دراما رمضان تحت اختبار كورونا

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 23 أبريل 2020 - 8:10 م بتوقيت القاهرة

هل تستطيع دراما رمضان هذا العام ونجومها أن تفرج عن مكنون البهجة والشعور بحياة أخرى تسرى فى وجدان الجمهور الذى انفرط منه الإحساس بالسعادة فى ظل تداعيات أزمة «كورونا» ولحظاته الصعبة، خلال الفترة الماضية، أم تعمق من شعوره بالكآبة ومتاهة ساعات الحظر الطويلة؟
إن كتاب الدراما ومخرجيها ونجومها فى اختبار صعب هذا العام، وهم يقدمون هذه الجرعة الكبيرة من الحكايات والأنماط والنماذج البشرية بسلبياتها وإيجابياتها.. بخيرها وشرها.. فهل تحمل أفكارهم الدرامية شهادات حقيقية لواقع الإنسان المصرى والعربى.. إيا كان شكل هذا الواقع؟ أم أنهم يكتفون برؤى تلهو وتعبث بمشاعره.. ماضيه وحاضره؟
هل يطرحون روشتة علاج مختلفة ممتدة المفعول لأمراض العصر والمجتمع أم يكتفون باستعراض المرض حتى تصل درجة الإحساس بالألم إلى ذروتها؟.
المشهد بدأ فى جزء من صورته عبثيا ومثيرا للشفقة لقد سمعنا هذا العام عن مشاحنات كثيرة بين نجوم الأعمال حول وضع أسمائهم وصورهم على تترات المسلسلات، و«بروماتها» ودخل المشهد الدرامى ذروته قبل أن يبدأ، والواقع أنه وعلى مدى التاريخ لم يرتبط التوهج والبريق ولا حتى النجومية بمكانة وضع الأسم، فكم من نجوم تألقوا واستمروا دون احتلالهم المكانة الأبرز على الافيشات أو التترات، تأثيرهم أرتبط فقط بما قدموه من أدوار وشخصيات وهو ما ينبغى أن يشغل بال الممثل لا شىء غيره، فالمكانة تصنعها قيمة ما تقدمه.
نتمنى أن نتجاوز هذا المشهد العبثى ونشاهد بصدر رحب ودون أفكار مسبقة ما يطرحه النجوم فى أعمالهم، فنحن ننتظر سباقا حميميا فى جودة الفكر واللغة الفنية وإبهار الصورة، وروعة الأداء.. ننتظر آهات إعجاب وليس آهات ندم.. ننتظر نضجا ووعيا.. لا اقتباس وتقليدا ونمطية وتكرارا وغفلة.. ننتظر شخوصا درامية إنسانية حية نتوحد معها تجعلنا نعيد قراءة أنفسنا، وتعيدنا إلى منطقة «الحلم» مرة أخرى بعد أن ضللنا الطريق إليه، خاصة وأن هناك جزءا آخر من الصورة بوجود أعمال محفزة على مشاهدتها ومنها بالقطع مسلسل « الاختيار « الذى يعيدنا إلى البطولات الوطنية، والاحساس بقيمة الانتماء لتراب هذا الوطن الغالى، الذى شهد ولا يزال كثير من التضحيات من أجل أن ننعم بالأمان، وأعتقد أننا سوف نشاهد مباراة نوعية فى التمثيل بين أمير كرارة وأحمد العوضى، وكذلك مسلسل «النهاية» الذى يبحر بنا إلى تجربة عالم الخيال العلمى فى الدراما فى مجازفة يوسف الشريف، ونحن ننتظر، وتجربة نيللى كريم فى «100وش» التى ترتدى فيها عباءة مختلفة بعيدا عن الميلودراما المؤلمة، وأيضا «الفتوة» لياسر جلال الذى أثبت تفوقه خلال الأعوام السابقة يقتحم هذه المرة منطقة شائكة ستدخله فى مقارنات.
وهناك تجارب أخرى ستحظى بنصيب من المشاهدة بحكم التعود ومنها «فلانتينو» عادل امام، الذى يحظى بجماهيرية عريضة، و«خيانة عهد» ليسرا، بينما ستكون تجربة الثنائى نبيلة عبيد ونادية الجندى «سكر سادة» فى حالة ترقب، وإن كانت أغنية التتر الرائعة التى تقدمها بعزوبة وأمل نانسى عجرم قد مهدت لهما الطريق.
إن المشهد الدرامى هذا العام سيكون سلاحا ذا حدين، فقلة عدد الأعمال ستكون فرصة كبرى لمشاهدة جيدة ومركزة، سواء على شاشة التليفزيون أو المنصات الإلكترونية، وخاصة فى ظل الجلوس فى المنازل وبالتالى سيكون النجوم تحت المجهر منهم ما سيقفز خطوات إلى الأمام بتميزه وقدرته على إبهار المشاهدين ومنهم ما يتراجع إلى الخلف؛ لأنه ربما أخذ فرصة أكبر منه دون أن ينضج بعد، أو قولب نفسه فى نمط واحد مكرر.
خالد محمود

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved