الطوفان المنتظر

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأحد 23 أغسطس 2009 - 6:11 م بتوقيت القاهرة

 هل يستطيع طوفان دراما رمضان هذا العام أن يفرج عن مكنون البهجة والشعور بحياة أخرى تسرى فى وجدان المواطن، أم ستزيده اكتئابا، وتعمق من جراحه وشعوره باليأس والمتاهة، وتجعله يفيق ليلته ولسان حاله يقول «مفيش فايدة»؟.

إن كتاب الدراما ومخرجيها ونجومها فى اختبار صعب، وهم يقدمون هذة الجرعة الكبيرة من الحكايات والأنماط والنماذج البشرية بسلبياتها وإيجابياتها.. بخيرها وشرها.. فهل تحمل أفكارهم الدرامية شهادات حقيقية لواقع الإنسان المصرى والعربى.. إيا كان شكل هذا الواقع؟ أم أنهم يكتفون برؤى تلهو وتعبث بمشاعره.. ماضيه وحاضره؟

هل سيطرحون روشتة علاج مختلفة وممتدة المفعول لأمراض العصر والمجتمع أم سيكتفون باستعراض المرض حتى تصل درجة الإحساس بالألم إلى ذروتها؟.

لقد سمعنا هذا العام شعارات كثيرة وكبيرة طرحها صناع الدراما على صفحات الجرائد وعبر الفضائيات حول القضايا التى يطرحونها فى أعمالهم والتى زادت جرعة الدعاية عنها، وكل منهم أقسم أن عمله سيقيم الدنيا ولا يقعدها، وأن دوره سيمثل انقلابا فنيا فى حياته.. ونحن ننتظر كيف سيأتى مشهد الطوفان الدرامى الذى تكلف ملايين الجنيهات.. ننتظر سباقا حميميا فى جودة الفكر واللغة الفنية وإبهار الصورة، وروعة الأداء.. ننتظر آهات إعجاب وليس آهات ندم.. ننتظر نضجا ووعيا.. لا اقتباسا وتقليدا ونمطية وتكرارا وغفلة.. ننتظر شخوصا درامية حية تجعلنا نعيد قراءة أنفسنا، وتعيدنا إلى منطقة «الحلم» مرة أخرى بعد أن ضللنا الطريق إليه.

فهل يمكن أن نشاهد قصصا نصدقها؟.. هل يمكن أن نشاهد شخوصا إنسانية، لا هى ملائكية، ولا شيطانية.. نحن ننتظر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved