هذه الدراما المصرية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

كانت مباراة بين الأهلى وصن شاين بطل نيجيريا. كانت التوقعات أنها ستكون مباراة عادية خالية من الدراما. إلا أن جموعا من الرياضيين قرروا أن نعيش إثارة الدراما المصرية التى نصدرها إلى إقليمنا ووطننا العربى. فخرجوا فى مظاهرة، يطلق عليها هذه الأيام، وقفة احتجاجية، من باب التخفيف، ومن باب التبسيط. والمبدأ العام فى هذه الأيام أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يفل الاحتجاج إلا الاحتجاج. ومضت المسيرة حتى الاتحادية. وقد باتت المنطقة شديدة الزحام، لكثرة الوقفات. إذ يقف سائقو الميكروباص، ويقف موظفو الحكومة، ويقف الذين يعارضون عودة نشاط الكرة، ويقف الذين يطالبون بعودة نشاط الكرة. 

 

 خرجت مظاهرة الرياضيين عن مسارها. وهو ما رفضه نجوم كبار. وتجلت الإثارة أمام البارون. الفندق الذى يقيم به فريق صن شاين. وأخذنا نتابع التهديد بمنع الفريق الضيف من التوجه إلى ملعب الدفاع الجوى.. أو استاد 30 يونيو، وهو عيد الدفاع الجوى الذى شهد اكتمال ملحمة حائط الصواريخ فى الجبهة أثناء حرب الاستنزاف، واحدة من حروب الكرامة المصرية.. وكان التوجه إلى فندق لاعبى صن شاين خطأ، وعقابا للأهلى، وافتعالا لمعركة بين مصريين.. وهذا كله مرفوض.. متى نستريح من تلك الفوضى؟!

 

 المهم أن الأهلى فاز فى مباراة سهلة كانت نزهة. وهو أمر جميل أن تلعب ويتفرج عليك خصمك. وأجمل من ذلك أن يظل خصمك لمدة 45 دقيقة كاملة مقتنعا بأن التسديد على مرمى الأهلى عيب أو حرام. حتى جاءت الفتوى من نيجيريا بين الشوطين بجواز التسديد والتهديد. فرد صن شاين بفرصتين تصدى لهما القائم وشريف إكرامى، وذلك بعد خمس فرص وهدف للأهلى فى الشوط الأول.. وبعد فرصة سادسة فى الشوط الثانى.

 

 لعب الأهلى 45 دقيقة جيدة. وكان سلاحه هو التمرير واللعب من لمسة واحدة، وتألق الشاب جدو، والأسطى غالى، وكذلك كان أداء حسام عاشور مميزا، فهو تقدم وساند وتأخر ودافع. وبالتمرير تفوق الأهلى. وبالتحرك المستمر نجح الفريق فى الاختراق بالتمرير.. وعندما نستعين بما يطبقه فريق برشلونة كى تصل الرسالة مبسطة، فإن ذلك لا يعنى أبدا أن الأهلى هو برشلونة. فلو كان، لكان منتخب مصر هو البرازيل.

 

 أما الذين يتعجبون من غضب لاعبى صن شاين أو خوفهم من التظاهرات والاشتباكات، وطلقات الرصاص، فإن كل الفرق المصرية تغضب فى رحلاتها الإفريقية من الطيران الشاق، والإقامة الصعبة، والحرارة الشديدة ومن البرودة الشديدة.. ومن أرض الملعب، ونقص الأكسجين، وزيادة ثانى أكسيد الكربون.. (إلخ.. إلخ.. إلخ)!

 

 مواجهة دولة الترجى شىء يختلف تماما عن صن شاين. لأن الفريق التونسى يملك الخبرة، والمهارات الفردية والجماعية. وعنده ملكة الهجوم المضاد كما جاءت فى كتاب الكرة الإيطالية.. والأهم من هذا كله أن لاعب الترجى ليس مثل لاعب صن شاين، يمكن أن يضيع شوطا كاملا متفرجا على منافسه أو عنده هذا الظن بأن التسديد على مرمى الأهلى حرام..؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved