إسرائيل يمكن أن تنهار.. الأغلبية تحتاج إلى ثورة

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الجمعة 23 أكتوبر 2020 - 8:30 م بتوقيت القاهرة

ذات يوم هذا سينفجر. إذا استمرت اتجاهات السنوات الأخيرة فى السنوات المقبلة، دولة إسرائيل ستنهار، لا أقل. فى الحقيقة، من الأسهل والأكثر بساطة فهم الخطر من هجوم «عادى»: انفجار يوقع قتلى، صاروخ يصيب مبنى سكنيا. القصة مع الحريديم أكثر خطورة؛ لأن المقصود هو خطر زاحف.
الاتجاهات واضحة. بعد ارتفاع معين فى مشاركة الحريديم فى سوق العمل، فى فترة 2015ــ2017، تغير الاتجاه مجددا، وفى السنوات الأخيرة عاد من جديد إلى الانخفاض، بما فى ذلك انخفاض فى أعداد الذين يتوجهون نحو دراسة عليا. أيضا فى مسألة المساواة فى تحمّل العبء الأخبار سيئة، وحتى سيئة جدا. فى سنة 2019 تجنّد 1222 حريديا فى الجيش فى مقابل 2774 حريديا فى سنة 2017. وهذا أيضا ليس دقيقا؛ لأن بين الذين صُنِّفوا كـ«حريديم» هناك جزء غير قليل منهم ليس كذلك.
عندما عُيّن بنيامين نتنياهو وزيرا للمال [فى حكومة أريئيل شارون 2003] أظهر زعامة. قلص المخصصات، وأوضح للحريديم أن الدولة لا تستطيع أن تحملهم على أكتافها من دون حدود. وكانت هناك نتائج. لكن نتنياهو فى العقد الأخير هو رجل آخر.
شبكة العلاقات المشوهة تسيطر على مجالات إضافية. أيضا فى مجال الكشروت [الطعام الحلال يهوديا]، والتهويد، والحاخامية الأساسية، ومخطط الحائط الغربى، وغيرها. ما يجرى هو اغتصاب الأغلبية من جانب أقلية راديكالية. فى اليهودية كان هناك دائما تيارات مختلفة. تحديدا فى الدولة اليهودية، هناك إكراه يمارسه التيار الحريدى الفائق التطرف. الفقهاء المهمّون من أمثال رمبام [موسى بن ميمون من أشهر علماء التوراة] سهلوا كثيرا فى مجال التهويد على سبيل المثال. لكن مَن يكون رمبام مقارنة بالفقهاء الجدد الذى يفرضون علينا تعصبا تعارضه أغلبية اليهود فى إسرائيل والعالم. إنهم يسيئون إلى اليهودية، ويجعلونها مكروهة، ويبعدون عنها الشباب.
الكورونا لم تؤد حتى الآن إلى انهيار، لكنها تشكل علامة فارقة. سلوك الحريديم ــ طبعا ليس كلهم ــ يوضح أيضا أن الخطر على حياة إسرائيل كلها لا يعنيهم. المشكلة ليست مشكلتهم، هى مشكلتنا كلنا. إذا تفشى الوباء بسبب خرقهم الإجراءات، الضحايا ستسقط أيضا خارج نطاقهم. أغلبية بمن فيها حريديم ستدفع الثمن. لماذا؟ لأن عدم التقيد بالإجراءات تحول إلى خط قائد. ولأن الأقلية تتمرد والأغلبية تسكت. حان الوقت كى تتمرد الأكثرية.
هذا وقت أزمة. نحن بحاجة إلى قادة يستغلون الأزمة كى يقولوا: مصلحة كل الإسرائيليين بمن فيهم الحريديم، أهم من استمرار الخضوع للأقلية المتمردة. نحن بحاجة إلى ميثاق وطنى جديد، يعتمد على حقوق فى مقابل واجبات، وعلى المساواة فى تحمُّل العبء، ووقف الإكراه فى عدد من المجالات. كنت أتمنى لو يبادر نتنياهو إلى طرح مثل هذا الميثاق، لكن هذا لن يحدث، لذلك يتعين على المعسكر الوطنى الحقيقى أن يتوحد.
يائير لبيد، وأيضا بنى غانتس وغابى أشكنازى، ورون خولداى، وعمير بيرتس، ويوعاز هندل وتسفى هاوزر، وأيضا نفتالى بينت، وحريديم مثل الحاخام حاييم أمسالم، يجب أن يشكلوا ائتلافا إنقاذيا، ويجب أن يجرى هذا بسرعة، فى وقت ما، لمَ ليس غدا، قبل فوات الأوان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved