انتخابات السينمائيين

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 24 فبراير 2010 - 10:41 ص بتوقيت القاهرة

 لم تكن انتخابات نقيب السينمائيين ــ بغض النظر عن نتيجتها ــ سوى مشهد إضافى يعبر عن حال السينما المصرية، وواقع صناعها الذى يتخذ من شعار المرحلة «أنا ومن بعدى الطوفان» نهجا له.

جاءت هتافات وشعارات أنصار الناخبين الذين رددوها فى أرجاء الساحة الانتخابية لتعكس بحق السلوك الرمادى تجاه بعضهم، ونظرتهم لأنفسهم، وخرجت الصيحات التى ادعت مناصرتها لمرشحها المفضل لتعلن المرشح الخصم، وتوحى بعبارات تشجيع لمعان مخجلة، هى بعيدة كل البعد عن سلوك المبدع ومشاعر السينمائى.

ولنسترجع معا آهات المشهد الساخن فى ساحة مسرح السلام لنسمع أنصار أحد المرشحين يقول «بدرخان.. بدرخان.. عمره ما فرط.. عمره ما خان».

وبالفعل هم لا يدافعون عن اتهامات وجهت للمخرج الكبير الذى أمتعنا بعدد من الأعمال السينمائية الخالدة بقدر ما يتهمون آخر سواء كان مرشحا منافسا جديدا، أو آخر نافس وخاض المعركة من قبل.. أليس شيئا مخجلا أن يتم تداول مثل هذه الشعارات التى تنحصر فى التفريط والخيانة بين سينمائيين كبار، وتجد أيضا من يردد «دا راجل كبير ولا يصلح» وكأن مسألة الأنسب والأصلح لكرسى النقيب ترتبط بعمر وسن محددة، بغض النظر عن المواصفات الحقيقية لمن يستحق الجلوس على كرسى نقيب السينمائيين.

ومن طرف ثالث نسمع شعارا آخر هو «خالد يوسف يا بلاش واحد غيره ماينفعناش»، وهو الشعار الذى إن كان يدل على حماس البعض لمرشحهم المرغوب، فإنه فى الوقت نفسه يدل على مأساة فكريه من أهل الإبداع.. فهم بهذا الشعار يرفضون الآخر ويحجرون على باقى المنافسين.

وعلى نفس النهج انتقلت شعارات وحملات الدعاية على موقع الفيس بوك لترتدى ثوب اتهامات بالتآمر والعمالة ودعم الأمن ومرشح الحكومة.. لتؤكد أن السينمائيين ــ كفئة مبدعة ــ انخرطوا هم أيضا فى مناخ انتخابات مريضة بداء اجتماعى معاصر.. وكم كنت أتمنى ألا يصل هذا الداء لجسد فئة كان عليها أن تبقى على روح المقاومة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved