تنابلة كرة القدم

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 23 أغسطس 2012 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

●● أحب طبعا أن تعود كرة القدم، لأن الرياضة عملى والصحافة الرياضية مهنتى.. ولو كنت مهندسا أو طبيبا أو أعمل بالسياحة لدافعت عن عملى، ويدهشنى أن البعض يتبرأ من المهنة، وينافق الذين اغتالوا اللعبة، ولا يمانع بأن يجلس عاطلا لا يعمل.. لكن بقدر هذه الرغبة فى عودة النشاط، كنت أتمنى أن نستغل فترة توقفه التى استمرت سبعة أشهر فى تغيير وجه الرياضة وكرة القدم بدلا من البكاء على أطلال اللعبة. فلا تمت معالجة كارثة استاد بورسعيد، ولا أحد تمت معاقبته حتى الآن. ولا طورتم الملاعب. ولا بحثتم عن شباب جديد يعمل فى الصناعة ويبادر ويبدع فيها. أنتم يا من يهمهم الأمر لم تفعلوا شيئا إطلاقا.

 

●● أضطر مرة أخرى إلى المقارنة بين التنابلة وبين الذين يعملون ويفكرون ويجتهدون. فمثلا الدورى الإنجليزى الذى بيعت حقوق بثه محليا وإقليميا وعالميا بمبلغ خرافى تجاوز 3 مليارات جنيه إسترلينى، يشهد إقبالا كاملا فى كل مبارياته، والتذاكر المبيعة تعد من أهم عناصر الدخل للأندية، لاسيما التذاكر الموسمية. كما أن مدينة صغيرة مثل ليرس فى بلجيكا التى يصل تعدادها إلى 35 ألف نسمة، يحظى فريقها الذى يملكه ماجد سامى وشركة وادى دجلة، بتأييد جماهيرى فى كل مباراة بمتوسط 14 ألف مشجع، ويكون ملعب الفريق فى معظم مبارياته ممتلئا.. بينما يصل متوسط عدد جماهير الأهلى أكبر وأعرق الأندية المصرية والعربية والأفريقية إلى أربعة آلاف متفرج فى كل مباراة.. أليس هذا رقما مخزيا ومخجلا ويستحق من إدارة الأهلى، ومن إدارة الرياضة وكرة القدم بحث أسبابه وفهمها وعلاجها؟

 

●● جزء من الأسباب أن مشاهدة مباراة فى ملاعبنا تهذيب وإصلاح، وتربية وتعذيب للمشاهدين الذين يوضعون فى الأسر، ويساقون دخولا وخروجا بصورة مهينة كأنهم فى سجن.. ثم لا ماء ولا طعام، ولا نظام، وإنما زحام، وهرج، وتهريج.. بينما ناد صغير فى بلجيكا (معلش يا ماجد) يحقق إيرادا يزيد على 40 ألف يورو من كل مباراة يخوضها على ملعبه، ويتابعها أنصاره باحتفالية، وأصحاب التذاكر الموسمية يتابعون اللقاء وهم يتناولون طعام الغداء أو العشاء كأنهم فى مسرح.

 

●● هل يا ترى فكرتم فى رفع المعاناة عن جماهير كرة القدم بجد، وهل فكرتم فى تسويق تلك المباريات وجلب أنصار جدد وهل فكرتم فى جعل مباراة الكرة متعة للمتفرج؟

 

عندما ناقشت هذا الأمر مع إدارات أندية ومتخصصين، كان ردهم:

 

«الجمهور تغير، أصبح عدوانيا، وغاضبا لأتفه سبب وبلا سبب أحيانا.. وهى ظاهرة عربية، وآخر أحداثها انفلات جماهير النجم الساحلى فى مباراة الترجى، وعنف وشغب جماهير المريخ فى مباراة الفريق مع الهلال المنافس التقليدى..».

 

●● إذن أنتم ترون أن نستسلم للفوضى والعنف والخروج على القانون والنظام العام، وإن كنتم ترون ذلك فلماذا تطالبون الدولة بمقاومة الفوضى والخروج على القانون وقطع الطرق.. إذن انتم لا تريدون لنا أن نتحرر من هذا المستنقع.. إذن انتم لا تصلحون لمواقعكم، ويجب أن ترحلوا.. هيا ارحلوا.

 

●● للأسف مساحة المقال لا تكفى لعرض كل الأسماء.. أخشى أن أنسى اسم واحد من تنابلة كرة القدم!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved