروك لمحمد صلاح انتخابه ملكا متوجا على عرش الكرة الإنجليزية مجاورا ملكة غير منتخبة لبريطانيا..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved